بالتأكيد أنكم سمعتم عن عملية الليزر من قبل، وقد تناهى كذلك إلى سماعكم عن عملية الليزك، ولربما تعرفون مسبقاً أن كلاهما يتم إجراؤهما لإصلاح مشكلة في العين وإعادة البصر بكفاءة أكبر إلى صاحبها المصاب بمشاكل معينة في قرنية العين. ولكن هل تعرفون ما هو الفرق بين الليزك والليزر؟ وكيف تتم كل عملية منهما؟
الفرق بين الليزر والليزك
يقول الدكتور طارق موسى “استشاري طب العيون وجراحتها” أن هناك الكثير من الأشخاص لا يعرفون الفرق بين عمليات الليزر والليزك لتصحيح البصر.
أما عن عملية تصحيح البصر بالليزر فهي عملية تُجرى لتغيير تحدب القرنية زيادةً أو نقصانًا على حسب الانكسار، ولكن مقدار التغيير يتغير حسب الدرجات الموجودة عند الشخص المريض، وهذا يتطلب إزالة جزء من القرنية عن طريق الليزر بواسطة تبخير نسيج العين، وهذا إما يتم تطبيقه على سطح قرنية العين وهو ما يُعرف عن المريض بالليزر بعد كشت الطبقة السطحية المتجددة باستمرار، أو يتم تطبيقه تحت شريحة من نسيج لُحمة القرنية وهو ما يُعرف بعملية الليزك.
لاحقاً، تم ظهور عمليات جديدة لتصحيح البصر غير الليزك وهي عمليات متطورة كثيراً، كما أنه من قبل كنا نأخذ شريحة رقيقة من سطح القرنية تصل إلى ١٣٠ أو ١٤٠ ميكرون عند إجراء عملية تصحيح البصر وهذا ما كان أفضل للمريض، ولكن الآن ظهرت أجهزة يمكنها أخذ شريحة رقيقة جداً تصل إلى ٩٠ أو ١٠٠ ميكرون، وبالتالي سُميت هذه العمليات ب ultra ليزك لتصحيح البصر.
فضلاَ عن ذلك، هناك ما يُسمى ب الفمتو ليزك لتصحيح البصر وهي عملية جديدة الآن في عالم طب العيون.
عند إجراء عملية الليزك أو الليزر فإننا نأخذ هذه الشريحة باستخدام جهاز الميكرو كيراتون أو نأخذها باستخدام جهاز الليزر دون استخدام الشفرة، وهذا باختصار الفرق بين الليزر والليزك والفمتو ليزك.
هل تختلف نوع عملية تصحيح البصر باختلاف الحالة المرضية؟
بالتأكيد هناك بعض الحالات التي تحتاج جهاز أكثر أماناً مثل جهاز الفمتوليزك أو الحالات التي يكون فيها تحدب القرنية منخفض أو أن القرنية مسطحة، بسبب وجود احتمالات بخروج الشريحة بشكل حر وتكون حافتها رقيقة جداً، وفي حالة تحدب القرنية أكثر من اللازم فإن شريحة العين قد تتعرض لثقب ما.
لكن على الجانب الآخر، فإن أجهزة الميكرو كيراتون المستعملة في الفمتو ليزك هي أجهزة آمنة جداً ومتطورة إلى حد كبير، فضلاً عن أن الليزر والليزك أيضاً هي عمليات تُجرى الآن بشكل آمن حتى وإن كان هنالك عامل أمان أعلى ودقة أكبر للفمتو ليزك لأنه عبارة عن ضربات تتم على شريحة العين تحت عمق معين وتستطيع أن تفصل جزء من نسيج القرنية بدقة أعلى وبأمان أكبر.
مخاطر أضرار عمليات تصحيح النظر
بالتأكيد ليس هناك شيء طبي آمن بنسبة ١٠٠٪ أو بصورة مطلقة أياً كان الإجراء بسيطاً في ذاته.
على الجانب الآخر، إذا كانت هنالك احتمالية لفقد الرؤية في عمليات تصحيح النظر فإنها لا تتجاوز ١٪ لأن هذه العمليات آمنة جداً على الرغم من إمكانية وجود أي اختلاطات أو أخطاء تتم في هذه العملية كما في أي عملية جراحية أخرى تُجرى في جسم الإنسان.
من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المريض عند إجراء تصحيح للنظر:
- التهاب العين.
- إلغاء العملية أو تأجيلها نتيجة عدم انتظام شريحة العين أو وجودها حرة عند إجراء مثل هذه العمليات.
- عدم تصحيح البصر بالدرجات الكاملة بسبب وجود عنصر الالتئام في نسيج العين بطيء عند مريض ما وسريع عند شخص آخر، ولكن ٩٥٪ من الأشخاص تتراوح نسبة تصحيح البصر لديهم بين ربع ونصف درجة فقط لا غير إذا كانت القياسات دقيقة قبل العملية.
هل هنالك شروط معينة لإجراء عمليات تصحيح النظر؟
بالتأكيد هناك شروط عديدة لإجراء عمليات تصحيح البصر، وهذه الشروط تبدأ فور قدوم المريض إلى العيادة الطبية، من بين هذه الشروط:
- ضرورة أن يكون المريض صحيح الجسم، لا يعاني من أمراض أخرى حتى لا تتأثر العين بمثل هذه الأمراض أثناء الجراحة.
- من المفترض ألا يأخذ المريض الذي يقوم بعمليات تصحيح النظر أي أدوية كمضادات الأورام أو بعض الحبوب كحبوب الشباب التي تؤثر على جفاف العين والبشرة، وهذا المريض يتم تأجيل إجراء العملية له لوقت لاحق.
- شريطة ألا يكون هنالك قصة مرضية في عائلة المريض لأمراض عينية كالقرنية المخروطية، ومن ثم لا ينبغي علينا إجراء عملية تصحيح النظر لاحتمالية الإصابة بالقرنية المخروطية بدرجة أكبر بهذا المرض.
- ألا يعاني أي فرد من العائلة من حثول القرنية بسبب زيادة احتمالية إصابة المريض به، وهذا الحثول لا يظهر في عمر الشباب، وإنما يظهر في أوقات متأخرة من العمر.
- لابد للعين أن تكون سليمة ولا تعاني من أي أمراض أو إصابات أخرى أو اختلاطات معينة كمرض السكري مثلاً.
- ألا يكون هنالك زَرَق أو ضغط في العين، لأن سماكة القرنية كما نعرف تتغير بعد الليزر.
هل تناسب عمليات تصحيح النظر حالات ضعف أو كسل العين؟
إن الليزي I ليست موروثة بحد ذاتها كعين كسولة، ولكن كسل العين عادةً ما يحدث نتيجة مد البصر بأحد العينين أكثر من العين الأخرى من سن الطفولة أو منذ الولادة، حيث يعتمد الطفل على العين الأقوى ويهمل العين الأضعف، وبالتالي تصبح العين كسولة.
لذلك، يمكن علاج هذا المد في عمر مبكر للطفل بتغطية العين السليمة بعد تصحيح النظر له بالنظارة حتى نترك العين الكسولة لتنشط مرة أخرى.
أما عن الليزر، فليس هنالك منه أي مشكلة بالنسبة للعين الكسولة، ولكن سيتم تصحيح قدرة العين على الرؤية على حسب إمكانية رؤيتها بالنظارة، ومن ثم فإن الليزر لن يمنع كسل العين وإنما هو وسيلة للاستغناء عن النظارة.
ما هي الأعمار المناسبة لإجراء عمليات الليزر أو الليزك؟
بالنسبة لعمليات الليزر، لابد:
- أن يكون عمر الشخص فوق ٢١ سنة على الرغم من أن هذه العملية كانت تُجرى قبل سن العشرين أو ١٨ سنة.
- ثبات واستقرار انكسار العين دون وجود تغيرات في هذا الانكسار خلال السنة الماضية أو بحد أدنى الستة أشهر الماضية قبل العملية.
- لابد من أن تكون سماكة القرنية وتحدبها طبيعي.
وختاماً، في حالة إجراء التصحيح في ظل هذه الظروف والاشتراطات، فإنه يستقر ويثبت عند ٩٨٪ من المرضى الذين يقومون بإجرائها.
أما عند سن الأربعين، فلا يوجد هنالك مشكلة في إجرائهم لعمليات التصحيح شريطة أن نأخذ مد البصر للقريب وللبعيد بعين الاعتبار قبل إجراء تلك العمليات.
واقرأ هنا أيضًا: أفضل وسائل تصحيح الإبصار للأطفال