انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرةُ رش وتعقيم الأجواء في المنازِل أو السيارات بمواد ومطهرات خاصة بهدف القضاء على الفيروسات بالجو، إلا أن الأطباء يحذرون من مخاطر ذلك خاصة إذا كانت المواد المستخدمة غير مصرح بها ويمكن ان تأتي بنتائج عكسية.
وفي هذا المقال سنتعرف على أضرار هذه المعقمات وسوء استخدامها، وما هو الاستخدام الصحيح لها، وكيف نتجنب مخاطرها، فتابعنا عزيزي القارئ.
تأثير المعقمات الجوية على صحة الإنسان
يقول “د. كيفين حافظ” استشاري طب عائلة وطوارئ: لاشك أن الزعر قد انتاب الكثير من النّاس، بسبب فيروس الكورونا، ولكن مما لاشك فيه أن الازدحام في المكاتب والمنازل، وكذلك في أماكن وسائل النقل العام، والإزدحام في الأماكن المغلقة وعدم تنقية الهواء، وكذلك عدم التهوية الجيدة، قد يتسببان في زيادة إنتشار الأمراض الفيروسية والجرثومية.
ولكن فيروس كورونا لا يتواجد في الهواء كما قلنا مراراً وتكراراً، فهو يتواجد في الهواء في حالات نادرة جداً، ففي المستشفيات مثلاً عندما يتم سحب المسحة، يمكن أن يتسبب ذلك في إنتشاره في الهواء في حيز مكان ضيق جداً، ثم يتلاشي في غضون ثوانٍ قليلة، ففي هذه الأثناء وهذه الأماكن حصراً ينصح بالرش، أي عند وجود مريض ظهرت عليه أعراض الكورونا، أو مريض مشتبه به بأعراض الكورونا، عندئذ يتم التعقيم واستخدام البخاخات والرش، وما شابه في المناطق.
ولكن يجب أن نأخذ حذرنا في ألا تتسبب هذه البخاخات بحدوث مشاكل خطيرة، فمن المعروف أن بعض هذه المواد إن كانت من الكحول أو من الكلور، أو من أي شيء آخر، قد تتسبب في حدوث بعض المشاكل ومنها:
- مشاكل تنفسية.
- تهيج الجلد والأغشية المخاطية بالفم والأنف.
- تسبب الإسهال.
- تسبب القيء والغثيان.
- مشاكل في العيون.
- التشنجات القصبية.
لذلك حذاري من هذه المواد، لأنها ليست جيدة للبيئة، فقد تكون على العكس تماماً، وإذا ما وجدت أصلاً، وإذا ما استخدمناها في أماكن متعددة، وكل إنسان منا يستخدم هذه المواد.
ولكن لا بأس من استخدام الإنسان للمواد المحضرة منزلياً، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية وهيئة السيطرة على الأمراض الأمريكية، باستخدام لترين من الكحول إلى لتر من الألوفيرا (الصبار) أو الجليسرين، فهذا الكحول يجب ألا يتعدى ال٩٠٪، فيخلط لترين من الكحول (الثلثين) إلى لتر من الصبار (الثلث)، أو الجليسرين.
وإذا أراد الشخص استخدام الكلور أو المبيض أو كلوريد الصوديوم، فما عليه إلا استخدام لتر كامل من الماء، مضاف إليه ٢٠ ملي من الكلور، ويفضل عدم إضافة المكون إلى البخاخ للرش، وإنما يجب إضافته على مندِيل، ويتم المسح بهذا المنديل على السطوح المستوية مثل الجُدران والزّجاج والخزائن والأرضيات، فلا بأس بها، ولكن لا يجب وضع هذا المكون على الأحجار الطبيعية والحديد والخشب وما شابه.
أضرار استخدام المعقمات الجوية على المدى البعيد
تابع “د. حافظ” في بعض الأماكن مثل الصالات الرياضية، يتم استخدام هذه المعقمات، فليس في عصر الكورونا فقط، لذلك ننصح بإستخدام هذه البخاخات والتعقيم فقط في حال وجود حالة مشتبه بها من الكورونا أو أعراض الكورونا.
أما في الحالات الغير مشتبه بها، يكون استخدام هذه المعقمات والبخاخات من خلال المنديل الكحولي، ومسح الجهاز الرياضي الذي استعمله الشخص.
ومن أضرار معقمات الجو ما يلي:
- تهيج العين.
- تهيج الجلد.
- الغثيان والقيء.
- تشنج القصبات الهوائية.
- تهيج الأغشية المخاطية للأنف والفم.
رش الشوارع بالمواد الكميائية
لاشك أن هذا العمل خاطئ جداً، فعندما قامت به بعض الدول في بداية ظهور فيروس كورونا، كانت تجهل الدراسات التي أجريت على هذا المجال، ولكن الآن تحذر جميع الدراسات ومنظمة الصحة العالمية من اتباع هذه السلوكيات، مثل رش الشوارع بالمواد الكميائية.
فالفيروس لا ينتشر في الطرقات، وعلى الأرصفة، ولا في الشوارع مختبئاً هنا وهناك، ولكن الفيروس يتواجد في السّعال والعطس، وفي ملامسة السطوح المستوية، وفي الكحة، ويتواجد لفترة محدودة ووجيزة.
أما عن استخدام هذه المرشات والبخاخات في رشّ الشوارع، الذي اتبعته بعض الدول، فستجد هذه الكمياويات طريقاً إلى مياه الشرب، والبحيرات والأنهار، وبالتالي ستسبب لنا ضرراً كبيراً في حال تناولها، فننصح بالإبتعاد عن هذه الكيماويات.
فعندما نرش بالمعقمات والبخاخات الشوارع والطرقات، فإنها تفقد فعاليتها بسبب تلوث هذه المناطق، فهذه المناطق لا تحتاج تعقيم، وإنما تحتاج تنظيف بداية.
استخدام البخاخات الملحية للجيوب الأنفية
وعن استخدام البخاخات الملحية للجيوب الأنفية أوضح :د. كيفين” أن استخدام هذه البخاخات مفيدة جداً للجيوب الأنفية ولا تسبب الجفاف، فجميع الأطباء ينصحون بها، فهي أفضل بكثير من المركبات الإستيرويدية، فأقراص مضادات الهيستامين هي ما يسبب الجفاف، فينصح باستخدام هذه البخّاخات مرة واحدة يوميًا بمقدار ٨ نقاط في الأنف.