ترافقنا العصائر في وجباتنا وفي مناسبات مختلفة، وخلال شهر رمضان يزداد الطّلب على نكهات مُختلفة من العصائر، لكننا لا نُدْرِك أن هذه العصائر لها مخاطر حقيقية وآثار سلبية على الصحة، والعصائر الصّناعية له تأثير سَلْبِي مُضَاعف، حيثُ أنّها تحتوي أيضًا على مواد حافظة، ومُكْسبَات الطعم واللون المُضافَة إليْها.
هل تشكل كافة أنواع العصائر ضرراً على الصحة العامة؟
يقول الدكتور كيفين حافظ “استشاري طب العائلة” أنه بشكل مؤسف هناك نوعين من العصائر وهما:
- العصار المحلاة.
- العصائر الطبيعية.
قد لا يدرك البعض أن عصير الفاكهة سواء كان هذا العصير مصنع من فاكهة طبيعية أو غير طبيعية، فإنه مُحمل بالكثير والكثير من السكريات.
على سبيل المثال، عندما نأكل تفاحة ولا نأكل تفاحة أو ثلاثة أو أكثر، فإن ذلك يختلف عن تناولنا لكوب من العصير الذي يحتوي على ٣ أو ٤ تفاحات أو أكثر، وهذا هو العصير الطبيعي، فما بالنا بالعصير الغير طبيعي الذي يُعد بمثابة صودا وسكريات، أي ماء وسكر فقط.
والمشكلة أن البعض منا يحاول معرفة كم كمية السّكر أو السعرات الحرارية الموجودة في كوب العصير، وهذا من الصعب حسابه، ولكن يكتب مصنعي هذا العصير المحلى بأن كل ١٠٠ مل من العصير يحتوي على سعرات حرارية معينة أو ٤ ملاعق من السكر، وهذا يستوجب علينا ضرورة حساب كمية السكر الموجودة فعلياً في كوب العصير.
العصائر التي يجب تجنبها لتفادي أضرارها الصحية
من الضروري أن نمزج العصير بالفكاهة قبل تناوله لأن أهم ما يميز الفاكهة أو الثمرة هي الألياف المفيدة لجسم الإنسان لأنها تحتوي على مضادات أكسدة كمادة البولي ثينول التي تمنع امتصاص السكر بسرعة في الجسم، ونحن نعلم أن كل هذه الفاكهة تحتوي على الكثير من السكريات.
والسكر الموجود في هذه الفاكهة هو سكر الفركتوز الذي لا تستطيع خلايا الجسم استخدامه لإنتاج الطاقة، وإنما في بادئ الأمر يجب أن يذهب هذا السكر إلى الكبد الذي يقوم بدوره وجعله قابل للذوبان وبالتالي للامتصاص في الجسم واستخدامه للطاقة، وعندئذ الكبد سيواجه صعوبة في تحويل هذه الكميات الهائلة في الزمن القليل إلى سكر يستطيع أن يمتصه ويستفيد منه، ومن ثم تبدأ المشاكل الصحية بتراكم الدهون وارتفاع السُّمنة.
أما عن الطماطم بشكل خاص، فإنها تحتوي على القليل من السكريات، ولكنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن وما شابه، وأنت تستطيع أن تفرق بين عصير الطماطم وغيره من العصائر بالمذاق.
كيف يمكننا أخذ العصائر الطبيعية المفيدة للصحة خلال شهر رمضان؟
في هذا الشأن نقول بأن السوائل هي جيدة جداً خلال شهر رمضان المبارك ويحتاجها الجسم بشكل واضح، والماء هو الاحتياجات التي تخص جسم الإنسان في هذا الوقت.
أما إذا أراد الإنسان حصراً أن يشرب العصائر، فمن الضروري:
- أن تكون تلك العصائر من الفاكهة وليست من المواد المحلاة.
- يجب أن نضيف إلى تلك العصائر بعض الخضروات.
- إمكانية إضافة ملعقتين كبيرتين من عصير الليمون أو الخل إلى هذا العصير، وهذا الليمون أو الخل سيلغي مذاق الخضروات من عصير الفواكه.
- ضرورة إضافة القليل من المواد الدهنية كالجوز أو بذور الكتان، ومن ثم نضيف الماء إليه، كما أن أفضل وقت لتناول العصار الطبيعية هو وقت تناول الوجبات الرئيسية أو بينها وليس قبل النوم مباشرةً كما يظن البعض.
أضرار شرب الماء والعصير البارد وقت الإفطار في رمضان
بالنسبة للماء البارد أو العصير البارد وخاصةً لمن يعانون من القولون العصبي يمكننا القول بأن الابتعاد عن الماء البارد على الإفطار هو ضرورة ملحة لأنه سيؤدي إلى تقلص الأمعاء، وكذلك للذين يعانون من قرحات معوية وما شابه ربما يتعرضون إلى زيادة في تلك القرحات، كما أنه سيؤثر على زيادة الالتهابات المزمنة في الأمعاء.
وختاماً، فيما يخص علاقة العصائر بمرض السرطان فمن الضروري أن نذكر في هذا الشأن العصائر المصنعة وغير الطبيعية هي ما يمكنها أن تتسبب في مرض السرطان لأنها عبارة عن نفايات سكرية إن صح التعبير، كما أن تلك العصائر تزيد من معدل السكر في الدم، وكذلك السُمنة.
بينما العصائر الطبيعية فليس أي أضرار على صحة الإنسان، بل على النقيض فإنها تقي من أمراض السرطان لما تحتويه من مواد مضادة للأكسدة تأتي من الألياف الموجودة في تلك العصائر الطبيعية، ومن ثم يُنصح بشرب الماء ثم عصير التوت والتفاح، وننصح بتجنب عصير البرتقال والليمون وما شابه على وجبة الفطور لما تحتويه من أحماض مضايقة للمعدة.