قد يصبح الأرق عبئاً كبيراً ومعاناة كبيرة تؤثر على صحة ونفسية الشخص، ومن الحلول التي يتهافت عليها البعض اللجوء للأدوية المنومة التي قد تحل المشكلة إلا أنها إذا أُخذت باستمرار قد تتحول هي نفسها إلى مشكلة جديدة يصبح الشخص معتاداً عليها بشكل كامل، لذا من الضروري عدم أخذ هذه الأدوية بدون إشراف طبي كما يؤكد الخبراء.
ما هي المخاطر الصحية للحبوب المنومة؟
يقول الدكتور لؤي الحسيني “استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحديثة وأمراض النوم”، هناك أنواع من الأدوية التي يأخذها الإنسان حتى تساعده على النوم أو يتخيل أنها تساعده على النوم لكن العلم الحديث الآن يتحدث عن مجموعة الأدوية المنومة التي تُصرف بالوصفات مثل البنزادول وباقي المنومات الحقيقية الأكثر شيوعاً في الاستخدام الطبي وأكثرها نسبة لحدوث مضاعفات.
إلى جانب ذلك، لابد من وجود مقارنة أو ميزان بين فوائد هذه الأدوية في علاج الأرق وما بين أضرارها مستقبلياً، لذلك كما سبق الذكر يجب أن تُصرف هذه الأدوية بإشراف طبي مباشر دون اللجوء إلى العلاج الذاتي.
هناك احدى الدراسات التي أشارت إلى أهم أسباب الإدمان على هذه الأدوية وكان أكبر تلك الأسباب هو علاج المريض لذاته دون أن يُصرف له هذا الدواء من جانب الطبيب أو الصيدلي المختص الذي تأتي أهميته في تشخيص نوع الأرق وشدته ومن ثم يصرف له العلاج الصحيح والجرعة الصحيحة من تلك الأدوية.
كيف يمكن علاج الأرق دون الاعتماد على مضار الأدوية المنومة؟
لا يوجد هنالك مشكلة للشخص الذي يعاني من الأرق لمدة يومين أو ثلاثة من الناحية الطبية حيث يمكن للشخص علاج تلك الحالة عن طريق تناول مضادات الهيستامين أو الحساسية أو بإمكانه أخذ الحليب أو الميلاتونين لمدة يومين أو ثلاثة لعلاج ذلك الأرق وهذا ما نراه مثبتاً في بعض الدراسات الغير عميقة إلى حد ما – وفق ما يراه الاستشاري.
تكمن المشكلة الكبرى في الأرق المزمن الذي يستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك وهذه الفئة من الناس التي تقع في هذا النوع من الأرق يمكننا وصف بعض الأدوية المنومة لهم ولكن مع مراعاة أن هناك طرق معينة لوصف هذه الأدوية على حسب نوع الأرق.
ما هي مدة أخذ المريض للأدوية المنومة لتفادي إدمانها؟
يجدر الإشارة إلى أن الدراسات الخاصة بأدوية الأرق وأثرها على صحة الإنسان استمرت لشهر واحد فقط وبالتالي لا يوجد دراسات علمية رصينة تفيد بأثر تلك الأدوية على الشخص بعد مرور شهر أو شهرين من الأرق ولكن الأمر يخضع في النهاية إلى التقييم الطبي الذي قد يرى فيه الطبيب زيادة التوتر والأرق والاكتئاب عند المريض ومن ثم قد يصف الطبيب هذه الأدوية للمريض لفترة أكثر من شهرين أو ثلاثة، ولكن بشكل عام يُنصح بتناول هذه الأدوية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وأن يتم الكشف بشكل دوري بعد ذلك على المريض بجانب ضرورة تقليل الجرعة حتى يساعد ذلك في عدم الإدمان على تلك الأدوية.
هل تتداخل هذه الأدوية المنومة مع غيرها من الأدوية؟
يمكننا القول أن هذه الأدوية لا تؤثر على غيرها من الأدوية وإنما ما يتأثر بها هو الكحول وباقي الأدوية المهدئة الأخرى، ومن ثم لا يجب على الشخص أخذ أكثر من نوع مهدئ في وقت واحد كما أن أدوية السكري والضغط لا يوجد عليها بشكل عام خوف عند أخذها مع الأدوية المنومة ولكن يظل استخدام تلك الأدوية مهم تحت إشراف الطبيب.
وأخيراً، تبقى الطرق البديلة للشخص الذي يعاني من الأرق لفترة لا تتجاوز اليومين أو الثلاثة أيام هي الميلاتونين ومضادات الهيستامين مع ضرورة خلق بيئة هادئة للنوم والاسترخاء في النوم وإمكانية أخذ الحليب الدافئ والاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم للمساعدة في تعميق النوم بجانب الاعتماد على اليوجا والوخزات الصينية التي قد تناسب البعض دون غيره.
أما عن الانقطاع المفاجئ لهذه الأدوية فقد يتسبب في مضاعفات شديدة منها زيادة الأرق والكوابيس الليلية والتوتر والصداع خاصة إذا طالت فترة العلاج الذاتي أو زيادة الجرعة.