أدت الطبيعة الساحرة للدولة السويسرية مع ما فيها من وسائل الترف والغِنى إلى كونها واحدة من أكثر الدول الأوروبية إحتضانًا لعظماء الفنانين شهرةً وموهبةً، مما ترتب عليه إحتضان مُدنها للعديد من المتاحف والمعارض في كافة فروع الفن ومباحثه، وهو ما ترتب عليه أن جعلها رائدة للسياحة الثقافية والفنية الدولية.
فهذه الجمهورية الفيدرالية الواقعة غرب أوروبا باتت تشتهر بأنها موطن الفن والثقافة بما تمتلكه من متاحف ومعارض ومسارح ودور للعروض الفنية المرسوم منها والمسموع والمرئي، فاستحقت وبجدارة أن توصف دائمًا بأنها أرض المعارض.
عشاق السياحة المتحفية والعرضية (من عرض التراث الفني للجمهور) وجهتهم الأساسية دائمًا هي سويسرا، لما تحتويه من معارض ومتاحف مؤشرة وعارضة لفنون وتراث راجع إلى مختلف الأنشطة البشرية.
المتحف الأوليمبي – مدينة لوزان
بإعتبار أن لوزان هي عاصمة الألعاب الأوليمبية فلم يفوت القائمين عليها تشييد متحف خاص بهذا النشاط البشري الذي يستحوذ على فكر ووجدان الكثيرين.
وجاء إفتتاح هذا المتحف في الثالث والعشرين من شهر يونيو لعام 1993م، ويدور موضوعه بشكل أساسي حول الرياضة والرياضيين، وفيه أيضًا جزء مخصص للتعرف على الثقافة الخاصة بالبلاد حيث يعرض تأريخًا لشواطيء المدينة ورقصات السامبا وموسيقاها.
متحف جيويربي – مدينة فينترتور
وهو المتحف المخصص لإستضافة المعارض المؤقتة وورش العمل المتعلقة بالأحداث الثقافية والفنية والسياسية والإجتماعية، فهو يقدم لرواده عبر معروضاته الفيلمية نظرة ثاقبة على القضايا المجتمعية الدولية حربًا وسلمًا.
كما يحتوي المتحف على معارض الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال، ومعارض أخرى للفن المعاصر.
متحف فن البازل- مدينة بازل
ويضم أفضل مجموعات الأثنوغرافي بما في ذلك الكتب والفيديو والموسيقى واللوحات الفنية، وكل عام يكشف المتحف عن محتويات جديدة له تختص ببلد أو دولة ما تكون هي محور المعروضات لهذا العام.
كما يعرض سنويًا تحفًا نادرة تخص منطقة الأمازون وسكانها وكائناتها النباتية والحيوانية. الخلاصة أنه بجانب المعروضات الثابتة للمتحف توجد سنويًا معروضات جديدة خاصة بدولة ما أو منطقة ما في العالم مما يزيد الحصيلة المعرفية عنها ويطورها بإستمرار.
متحف الفنون – مدينة برن
يضم المتحف مجموعة رائعة لأشهر الفنانين والرسامين القدامى والناشئين، وإلى جانب عرضه للمقتنيات على صورتها الحية الملموسة يعرضها أيضًا بأسلوب التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو صانعًا منها ملحمة تمتزج فيها روعة الرسم مع جمال الموسيقى المُعبرة والإضاءة المُلهمة. كما يضم المتحف آثارًا لأكثر من نصف مليون كائن حي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري.
مركز الفنون – مدينة زيورخ
وهو من أقدم المتاحف السويسرية على الإطلاق حيث أُسس في فبراير من العام 1916م، واعتُبر في البداية مأوى للأغراض الفنية والسياسية ثم اهتم المركز بالفن السويسري من عصر النهضة وحتى العصر الحديث، ويعتبر المركز عبر مؤسسيه أحد المنشآت الثقافية التي ساهمت في نشأة ما عُرف لاحقًا بحركة الفن الفوضوية (دادا).
كما كان للمركز دور سياسي إبان الحرب العالمية الأولى حيث فتح أبوابه لإستقبال اللاجئين من أرجاء القارة الأوروبية وفيهم الفنانين والموهوبين وساعده في ذلك أن سويسرا كانت من الدولة المُحايدة في الحرب.