ما هي المهرجانات الأوروبية
تتعدد المهرجانات والكرنفالات الأوروبية (European Festivals) المُبهجة والمليئة بملابس الريش والأزياء الخاصة والموسيقى الصاخبة والرقص والغناء والطعام والشراب، حيث تتحول مدينة المهرجان كلها إلى إحتفالية كبرى يشارك فيها كل سكان المدينة وزائريها، وتقام في كل أركان المدينة وشوارعها وبخاصة في الميادين الرئيسية.
وعادةً ما تمتلك هذه المهرجانات تاريخًا قديمًا، حيث ترجع بدايات إقامتها إلى قرون سابقة ثم استمرت إقامتها بنفس الإمكانيات والأدوات والفاعليات كنوع من الحفاظ على تراثها وبهجتها.
وقد تكون سياحة المهرجانات في ذيل أولويات السائح العربي، إلا أن هذا لا ينفي أنها نوع قديم من السياحة له عشاقه ومُحبيه، ولا ينفي أيضًا أنها نوع من السياحة الأكثر بهجة والأكثر تخليدًا بالذكريات المصورة.
وفيما يلي قائمة بأشهر المهرجانات الأوروبية وأكثرها صخبًا واحتفالًا.
مهرجان دونكيرك – فرنسا
ترجع بدايات هذا الكرنفال إلى القرن السابع عشر، وكان بالأساس عيدًا لتكريم الصيادين المحليين ثم ما لبث أن تحول إلى مهرجان كبير يُشارك فيه كل سكان المدينة وضيوفها. وتبدأ الإحتفالات في كل شوارع المدينة مع بداية شهر يناير حيث الفرق الموسيقية وجماهير الشعب الراقصة بعفوية وهم يرتدون الملابس الملونة، وفي الفترة بين يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني ويوم الأحد من الأسبوع الثالث من الشهر تبلغ الإحتفالات ذروتها حيث تتناول الجموع ما يقارب الـ 450 كيلو جرام من أسماك الرنجة المطهية بالشوارع في أواني ضخمة مع التمايل على وقع الموسيقى الصاخبة.
مهرجان بييمونتي – إيطاليا
وهو أكبر معركة غذائية في أوروبا حيث تتراشق الحشود بالبرتقال، وترجع فكرة المهرجان تخليدًا لذكرى رشق السكان المحليون لقوات نابليون بالبرتقال في أوائل القرن التاسع عشر، وتقام في هذا الكرنفال مجموعة ضخمة من المراسم والمواكب الملونة والتي تبدأ منذ اليوم الأول من شهر فبراير من كل عام، وتبدأ حرب البرتقال فعليًا في اليوم السادس والعشرين من شهر فبراير في تمام الساعة الثانية ظهرًا.
مهرجان بازل – سويسرا
لربما اشتهرت الدولة السويسرية بيننا بالنظام والعمل، إلا أنه في هذا الكرنفال يحدث دائمًا ما هو عكس ذلك تمامًا، حيث يُطلق العنان لرغبات المواطنين في كل ما هو باعث على سعادتهم وبهجتهم دون تقيد بأية معايير. ومهرجان بازل من أكبر المهرجانات الأوروبية، ويجذب إليه ما يزيد عن نصف مليون سائح كل عام، وتنطلق فيه الإحتفالات مبكرًا جدًا حيث تبدأ من الرابعة فجرًا بإضاءة جميع أنوار المدينة لتبدأ حوالي مائتين من الفرق الموسيقية والمواكب في شق طريقها بين الحشود المجتمعة في وسط المدينة، هذه الفرق والمواكب تحمل في أيديها الفوانيس المضيئة المصنوعة بخامات يدوية بسيطة، وأثناء سيرها بين الجموع ترمي أنواع كثيرة من الحلويات المغلفة على الجمهور، وتستمر هذه العروض الكرنفالية لثلاثة أيام متتالية تبدأ من اليوم السادس لشهر مارس من كل عام.
مهرجان قادس – إسبانيا
هو مهرجان ملحمي رائع يضم عشرات الآلاف من السكان والزائرين كل عام، وفيه تملأ الشوارع الفرق الموسيقية والتمثيلية الساخرة بملابسها البهلوانية المضحكة والتي تروق كثيرًا للأطفال، ومع الإستمتاع بالأغاني الصاخبة والكوميديا التمثيلية المضحكة توزع الحلوى التقليدية، ويستمر ذلك كله لأسبوع كامل يبدأ من اليوم الثالث والعشرين من شهر فبراير من كل عام.
مهرجان أتشيريالي – إيطاليا
وهو الأكثر شعبية وجمالًا بجزيرة صقلية، ويتميز بمرور فيالق طويلة من العوامات المصنوعة من الخشب والقماش والمزينة بالورود والزخارف، وتتبعها الفرق الراقصة بالملابس الملونة والآلات الموسيقية المحلية، ويستمر هذا الكرنفال في شوارع المدينة طوال شهر فراير من كل عام.
ما سبق ما هو إلا صورة سريعة من المتعة والأجواء الإحتفالية التي تبثها هذه المهرجانات، والتي تستقطب عادةً الكثير والكثير من السياح من خارج مدن المهرجان. كما نشير إلى أنه تتم إغفال ذكر مهرجان الثيران بأسبانيا رغم ذيوع صيته في كل أرجاء الكرة الأرضية لما يمثله من خطر على حياة الإنسان ولما فيه من إهانة لروح الحيوان والتي لم تقرها الشرائع السماوية أو الأخلاق الإنسانية الحميدة.