بعد أن أبحرنا كثيرًا في دروس النحو، وصلنا وإياكم -أعزائي الطلاب- إلى شرح درس أسلوب الإغراء والتحذير وإعرابه، مع تطبيقات الشرح بالأمثلة والتدريبات.
أسلوب الإغراء
أسلوب الإغراء: هو حث المخاطب على فعل أمر محمود على وجه الفعل أو اللزوم، مثل:
- الاجتهاد في الدروس.
- الصبر عند الشدة.
أي الزم الاجتهاد والزم الصبر.
مكونات الإغراء
ويتكون الإغراء من ثلاثة مكونات وهي:
المغري + المغرى + المغرى به.
- المغري: وهو المتكلم أو المخاطب.
- المغرى: هو الشخص الذي نخاطبه مغريين إياه.
- المغرى به: هو الأمر الذي نحث المخاطب على فعله.
صور الإغراء
يأتي الإغراء على ثلاثِ صور هي:
- أولا الإفراد: وهي أن يُذكر المغرى به مفردًا غير مكرر وعندئذ يحذف فعله جوازاً، أي أنه يجوز حذف الفعل ويجوز ذكره، مثل؛ الصدق في القول، أو إلزم الصدق في القول.
- ثانياً: التكرار: وهو أن نذكر المغرى به مكررًا، وعند تكرار اللفظ المغرى به يجب حذف الفعل وجوبًا، مثل؛ البر البر بالوالدين.
- ثالثًا: العطف: وهو أن يذكر المغرى به معطوفا عليه بمغراً به آخر، ويجب هنا حذف الفعل وجوبًا لأن المعطوف يُعتبر عوضاً عن الفعل ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض عنه، مثل؛ الحق والصدق.
إعراب أسلوب الإغراء
أما بما يخص إعراب أسلوب الإغراء فيُعرب المغرى به دائمًا منصوب على الإغراء، أو مفعول به لفعل محذوف وجوباً أو جوازًا على حسب صورة الإغراء المذكورة، وهذا مثال للتوضيح: الإخلاص في العمل ← الإخلاص: اسم منصوب على الإغراء، أو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة لفعل محذوف جوازًا.
إليكم مثال آخر، عندما نقول: الحق الحق أقول ← (الحق الأولى): اسم منصوب على الإغراء، أو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة لفعل محذوف وجوبًا تقديره (الزم الحق).
(الحق الثانية): توكيد لفظي منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وراجعوا أيضًا هنا شرح درس: كم الاستفهامية وكم الخبرية.. تدريبات وحلولها
أسلوب التحذير
أسلوب التحذير يُشابه الإغراء إلى حد ما من حيث البنية، وإنما يعاكسه في المغزى والمعنى.
فأسلوب التحذير: هو تنبيه المخاطب لأمر مذموم ليتجنبه أو مكروه يُخشى منه، مثل قولنا: النفاق ← كتحذير من هذه الصفة المذمومة، أو: الأسد ← كتحذير من هذا الحيوان المفترس أن يلحق ضرراً به.
عناصر التحذير
وعناصر التحذير ثلاثة: المُحِذر + المُحَذر + المُحَذر منه.
- المُحِذر: وهو المتكلم أو المخاطب.
- المُحَذر: هو الشخص الذي نريد أن ننهاه عن الوقوع في الأمر المذموم أو الشيء المكروه.
- المُحَذر منه: هو الصفة المذمومة أو الشيء المكروه.
صور التحذير
وهناك أيضا صور للتحذير:
- الإفراد: وهو أن يذكر المحذر منه بلفظه دون تكرار، مثل: البعد عن الأشرار.
- وهنالك التكرار: وهو أن يكرر المحَذر منه بلفظه، مثل: الغضب الغضب.
- أما العطف: فهو أن يُعطف على المحَذر منه شيء آخر مذموم، كقول؛ الكذب والسرقة.
- وأخيرا التحذير بلفظ (إيا)، ولها ثلاث حالات:
- أن يأتي لفظ (إيا) وبعدها المحذر منه دون فواصل، مثل: إياك السرقة.
- أن يأتي لفظ (إيا) ثم حرف الجر (من)، مثل: إياك من السرقة.
- أن يأتي لفظ (إيا) ثم حرف العطف (الواو)، مثل: إياك والسرقة.
إعراب المحَذر منه
يعرب المحذر منه نفس إعراب المغرى به، فيعرب الاسم المحذر منه: مفعولا به منصوبًا دائما على التحذير بفعل محذوف جوازاً كما في سورة الإفراد، أو بفعل محذوف وجوبًا كما في الصور الثلاث الأخرى (التكرار، والعطف، والإتيان بعد إيا).
وسنُعطيكم مثال عليها: إياك السرقة← تعرب (إياك): ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف. أما (السرقة): مفعول به منصوب لفعل محذوف وجوبًا تقديره احذر.
وهنا شرح درس الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.. مع التفصيل والأمثلة
التلخيص
- الإغراء: هو أسلوب للترغيب في فعل أمر محمود.
- التحذير: هو أسلوب للتنفير من أمر مذموم أو شيء مكروه.
تتفق صور الإغراء والتحذير في ثلاث صور هي: (الإفراد، التكرار، العطف)، وينفرد التحذير بصور (إيا).
يُعرب المغرى به والمحَذر منه: مفعولاً به منصوبًا لفعل محذوف جوازا أو وجوباً دائماً.
يُحذف الفعل الناصب جوازًا في حالة الإفراد ويحذف وجوباً في حالة (التكرار، العطف، التحذير بإيا).