أسس بناء علاقة صداقة بين الأم والابن
تقول الاستشارية النفسية والخبيرة الأسرية “هبة عبد الباسط شركس”: أن علاقة الصداقة مثلها مثل العديد من العلاقات، فلها مقومات وأسس يجب توفرها، وخاصةً عندما تكون هذه العلاقة بين الأم والابن، ومن أهم هذه الأسس:
- أن تكون العلاقة بين الأم والابن علاقة مريحة نفسياً لا تشوبها أي منغصات.
- أن تكون العلاقة منفتحة؛ بحيث يستطيع الابن أن يتحدث مع أمه عن احلامه، طموحاته، أهدافه، أفكاره، وكذلك مخاوفه.
- أن يكون هناك قبولاً للطفل في جميع حالاته، وبجميع أخطائه.
- أن يكون هناك لغة حوار شيق، وممتع، خالي من الضغوطات النفسية، والانتقادات، والأوامر.
ويجب التنويه على أهمية أن تكون علاقة الأم والأبناء غير مقتصرة فقط على الصداقة؛ حيث أنه لابد من وجود مقومات للعلاقة الوالدية الأساسية أيضاً، حتى يكون الأهل مصدر دعم، أمان، قوة، ومشورة، وكذلك مصدراً للسلطة أيضاً، وتعتبر علاقة الصداقة بين الأم والابن علاقة تحتاج إلى صبر ومثابرة حتى يمكن بنائها.
أهم أسباب فشل بناء الصداقة بين الأهل والأبناء
يرجع سبب فشل بعض الأهالي في بناء علاقة الصداقة بينهم وبين أبنائهم إلى تركيز معظم الأهل على بعض النقاط واهمالهم لنقاط أخرى قد تكون مهمة أيضاً؛ حيث أن أغلب الأهل ينصب تركيزهم الأساسي على كيفية جعل الابن ملتزم دينياً، وملتزم اجتماعياً، وبزرع القيم والمبادئ الاجتماعية كما يكون هناك تركيزاً كبيراً على المستوى الأكاديمي.
وهذا كله مهم بلا شك، لكنه لا يكون مهماً دون الاهتمام برغبات، واحتياجات الأبناء النفسية، فمن المهم حتى يكون هناك علاقة ناجحة بين الأبناء والأهل أن يكون هنالك توازن بين هذه الأمور.
وحتى يكون الأهل أنفسهم صالحين تربوياً لابد من أن تكون لديهم من سعة ، والصبر، والاحتمال ما يجعلهم يتقبلون الشخصيات المختلفة للأبناء، وتكون لديهم المقدرة على التعامل مع كل منهم بشخصيته، وأسلوبه، حتى يكون نتاج التربية أبناء اسوياء نفسياً، وناضجين، منفردين، لديهم القدرة على إضافة قيمة مختلفة للمجتمع.
الطريقة المُثلى لتعامل الأهل مع مرحلة المراهقة
تعتبر مرحلة المراهقة كما وضحت الدكتورة “شركس” هي ثمرة جهود الأهل في التربية خلال مرحلة الطفولة، ويجب على الأهل أن يكونوا على درجة عالية من الوعي بمرحلة المراهقة، ومدى تأثيرها على الابن؛ حيث أن هذه المرحلة تتميز بارتباك الابن الداخلي لأنه لديه رغبة حقيقية في الاستقلال عن الاهل، لكن بالحصول على نفس الامتيازات التي كان يحصل عليها من قبل من النواحي المادية، والمعنوية، وما إلى ذلك، لذلك فمن خلال الوعي يمكن التعامل مع هذه المرحلة بطريقة صحيحة، وذلك من خلال:
- الحوار الناجح والإيجابي بشكل مستمر بين الابن المراهق والأهل.
- التواصل والتعاطف والانسجام مع الابن.
- إعطاء الابن مساحة من الحرية مع مراقبته.
وبلا شك فإن هذا كله لن يكون متاحاً دون أن تكون هنالك بذرة تم غرسها في نفوس الأبناء منذ مرحلة الطفولة، فإذا بُنيت العلاقة بين الأهل والأبناء قوية ومتماسكة منذ نعومة اظافرهم، سينعكس ذلك بشكل إيجابي جداً على مرحلة المراهقة، وعلى جميع المراحل العمرية الأخرى.