تربية الأبناء وبناء شخصيات سوية قادرة على التعامل مع التحديات ومواجهة أعباء الحياة مهمة من أشق الهمات على الإطلاق، ورسالة من أسمى وأجل الرسالات، وان كانت الصعوبة والمشقة متحققة في تربية الأبناء من الأولاد أو البنات على حد سواء فإن هناك ثمة اختلافات بين تربية الذكور والإناث، وتلك الاختلافات مرجعها إلى طبيعة الإناث التي تختلف في بعض الجوانب عن طبيعة الذكور.
وهنا سنستعرض معًا أهم ما يميز تربية الذكور وكيف تستوعب الأم والأب ذلك جيدًا وتجيد التعامل معه بذكاء.
فيما يختلف الذكور عن الإناث
أهم ما يميز بين الأبناء الذكور والإناث أن الذكور أكثر قدرة على التمرد من الإناث وأكثر جرأة منهن، فما يصلح للسيطرة على فتاة لا يصلح للسيطرة على ولد ، والطبيعة الجسمانية والبناء العضلي للذكور والذي يشكل ميولهم ورغباتهم ونوع اللعب الذي يمارسونه، فضلًا عن كون الولد الذكر أكثر احتكاكا بالعالم الخارجي، ويتمتع بتلك الصلاحية التي تمكنه من الانخراط في الحياة الخارجية والاستقلال بشكل أوسع وأسرع من الإناث، كما يتميز الأبناء الذكور ببعض المزايا السيكلوجية مثل التعلق الكبير بالأم والذي يمتد لفترة ست سنوات، ورفض السطوة التي تتمثل في الأب، والرغبة -الكامنة- في انتزاع دوره وصلاحياته وسيطرته، ومن ثم فإن هذه المعطيات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في رحلة تربية الابناء الذكور.
ومن الجدير بالذكر أن مراعاة تلك الأمور في التربية منذ المراحل الأولى توفر على الأبوين الكثير من الصدامات والخلافات والتي تصل إلى ذروتها في مرحلة المراهقة.
أسرار التربية الناجحة للأبناء الذكور
- اترك الطفل يعيش طفولته بلا قيود ولا محاذير: الطفل يحتاج إلى اشباع حاجته للعب والعبث والاستكشاف، وتلك الحاجة تظهر بوضوح أكثر عند الذكور فيجب على الأبوين أن يراقبا الطفل عن بعد ويتركا له مساحة للاستكشاف والتجربة، لأن تلك المرحلة تشكل ملامح شخصيته وتحدد ميوله فيما بعد.
- صاحب ابنك: يجب على كل أم وأب أن يعلما أنهما مهما بلغت دكتاتوريتهما أو سيطرتهما ومهما ضيقا الخناق على الابن فلن يتمكنا من معرفة كل شيء عنه أبدًا فالابن يقضي معظم يومه بعيدًا عن أعين الأهل في المدرسة أو مع أصحابه، لذا فإن أفضل ضمان للتعرف على ملامح عالمه الخاص واتجاهاته وانتماءاته أن يصاحب الأب ابنه، وأن يفتح له قلبه ويستوعب آراءه وتمرده وحماسه.
- امنحه الثقة بالنفس: يجب أن تمنح ابنك الثقة بالنفس منذ نعومة أظفاره وتمتدح قدراته ونجاحاته، لينشأ قويًا متزنًا قادرًا على مواجه الحياة.
- تعامل معه باحترام وتقدير: احترامك لابنك وتقديرك له سوف يجعله حريصًا على أن يكون عند حسن ظنك، والعكس تمامًا يحدث حين يقلل الأب أو الأم من شأن الابن أو يسفه كلامه أو أفكاره.
- لا تنتقده أمام الآخرين: نزعة الكبرياء والكرامة توجد عند الذكور أضعاف ما توجد عند الإناث فانتقاد الابن أمام الآخرين يعتبره إهانة لكرامته وشيء يدعوا للخجل فيصدر عن الابن رد فعل من اثنين إما أن ينفعل ويتجاوز حدود الأدب كنوع من الثأر لكرامته، وإما ان يكبت مشاعر غضبه ويتعلم التنازل عن حقوقه وتبدأ شخصيته تتبلور بناء على مثل تلك المواقف.
- لا تدلل ولا تقسو: التدليل الزيادة يبني شخصية ضعيفة اتكالية لا تقوي على مواجه تحديات الحياة، والقسوة الزائدة تبني شخصية أنانية متطرفة تتسم بالعنف والغطرسة والحنق المستمر على الحياة.
- حمله بعض المسؤوليات: أهم سر من أسرار التربية المتزنة للطفل الذكر أن تحمله جزء من المسؤولية بما يتناسب مع قدراته وسنه، فهذا بمثابة درس تربوي شامل يعلمه الاعتماد على النفس، ويعزز لديه قيم الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه غيره، ويعزز ثقته بنفسه أيضًا، كما ينمي لديه قيم الإيثار، ولا شك أن مجموع تلك القيم شخصية متزنة ونافعة للمجتمع.
- تجنب توجيه النصح المباشر والأوامر: الأبناء الذكور خاصة لا يحبون النصح المباشر ولا تروق لهم طريقة افعل ولا تفعل، لذا ينبغي على الأب او الام ان يحث على الفضائل من خلال بيان اوجه الخير والنفع المتحقق من فعلها والشر المترتب على تضييعها.
- نمي الوازع الديني لديه: الابن الذكر له مساحة أكبر من الحرية فاغرس فيه معاني الحلال والحرام وقيم المراقبة منذ الصغر حتى لا ينساق خلف فتن الحياة ومغرياتها، واجعل له رقيبًا من نفسه وضميره ولا تجعل المانع من فعل السوء هو وجودك لأنك لن تتواجد معه طوال الوقت، ولن تحرصه من هواه ولا شيطانه أبدًا.
- شاركه في الرأي وصنع القرار واشبع رغبته في اظهار رجولته: الولد منذ أن يبدأ في إدراك العالم المحيط به تصبح لديه رغبة في اظهار رجولته وقوامته فلا تكبح تلك الرغبة، ومع تقدمه في العمر شاركه تدريجيًا في الرأي وبعض القرارات التي تمس الأسرة حتى تنمي لديه مشاعر الانتماء لكيان الأسرة وتعلي قيمة العمل للصالح العام.
تجدون هنا أيضًا: أسماء أولاد مختارة ومنتقاة بعناية «بمعانيها»… لأحلى وأجمل اسم للمولود الجديد