مقدمة: شهر نوفمبر أو شهر موفمبر الشهر الذي يشهد حركة عالمية تدعو إلى إطلاق الشوارب وهي حركة رمزية تهدف إلى نشر الوعي بالأمراض الخطيرة على صحة الرجال كسرطان البروستاتا.
أطلقت الحملة أول مرة عام ٢٠٠٣ وقد اختارت شارب الرجل شعاراً لها كما دعت الرجال إلى إطلاق شواربهم خلال هذا الشهر.
قوانين الحملة تتمثل في التعهد بالقيام بالفحوصات الطبية اللازمة طالما أطلق الرجل لحيته، كما تشجع على دعوة الأخرين وإرشادهم إلى إجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بهذا الموضوع لنشر الوعي والتقليل من مضاعفات أمراضاً خطيرة.
وعالمياً يعتبر سرطان البروستاتا السرطان الثاني الأكثر شيوعاً عند الرجال ويساهم الكشف المبكر في البقاء على قيد الحياة أكثر من خمس سنوات بنسبة ٩٨٪ بينما تقل بنسبة ٢٦٪ إذا تم اكتشاف المرض متأخراً.
من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض البروستاتا؟
قال الدكتور “إيهاب رياض” استشاري أمراض الكلى والذكورة، أن سرطان البروستاتا هو سرطان خاص بالرجال ويمكن القول أنه شائع في الرجال وهو مرتبط بالعمر فنحن لا نرى سرطان البروستاتا في الرجال تحت سن الأربعين لكن يمكن أن نرى حالات مبكرة بعد سن الأربعين ومعظم الحالات يتم تشخيصها من سن ٥٠ ل ٦٠ عام أو بعد سن ال ٦٠ عام، فإذا قولنا أن الإحصائية الأمريكية ذكرت أن واحد من كل سبعة رجال يصاب بالسرطان خلال حياته لكن ستة من كل عشرة رجال يصابون بالسرطان من بعد سن ال ٦٥ عام، فهو سرطان يأتي للرجال ومرتبط بالعمر أكثر ويأتي في سن ما بعد ال ٥٥ عام.
هل هناك أعراض لهذا المرض وما مدى أهمية الكشف المبكر؟
أوضح ” د. إيهاب رياض ” أن هذا المرض إذا ظهر له أعراض نكون قد تأخرنا في التشخيص، فأحد المشاكل الكبيرة في سرطان البروستاتا أنه سرطان بدون أعراض، وتقول الإحصائية أنه إذا عاش جميع الرجال لسن الثمانين فإن ٨٠٪ منهم سوف يكون لديهم خلايا سرطانية، وهذا ليس لإخافة الناس فكثير ممن توفوا في الثمانينات توفوا لأسباب أخرى ونكتشف أنه كان لديهم خلايا سرطانية في البروستاتا أثناء التشريح وأثناء الدراسة التي تتم بعد الوفاة، وهذا يعني أن جميعنا كرجال سيكون لدينا بعض الخلايا التي تتحور بمرور الوقت وبالسن.
كما قال أيضاً إن سرطان البروستاتا من السرطانات الضعيفة والتي تأخذ وقتاً طويلاً من الممكن أن يصل إلى عشرة أو عشرين عام لينتج السرطان الإكلينيكي الذي يسبب أعراض، فمن الممكن أن يبقى مختفي وبدون أي أعراض ويظهر في فحص دم عندما يقوم المريض بإجرائه بشكل عادي ثم يكتشف أن ما يطلق عليه ال PSA أو الإنزيم أو البروتين الذي يتم فرزه من خلايا البروستاتا والذي نسميه دلالات أورام خاصة بسرطان البروستاتا لكن لا نشخص به سرطان البروستاتا، نتوقع فقط أن هذا المريض نتيجة أن ال PSA أو دلالات الأورام عالية قليلاً فلابد من عمل أبحاث أكثر فربما يكون لديه سرطان بروستاتا، وهذا لا يعني أن الأشخاص الذين لديهم ال PSA أو دلالات الأورام عالية لديهم سرطان بروستاتا فإن التهابات البروستاتا تتسبب بها وتضخم البروستاتا الحميد الذي يحدث لجميع الرجال يتسبب بها أيضاً، فهذا الموضوع يحتاج إلى أبحاث أخرى أو إذا كنا نقوم بخزع في البروستاتا أو الأبحاث الإشاعية لكي نتأكد من هذا الموضوع.
هل العامل الوراثي له تأثير؟
رد ” د. رياض ” قائلاً أن العامل الوراثي موجود بالتأكيد وهو هام جداً، إذا قولنا أننا سنقوم بعمل فحص للرجال بعد سن الخمسين أو الخامسة والخمسين وأقوم بعمل Screening أو دراسة وإذا كان لدى أحد أقارب من الدرجة الأولى مثل الأب أو الأخ أو أي قريب من الدرجة الأولى لديه سرطان بروستاتا في التاريخ المرضي الخاص به حينها أتوقع سبعة مرات أن لديه احتمالية أكثر أن يصاب بمرض سرطان البروستاتا فهذا الشخص سيتم إخضاعه للأبحاث أو ال Screening في سن مبكر قليلاً مثل سن الأربعين وأبدا بعمل فحص سنوي له لدلالات الأورام ولهذا فإن العامل الوراثي موجود.
ما هي العوامل الأخرى غير العامل الوراثي والتي من الممكن أن تسبب سرطان البروستاتا؟
قال ” دكتور إيهاب ” أن السن أو العوامل التي تسمى Risk factors أو العوامل التي تجعلني أتوقع أن هناك سرطان بروستاتا فالسن مهم جداً والعوامل الباقية مهمة جداً والتغذية أيضاً، فعلى سبيل المثال التغذية لها علاقة بجنوب أوروبا البحر المتوسط، فقائمة الطعام مفيدة جداً ويظهر سرطان البروستاتا فيها أقل بكثير من شمال أوروبا وأمريكا، وبالطبع سرطان البروستاتا له علاقة بالجنس ويصيب اصحاب البشرة السوداء بأمريكا مرتين أكثر من اصحاب البشرة البيضاء ويأتي أكثر عنفاً في السود، وهناك نظريات جديدة في سرطان البروستاتا فإذا كنا جميعاً سوف نصاب بسرطان البروستاتا فهل لابد أن نعالج كل مريض أم أن بعض الأشخاص من الممكن استبعادهم وملاحظتهم فقط وعدم البدء بالعلاج.
في هذه النقطة بالتحديد فإن البعض عندما يكتشف في سن متأخر مثلاً في الثمانين عام يقال أن من الخطر إجراء عملية جراحية في هذه الحالة فهل هذا صحيح؟
ذكر ” د. إيهاب ” أن هذه الفرضية بها شيء من الصحة، لأن المريض الذي تم اكتشاف المرض به في سن الثمانين حتى يتسبب المرض بمشكلة له سوف يكون هناك مشاكل صحية أخرى حدثت له هي التي أدت للوفاة وليس سرطان البروستاتا، على سبيل المثال جراحات المناظير في سرطان البروستاتا ال Robot و ال Robot surgery جراحات الروبوت متقدمة وجعلت سرطان البروستاتا سهل ولكن لا يفضل عملها لمريض عمره ثمانين عام، ففلسفة سرطان البروستاتا وبمناسبة شهر نوفمبر لابد أن يكون هناك وعي أكثر به فقديماً كان الأشخاص يخجلون من التحدث في مشكلة حساسة ولكن الآن المريض يذهب للطبيب ويطلب عمل دلالات أورام فجميعنا كأطباء مسالك عندما يأتي إلينا المريض لشكوى أخرى نقوم بعمل Screening أو هذا الفحص والمريض الذي نشعر أن دلالات الأورام لديه مرتفعة قليلاً نقوم بعمل أبحاث أخرى تؤدي إلى التشخيص، وأيضاً يوجد الآن ما يسمى سجل قومي للأورام يوجد في الإمارات وبالتحديد في أبوظبي بال Report ونقوم بتسجيل هذه الحالات وأصبح لدينا Registry بعدد الحالات التي يتم تشخيصها سنوياً وما طرق العلاج المتاحة.
إلى أين ممكن أن يصل المرض أو ما مضاعفات هذا المرض وهل نهاية الموضوع هو الاستئصال ؟
قال ” د. إيهاب رياض ” أنه ليس شرطاً أن يتم الاستئصال لأن هناك أكثر من طريقة علاج، فنحن أقل بخمسة مرات من أمريكا وأوروبا في حالات السرطان التي يتم تشخيصها لدينا ولكنها خمسة مرات أقل في الأشخاص الذين يذهبون مبكراً للتشخيص من المرض، فلديهم وعي أكثر ولديهم Screening أو كشف دوري ونحن ليس لدينا كشف دوري بنفس الطريقة، وبالنسبة للأعراض فلو ظهرت الأعراض مثل التبول المتكرر والاستيقاظ ليلاً وصعوبة التبول فهذا يعني أن الشخص المريض قد تأخر في تشخيص المرض، فأتمنى أن نشخص المرض مبكراً ونضع المريض على طريقة العلاج سواء إن كانت استئصال أو علاج إشعاعي أو علاج هرموني فهناك أكثر من طريقة علاج ومن طرق العلاج أيضاً الملاحظة فلا يوجد أي علاج وهم أشخاص ليس عليهم خطورة ويتم ملاحظتهم فقط.