قد يعرف العلماء السر وراء ظهور حب الشباب عند بعض الأشخاص دون غيرهم إذ وجدت دراسة أمريكية حديثة أن بكتريا من نوع خاص تسبب ظهور حب الشباب نتيجة تفاعلات إلتهابية معينة على سطح الجلد. الباحثون في جامعة San Diego في كاليفورنيا توصلوا من خلال تجربة على الفئران إلى أن لغز ظهور حب الشباب يرتبط بما تحدثه الأعداد الهائلة من البكتريا على سطح الجلد خاصة وأن طبقة الجلد هي خط الدفاع الأول ضد الجراثيم والعوامل الغازية.
ويربط العلماء عدم إصابة البعض بحب الشباب بطبيعة البشرة والعوامل الهرمونية والوراثية وطريقة حدوث الإلتهابات في مسامات الجلد الدقيقة وفي بوصيلات الشعر أثناء عملية التفاعل التي تسبب لاحقاً البثور. لطالما شكل حب الشباب مصدر إزعاج يومي للشباب من الجنسين خاصة في مرحلة المراهقة إذ أن الشفاء منه يتم ببطء كما أنه يترك أثر على البشرة إذا أخذ وقتاً طويلاً أو إذا لم يختفي بشكل نهائي. ورغم وجود علاجات محتلفة للتعامل مع حب الشباب وهي علاجات قد تكون مؤقتة إذ أن المشكلة تعود لاحقاً يسعى الباحثون إلى تطوير تركيبة علاجية خاصة تنهي ظهور البثور وتساعد على ترميم الجلد من جديد.
ما هو حب الشباب؟
تُعرّف الدكتورة أروى محمد “اختصاصية الأمراض الجلدية والبشرة” حب الشباب هو عبارة عن مشكلة شائعة تنتج عن حدوث إلتهاب مزمن بالجلد يؤدي إلى حدوث نوع من الحبوب والبثور قد تنشر على الوجه أو الصدر أو حتى على الكتفين والظهر.
هل هناك فترة معينة لحدوثها؟
تقول “د. أروى” عادةً تحدث في سن ال ١٥ لـ ٢٥ عام لكن حالياً لا نقول أن حب الشباب يحدث في سن ال ١٥ لـ ٢٥ عام لأنه أصبح يستمر لمرحلة متقدمة من العمر أحياناً يستمر لنهاية الأربعينات وحتى بداية الخمسينات وخاصة عند المرأة. ويسمى حب الشباب كما هو معروف عند الجميع.
لماذا يصيب بعض الأشخاص ولا يصيب البعض الآخر؟
تابعت الدكتورة، بالتأكيد أن حب الشباب يحدث بسبب إستعداد وراثي أو هرموني وأحياناً يصبح عندنا نوع بسبب أشياء بالبيئة، فهناك أشخاص لديهم إستعداد وراثي فأحياناً نرى قصص عائلية لحب الشباب وخاصة حب الشباب العنيف فنرى أكثر من شخص في العائلة مصاب بنفس المشكلة.
أحياناً الهرمونات من الممكن أن تلعب دور في هذا الموضوع إن كانت بشكل طبيعي أثناء مرحلة البلوغ أو بشكل مرضي مثل ارتفاع هرمون الذكورة أو ارتفاع هرمون الحليب فهذا أيضاً قد يؤدي إلى هذه الحالة.
أليس حب الشباب مرضاً؟
لا، فأحياناً عندما تحدث المشكلة معنا قد يكون لها سبب طبيعي أو مرضي لكن بالنهاية الأثار الجانبية حب شباب ويعالج أيضاً كحب شباب مع الأخذ طبعاً بعين الاعتبار معالجة المشكلة الأساسية.
هل الطعام له دور في هذا الموضوع؟
لا يوجد أي دراسة ربطت بين الاثنين لكن أحياناً قد يوجد نوع معين من المشروبات الغازية أو الشكولاتة قد تسئ إليه ولكن لا تخلق المشكلة، فالمشكلة تكون موجودة وتناول هذه الأشياء أو الإكثار منها من الممكن أن تزيدها سوءً لكن بالطبع لا تخلقها.
ما العلاقة بين هذه الأطعمة والمشروبات وبين حب الشباب؟
يقال أن كمية السكر الموجودة بهذه الأشياء من الممكن أن يزيد الموضوع سوءً.
ما الفحوصات التي يجب أن يخضع لها الإنسان وفي أي عمر؟
عادةً الهرمونات بشكل طبيعي أثناء مرحلة البلوغ تسبب حب الشباب عند الفتيات والشباب، ولكن ظهور أشياء أخرى مثل حدوث اضطراب بالدورة الشهرية وظهور شعر على الوجه وحدوث سمنة خاصة عند الفتيات هذا الشئ يجعلنا نشك أن وراء حب الشباب الموجود عند الفتاة مشاكل هرمونية، فنطلب في أغلب الأوقات تحليل هرمون التستوستيرون أو هرمون ريبولتين وأحياناً كثيرة نطلب مثل Ultrasound لمنطقة المبايض لنرى إذا هناك أي أكياس مرافقة.
وأريد أن أنبه لموضوع أنه مهما كان العمر الذي أصيب فيه الشخص بحب الشباب يجب العلاج، فمقولة أن حب الشباب يُترك وسوف يذهب وحده فهذا خطأ فإن حب الشباب قد يذهب لكن يترك أثاره المدمرة على البشرة. فمرحلة أن نرى ندبات أو أثار على البشرة يجب نسيانها لأن العلاج أصبح متوفر حالياً.
هل هناك فرق بين الذكور والإناث في الإصابة؟
عند الإناث الفرصة أكثر أن يصبح عندهم حب شباب بسبب التغييرات الهرمونية مثل حدوث حمل أو إنجاب أو الدورة الشهرية فهذا كله يؤثر كثيراً وأيضاً استخدام المكياج واستخدام أشياء كثيرة من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي عند المرأة فعادةً ال Rate عند المرأة أكثر من الرجل في ظهور حب الشباب فالهرمونات تلعب دوراً كبيراً في هذا الموضوع.
ما هو العلاج عادةً فمن بعد الخضوع لهذه الفحوصات هل العلاج دائماً بكريمات معينة أو أيضأ يمكن اللجوء إلى الحبوب أو مضادات الإلتهاب أو ال Antibiotics؟
بالطبع العلاج حسب الحالة ويتدرج من خفيف لمتوسط لشديد في الحالات الخفيفة نكتفي بالعلاجات الموضعية مثل التنظيف اليومي للبشرة واستخدام اسكراب لإزالة الخلايا الميتة من الجلد ونمنع تراكم الدهون وممنوع أن نضع مكياج وننام به و ممنوع أن نستخدم أي مكياج فهذا شئ سيئ جداً أن نتبادل المكياج من شخص لآخر فكل بشرة لها خصوصيتها. وفي الحالات المتوسطة قد نلجأ إلى أن نستخدم Antibiotics عن طريق الفم.
وفي الحالات الشديدة نحن نستخدم العلاج السحري وهو من أفضل الاختراعات التي حدثت من أجل معالجة حب الشباب وهو الإيزوتريتينوين Isotretinoin أو الروكتان Roaccutane.
يخاف الكثيرون من أن تترك حبوب الشباب بقع وعلامات قد لا تذهب على مدى العمر أو قد لا تختفي على الإطلاق، بعد انتهاء هذه المرحلة التي من الممكن أن يتم فيها معالجة حب الشباب هل من الممكن معالجة تلك البقع وهل ممكن أن تختفي؟
بالطبع أن علاج حب الشباب تطور كثيراً والأجهزة والعلاج المبكر جميعهم يلعبون دوراً في الموضوع، فكل أنواع المشاكل الموجودة والناتجة عن حب الشباب يمكن معالجتها ولكن يجب دائماً العلاج المبكر حتى نختصر على المريض فترة زمنية وحتى نختصر عليه تكاليف لأن أغلب العلاجات قد تكون مكلفة عن طريق الليزر أو عن طريق التقشير الكيميائي فنحن بقدر الإمكان نحاول أن نقرب بالعلاج لكي نختصر الكثير من الأشياء على المريض.
ذكرتي المرحلة الأخيرة من العلاج وهي الروكتان و الإيزوتريتينوين فالبعض يتفادى الوصول لهذه المرحلة أو إلى هذا العلاج، فلماذا؟ وأيضاً بعض الأطباء يبدأ به كأساس أو كبداية، فما خطورة هذا الدواء وما فائدته؟
هذا الدواء رائع جداً ومن أفضل أنواع العلاجات ونحن كأطباء جلدية نوصي كثيراً بهذا النوع من الأدوية، ولكن له حالات معينة ولا يستخدم بناءً على طلب المريض ولكن على حسب الحالة، فبعض الفتيات يكون لديهم فقط Oil skin ويريدون الروكتان فهذا خطأ فنحن نستخدمه في حالات معينة، فالدواء آمن و رائع ولكن لابد أن يكون تحت إشراف طبي ونختار الحالات التي يجب عملها، ولدينا بعض التحذيرات بالنسبة للمرأة في سن الحمل أو في سن الإنجاب أو المرضع لكن بالطبع أن الدواء مصرح من وزراة الصحة فالدواء ليس عليه أي مشكلة إطلاقاً فقط نحن لدينا مجموعة من التحاليل يجب أن يقوم بها المريض قبل وبعد أن يتناول الدواء بشهر فنحن مضطرين لهذا الدواء لأنه رائع بغض النظر عن أثاره الجانبية.