بالرغم من أن الخجل لا يُعد من الأمراض العصبية ولكنه يُعد ظاهرة نفسية تترك آثار سلبية على نفسية من يُصاب به ويسبب مشاكل كثيرة.
ما هو الخجل الاجتماعي؟
أوضح “أ. عبدالله الجنيبي” (مدرب في التنمية البشرية وتطوير الأفراد) أنه في البداية لابد أن نتفق على أن الخجل الطبيعي يعتبر صفة محمودة، ولكن عندما يتحول الخجل الطبيعي إلى مرض اجتماعي بمعنى أنه أصبح يتواجد معك باستمرار طوال الوقت خلال اليوم في حياتك الاجتماعية والعملية فتجد أنك دائماً ما تشعر بالخجل في التواصل مع الآخرين وليس لديك القدرة على المواجهه سواء للمشكلات أو للتجارب الحياتية الجديدة بل وعدم القدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية البسيطة التي تتواجد بشكل طبيعي في حياتنا اليومية.
ما الفرق بين الخجل الاجتماعي والرهاب الاجتماعي؟
أستكمل “أ. عبدالله الجنيبي” حديثه بأن الخجل الاجتماعي يبدأ من النشأ، أما الرهاب الاجتماعي فيعني الخوف، فعلى سبيل المثال قد يكون الشخص طبيعي واجتماعي ولكنه يخاف المرتفعات أو يخاف الأماكن الضيقة أو الأماكن المظلمة أو من حيوان معين، وفي بعض الأحيان يحدث ذلك نتيجة أن ذلك الشخص كانت له تجربة سيئة مع مثل هذه الأشياء تركت بداخله انطباعاً وشعوراً سلبياً حيالها لم يستطيع أن يتجاوزه أو أن ينساه. بالإضافة إلى أن صاحب الخجل الاجتماعي لا يملك مهارة التعامل مع المواقف على عكس صاحب الرهاب الاجتماعي الذي يملك المهارة والقدرة ولكنه لا يستخدمها نتيجة الخوف.
هل يعتبر السبب وراء الخجل الاجتماعي وراثياً أم بيئياً؟
أضاف “أ. عبدالله” أنه يمكن القول أن السبب وراء الخجل الاجتماعي سبباً وراثياً وبيئياً في نفس الوقت، فمن الناحية الوراثية يمكن أن يكتسبه الشخص من جينات الأب أوالأم، وبيئياً قد تكون الأسرة أو العائلة من النوع غير الاجتماعي ذو علاقات محدودة فبالتالي ينشأ الشخص في بيئة تجعله يكتسب الكثير من طباعها.
ماذا إذا كانت الأسرة تمتلك مهارات التواصل الاجتماعي ولكن نجد أن أحد أفرادها على عكس بقية الأفراد يعاني من الخجل الاجتماعي؟ ففي مثل هذا لم يعد السبب وراثياً أو بيئياً فما السبب إذاً وراء ذلك؟
أوضح “أ. عبدالله الجنيبي” أن في هذه الحالة يتم فحص كل الظروف المحيطة بذلك الشخص، على سبيل المثال: ما هو ترتيبه بين أخوته؟ فإذا كان أصغر أخوته فقد يكون السبب هو الدلال الزائد الذي جعل منه اتكالياً يعتمد على الآخرين ولا يعتمد على نفسه في مواجهة المواقف الخاصة به. وقد تكون الأسر اجتماعيه ولكن الابن نتيجة اختلاطه ببيئة من الأصدقاء خجولة جعله يكتسب منهم ذلك السلوك. وقد يكون العكس أن تكون الأسرة لها طابع خجول ولكن يكون الابن اجتماعياً بشكل جيد وهذا يرجع إلى نفس الأسباب السابقة.
إذا تحدثنا عن الجانب العلاجي بعيدأ عن الأدوية؟
أكد “أ. عبدالله الجنيبي” أنه لابد من الأشخاص المحيطين بالشخص الذي يعاني من الخجل الاجتماعي أن يحرصوا على زرع الثقة فيه، بالإضافة إلى العمل على بعض الأمور الأخرى البسيطة، فعلى سبيل المثال من ضمن الطرق التي تساعد على المقاومة والتغلب على الخوف والقلق والتوتر هي أخذ نفس عميق والضرب على الأطراف ومنطقة الترقوة وأسفل الشفتين وأسفل الأنف وبين الحاجبين، والأهم من كل ذلك هو الحوار الداخلي وأن يكون الشخص في حالة دائمة من تشجيع النفس. فكذلك يتم البدء بأمور ومواقف بسيطة حتى تكبر تدريجياً.
ما الذي يشعر به الشخص المصاب بالخجل الاجتماعي؟
أوضح “أ. عبدالله الجنيبي” أن هناك أعراض يمكن للمتلقي أو المستقبل أن يلاحظها على مريض الخجل الاجتماعي وهناك أعراض داخلية، فالأعراض الخارجية تظهر على هيئة توتر دائم وتعرق وارتجاف ولجلجة أثناء الحديث وأن يكون النظر غير ثابت أو قد تكون تتحدث معه فتجد أنه ينظر إلى الأرض وغيرها من الحركات التي ستجعلك كمستقبل تشعر بأن هناك شئ ما غير طبيعي، أما عن الأعراض الداخلية فقد تكون على هيئة زيادة في ضربات القلب وآلام في البطن وأحياناً قد يشعر بأنه سيصاب بالإغماء في حال ما إذا تعرض لموقف يستدعي المواجهه.
هل اللجلجة أثناء الحديث التي تظهر على بعض الأطفال قد تكون عاملاً يؤدي بهذا الطفل أن يعاني من الخجل الاجتماعي في المستقبل؟
هنا أكد “أ. عبدالله” أنه لابد للأسرة من أن تعمل على تعزيز الثقة داخل هذا الشخص في نفسه وأن يشعروه دائماً أن ذلك لا يُنقصه شيئاً وإنما هو أمر الله الذي يجب أن نرضى به ولكن لا يجب أن نجعله يؤثر بالسلب علينا، أما إذا أهملت الأسرة هذا الجانب فسيؤثر ذلك على سلوكياته وحياته بالكامل لأنه إذا تعرض لموقف سخرية من بعض الأشخاص فإن ذلك سيجعل ثقته في نفسه تهتز و يصبح منطوياً على نفسه يتجنب التعامل مع الآخرين ولا يعمل على تطوير مهاراته، فلذلك يجب على الأسرة تعزيز هذه الثقة دائماً.
ما دور المدرسة والمسئول النفسي والاجتماعي اتجاه الطلاب الذين يعانون من الخجل الاجتماعي؟
أكمل “أ. عبدالله الجنيبي” أن المعلم لا يجب أن ينسى بأي حال من الأحوال أنه قدوة لهؤلاء الطلاب، فإذا شعر المعلم بأن هذا الطالب خجول شيئأ ما فلا يجب عليه أن يقوم بإحراجه وإنما يحاول أن يوجهه توجيه إيجابي، كأن يعطيه موضوعاً ما ويطلب منه أن يشرحه لزملائه بالصف وأن يراعي المعلم أن تكون البداية بسيطة لا تتجاوز الدقيقتين وأن يكون الهدف منها تعزيز ثقة هذا الطالب بنفسه، كما يجب على المعلم أن يوجه الطلاب الآخرين بعدم الانتقاد أو السخرية لزميلهم بالصف، يجب زرع الثقة بداخله حتى تتحول هذه الثقة إلى فكرة ثم إلى اعتقاد راسخ بأنه يستطيع.
أضاف “أ. عبدالله” أنه يجب على الآباء مساعدة الأبناء على اكتساب المهارات والثقافات ومساعدتهم على اكتشاف المهارات وتعزيزها في مواقف تواصل حياتيه لأن ذلك سيحمى الأبناء من مرض الخجل الاجتماعي.