الخلل الذي يسبب عمى الألوان
يقول “د. صالح المصعبي” إستشاري الطب وجراحة العيون. أن هناك خلايا حساسة للألوان موجودة في الشبكية. وهي عبارة عن ٣ أنواع من الخلايا:
– الخلايا المسئولة عن اللون الأحمر، الأخضر، الأزرق.
فهذه هي الألوان الرئيسية التي يمكن خلطها لتكون ألواناً أخرى. إذا أصبح نوع من هذه الأنواع أو خلية من هذه الخلايا لم تعد تعمل بكفاءة، أو لم تعد تخلط جيداً بالكفاءة الطبيعية، فتتأثر إمكانية اللون والخلط الناتج عن هذا اللون، يمكن أن يحدث الخلل في نوع واحد من الألوان أو أكثر من نوع، النوع الأكثر إنتشاراً هو النوع الذي يؤثر على معظمهم الثلاثة، ولكن بدون أن تكون هناك خلايا مختفية تماماً.
هل يتأثر نظر الإنسان إذا تقدم في العمر ؟
يقول “د. المصعبي” المرض عامة هو النسبة الغالبية منه من الطفولة، ويمكن أن يصيبهم في مراحل تقدم العمر وهو من ارتبط بأمراض عادة مثل المصاب بالمياه البيضاء، حيث تبدأ تمييز الألوان والقدرة على رؤية الألوان تكون أضعف، المرض الذي يصيب عصب العين يؤدي أيضاً إلى ضعف تمييز الألوان، بعض أدوية الصرع أو غيرها، يؤدي كذلك إلى ضعف تمييز الألوان. فهذه حالات مكتسبة وليست من الطفولة. وهي الأقل عموماً وهذا هو الأفضل. فمعظم حالات عمى الألوان تكون منذ الولادة.
هل يكون الطفل معرضاً للإصابة بعمى الألوان إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بهذا المرض (له علاقة بالوراثة) ؟
يقول “د. المعصبي” أن العامل الرئيسي للإصابة بعمى الألوان هو العامل الوراثي، وهو منتشر بدرجة كبيرة جداً، فكل ١٢ ذكر يوجد واحداً منهم يعاني من مرض عمى الألوان. نسبة كبيرة من الناس لاتعرف أنها مصابة بمرض عمى الألوان لأنها خلقت كذلك، بالنسبة لها هذا هو اللون الأخضر الطبيعي أو الأحمر الطبيعي، فلا يقدر على التمييز بين هذه الألوان إلا في حالات محددة من الفحوصات. ومن يقدر على معرفة حال الطفل هي الأم وخاصة إذا كانت حريصة على أطفالها، فعندما يرسم الطفل تلاحظ الأم أنه لا يميز بين الألوان بشكل طبيعي.
يرى المصاب بعمى الألوان عادة اللون الأحمر بدرجات غامقة، فلا يرى التعدد الطبقي للون الأحمر، فلا يميز بين الفاتح والغامق.
يرى بعض الناس مثلاً اللون الأزرق ويقول أنه لون أزرق ويقول البعض الآخر أنه لون بنفسيجي فعملية الخلط والإختلاف بين الناس هل هذه مرض ؟
يقول “د. المصعبي” عبر لقائة بقناة العربية: أن الأختلاف في التمييز بين الألوان يرجع إلى مدى تأثر الشخص في خلط الدرجات الرئيسية الموجودة عنده ما بين الأحمر والأخضر والأزرق، فلذلك يمكن أن يميز درجة بلون مقارنة بلون آخر، وكذلك الظل الموجود في الألوان يلعب دوراً في رؤية الألوان بشكل مختلف.
هناك حالات نادرة لا يرى فيها المريض سوى الأسود والأبيض والرمادي، فهو أقل الأنواع إنتشاراً، وغير منتشر أما الأكثر إنتشاراً هو عدم التمييز بين الأحمر والأخضر. وحمداً لله أن هذا ليس بدرجة المرض فيمكن للمريض أن يمارس حياته طبيعياً ولا يميز كل الألوان، ولكن يمكن أن تواجهه بعض المشاكل مثل إشارات المرور، صعوبة التمييز بين اللون الأحمر والأخضر، ولكن يعتمد على التشبيه فمثلاً الأحمر دائماً يكون فوق الأخضر، لكن بعض الإشارات التي تكون بالعرض تخدعهم، فهناك دول تصنع فيها أشكال فمثلاً الدائرة هي اللون الأخضر، لأنه لا يقدر على تمييز اللون.
هل يؤثر هذا المرض على الآخرين سلباً ؟
يقول “د. المصعبي” أن المريض لا يقدر على تتميز اللون فيرى مثلاً الشكل كله لون الرمادي.
علاج مرض عمى الألوان ؟
يقول “د. المصعبي” للأسف الشديد بحكم أن هذا المرض وراثي. يقع ضمن علاج الجينات، وحتى اليوم لا يوجد علاج للأشخاص، ولكن في التجارب السريرية في الفئران والحيوانات، تم علاج هذا المرض، فإذا توقع علاج الجينات بفضل الله سبحانة وتعالى نعم يمكن التوصل لعلاج هذا المرض، ولكن اليوم لا يوجد علاج. ولكن هناك أشياء تدرب الشخص لتميز الألوان وهذا تدريب خاص مثل بعض النظارات تساعد الشخص على تمييز الألوان، وعدسات لاصقة فهي عبارة عن فلاتر، فيمكن أن تساعد على تمييز اللون، وهذا مهم للتدريبات.