أحيانًا ما نجد بعض الأطفال يقومون بالاستحواذ على أشياء الآخرين، وقد تتطور هذه السلوكيات لديهم لتصبح عادة مرضية لسرقات متكررة، عندها يخاف الأهل من توصيف هذه السلوكيات، وبالتالي يقومون بمواجهتها بأنواع قاسية من العقاب دون ايجاد حلول نفسية لها، فما أسباب السرقة عند الأطفال وما طرق علاجه..
متى يمكننا تسمية الطفل أنه سارق؟
بدأت رئيسة وحدة الصحة النفسية بوزارة الصحة الفلسطينية الدكتورة “سماح جبر” أنه في كل الأحوال لا يمكننا تسمية الطفل بالسارق، لكن يدرك الأطفال معنى الأمانة والمفاهيم الأخلاقية اعتبارًا من سبع سنوات، فحتّى وإن تجاوز الطفل هذا العمر وتصرف بطريقة تُسيء للأمانة يجب عدم المبالغة بردود الفعل من الأهل.
بل على العكس يجب اغتنام هذه الفرصة لتعليمه شيئًا عن الأمانة والمفاهيم الأخلاقية وكذلك الشعور والتعاطف مع الطرف الآخر، من المهم أن لا ننعَت الطفل بالسارق، لأنه إذا قبل هذا الوصف على نفسه فسيبقى موجود عنده ولن يجاهد نفسه للتخلص عن هذه العادة، ومن المهم أيضًا استكشاف أسباب تصرف الطفل بهذا السلوك الغير مقبول.
الأسباب التي تدفع الطفل للسّرقة
السرقة أو الإساءة للأمانة تدل على عدم وجود صحة عاطفية كافية لهذا الطفل وقد تكون دالة على الحرمان، فالحرمان ليس بالضرورة أن يكون مادي فأحيانًا يكون الحرمان حرمان من الاهتمام، والطفل الصغير يُفضل الاهتمام حتى وإن كان سلبيًا.
ومن الأسباب العاطفية التي تؤدي إلى السرقة أن يكون لدى الطفل شعور بالغيرة من الآخرين أو رغبة بالانتقام من الشخص الذي يأخذ من أشياءه، لذلك من المهم جدًا فحص المحيط الذي دور حول الطفل وما يدور بنفسيته.
كيف يكون تصرف الأهل عند اكتشاف سرقة الطفل!
في الغالبية الساحقة من الحالات يستطيع الأبوين الذين يملكون أساليب تربوية جيدة حل المشكلة بداخل البيت، فالوالدين ليسوا بحاجة إلى الذهاب إلى مختص، لأن ذهاب الطفل إلى مختص يُشعره أن الأمر عظيم جدًا، فمهم عدم مبالغة الأهل في ردة فعلهم.
يمكن للأهل أن يُصابوا بخيبة أمل وتكون تصرفاتهم نابعة من محاولات تهدئة النفس فيمكن أن يستخدموا اسلوب العقاب أو الحرمان ولا يغتنمون الفرصة لتمرير رسالة تربوية من خلال هذا التصرف، وعلى العكس فإنه من الضروري أن يتحلى الأهل بالهدوء في علاج هذا الشأن، وكذلك يتم علاجه من خلال الأم والأب معًا.
ومن المهم كذلك مساعدة الطفل في فهم شعور الآخرين وتبعات ذلك السلوك اجتماعيًا وقانونيًا عليه، فيجب مشاركة الطفل نفسيًا واجتماعيًا لحل هذه المشكلة بشكل صحيح، كما يمكن مشاركته كذلك بالقصص التربوية التي تحمل معنى الصدق والأمانة.
طرق وقاية أطفالنا من هذا السّلوك
اختتمت ” د. جبر” حديثها بالقول أنه يمكننا وقاية أطفالنا من ذلك بتشخيص السبب أولًا ومعرفة النقص الموجود داخل هذا الطفل، ومهم جدًا عدم اشعار الطفل بالخزي لكي لا نعطي له المزيد من النقص العاطفي.