لماذا يتباطأ الحرق عند بعض الحالات؟
قالت أخصائية التغذية “رند الديسي” هذه المشكلة يعاني منها البعض، حيث إن كثير من مصابي السمنة يتبعون حميات غذائية قليلة السعرات الحرارية ومع ذلك لا يخسرون من أوزانهم بالقدر المناسب، وبعضهم يخسرون من أوزانهم إلى حد معين وبعده يتوقف الجسم عن إستمرارية خسارة الوزن، والشاهد أن هذه المشكلات لا سبب واضح لها غير وجود خلل في عمليات الحرق.
وهذه الحالات تعاني من مشكلات في الأيض، أي أن مشاكلهم الصحية تعدت زيادة الوزن إلى عدم القدرة على خسارة الزيادة فيه، وبالتالي التغلب على هذه المشكلة لا يكفيه الإعتماد على الحميات الغذائية القاسية مثل التمر واللبن أو شربة الكنب أو.. أو.. فقط، بل حل مشكلات الأيض هنا يلزمها الإطلاع على مكونات الجسم ومشكلة كل جزء مع الدهون المتراكمة فيه، وبذلك فقط يمكن تصميم الحمية الغذائية لكل شخص بعينه بحسب معطيات حالة الأيض للدهون المتخزنة في كل منطقة من مناطق الجسم، فباختلاف طبيعة كل جسم من حيث مكوناته من الكتلة العضلية والكتلة الدهنية والماء يختلف البرنامج الغذائي الذي من شأنه المساعدة في حل مشكلات الحرق.
والأساس في العلاج هو التعرف على معدلات الأيض بالجسم، فهي تشير إلى العمليات الكيميائية التي تتم داخل الجسم، وكلما كانت نسبة الأيض مرتفعة كلما كانت عمليات حرق السعرات الحرارية أسرع.
ما أسباب مشكلات الأيض؟
أكدت “رند” على أن أغلب مشكلات الأيض تكون بسبب العوامل الوراثية، حيث يعاني الأهل من زيادة بالوزن، ومن ثَم يتوارثها الأبناء، وهنا يأتي الدور على أخصائي التغذية الكفؤ في التعرف على مكونات الجسم وطبيعتها، وبالتالي يعمل على تصميم البرنامج الغذائي المعالج لهذه المشكلات.
فالجدير بالإشارة هنا أن كل زيادة وزن يمكن تعديلها وتصحيحها بشرط الوقوف على السبب الصحيح لها، فطالما أن النمط الغذائي صُحح ولا نتائج ملموسة أو وجد عدم قدرة على خسارة الوزن الزائد فهذا معناه أن السبب هو الخلل في عمليات الحرق، فهنا المشكلة لا تنحصر في الوزن الزائد أو طبيعة الغذاء، ولكنها تتعدى لوجود مشكلة في تكيس المبايض أو خلل بالغدة الدرقية أو خلل بنسب فيتامين د والكالسيوم، فكلها أسباب لخلل الأيض، وطالما تعرفنا على الأسباب يسهل التخلص من الوزن الزائد بسهولة.
وعن مدى أهمية فيتامين د في عمليات الحرق قالت “د. رند” أحد الأسباب الرئيسية لتحرك الخلايا الدهنية وحرق السعرات الحرارية هو وجود نسب صحيحة من فيتامين د بالجسم.
ما هي أبرز حلول مشكلات الأيض؟
أوضحت “رند” أنه توجد حلول مخصصة لكل حالة على حدة، كما توجد طرق أخرى تساهم نوعاً ما في رفع نسب الأيض بالجسم طالما أن الحالة لا تعاني أمراضاً تسبب زيادة الوزن، وأبرز هذه الطرق ما يلي:
زيادة إستهلاك البروتين: حيث ثبت علمياً أن من يتناول نسب أعلى من البروتين تزيد عنده معدلات الحرق بالجسم، فالمعلوم أنه توجد أنواع بعينها من الأغذية تتطلب كميات أعلى من السعرات الحرارية لحرقها، ومن هذه الأنواع البروتينات، حيث يحرق الجسم كميات أكبر من السعرات الحرارية لإتمام عمليات هضمها.
وهذا المفهوم يُعرف علمياً بالتأثير الحراري للأغذية، حيث أن هذا التأثير الحراري يدفع الجسم إلى حرق كمية أكبر من السعرات الحرارية تتراوح
بين 15% إلى 30% لإتمام هضم وجبة البروتين، في حين أن التأثير الحراري للنشويات يتطلب حرق 5% إلى 10% من السعرات الحرارية، ويتطلب 0% إلى 3% لهضم الدهون، وبالتالي الحاجة لحرق أعلى يلزمها زيادة كمية البروتين في كل وجبة.
بل وأثبتت دراسة أخرى أن من يتناولون البروتين بمعدل 30% فقط من إجمالي وجباتهم يحرقون سعرات حرارية أقل بـ 440 سُعر حراري مقارنةً بإستهلاك 50% من البروتين.
زيادة إستهلاك السوائل: وأضافت “رند الديسي” فكلما تناول الفرد نصف لتر سوائل أكثر من المعدل العادي في اليوم كلما زادت معدلات حرق السعرات الحرارية بمعدلات تتراوح بين 10% إلى 15%، حيث أن الماء عامل أساسي لعمليات الأيض بالجسم، وبالتالي قلة أو عدم وجود الماء يُوقف إتمام هذه العمليات الكيميائية بطريقة صحيحة.
زيادة الكتلة العضلية بالجسم: فكلما زادت الكتلة العضلية كلما زادت معدلات الحرق، فقد ثبت أن الكتلة العضلية قادرة على حرق عشر أضعاف ما تحرقه الكتلة الدهنية.
واختتمت “رند” وتجدر الإشارة إلى أن المعدلات الصحيحة للنساء هي كل كيلوجرام واحد من العضلات لابد وأن يقابله نصف كيلوجرام من الدهون كحد أقصى، أي أن الجسم المثالي للسيدة المحتوي على 20 كجم من العضلات هو الذي يحتوي على 10 كجم فقط من الدهون، ولكن الرجال فيقابل كل كيلوجرام عضلات ثلث كيلوجرام دهون فقط.