يترأس مرض السكر قائمة الأمراض المنتشرة عالميا كما أنه يُعد مرضا شائعا في كل المجتمعات إلى جانب أن السكري يعتبر منتشرا بين جميع الفئات تقريبا وتختلف درجة الإصابة به وتجاوب الجسد له وأيضا نظام الحياة من شخص إلى آخر.
ما هي أعراض وأسباب مرض السكر؟
قال “د. محمد بشير” استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر في مؤسسة حمد الطبية. لابد للجسم للقيام بالوظائف الطبيعية له عن طريق الطاقة التي تأتي من الجلوكوز الذي يعتبر هو المصدر الرئيسي لهذه الطاقة اللازمة الجسم.
لكي يتمكن الجسم من استخدام الجلوكوز لابد من استخدام هرمون الأنسولين.
يأتي مرض السكري ليكون عبارة عن عدم قدرة الجسم على إفراز الأنسولين للجسم أو أن الجسم نفسه غير قادر على استخدام الأنسولين.
وتابع الدكتور ” محمد بشير”تعتمد أعراض مرض السكري على نوع مرض السكري حيث يوجد 3 أنواع من مرض السكري أولها كما سبق الذكر التي لا يستطيع فيها الجسم إفراز الأنسولين والذي يؤدي إلى ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم وتكون أعراضه على هيئة التبول الزائد عن الحد والعطش وانخفاض في الوزن وارتفاع في الشهية.
أما ثاني هذه الانواع فهو السكر من النوع الثاني الذي يصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وفيه يكون الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بكفاءة ولا يوجد لهذا النوع أعراض مباشرة ولكنها تظهر على شكل مضاعفات في الجسم.
يمكن تشخيص هذا النوع فقط عن طريق الفحص الدوري وتظهر أعراض النوع الثاني مثل النوع الأول فقط في حالة ارتفاع السكر إلى معدلات عالية جدا وتكون الأعراض هي نفسها في النوعين.
ما هو علاج مرض السكر؟
لكل نوع من أنواع مرض السكر التي يعتبر ثالثهم سكر الحمل له أسبابه المختلفة عن الآخر.
أما عن علاج النوع الأول من السكر الذي فيه الجسم لا يستطيع إفراز الأنسولين هو الأنسولين بالإضافة إلى تنظيم الحياة بالنسبة للغذاء والتمارين الرياضية.
أما النوع الثاني الذي تعتبر أكبر مشاكله السمنة وقلة التمارين والنشاطات البدنية فيمكن علاجه عن طريق نزول الوزن والتوقف عن التدخين بجانب ممارسة الرياضة بالإضافة إلى وجود وعقاقير طبية في صورة أنسولين لهذا النوع من السكر.
كيف يمكن الوقاية من مرض السكر؟ وما هي مضاعفاته؟
يعتبر العامل الوراثي سببا رئيسيا في الإصابة بالنوع الثاني من السكر على وجه الخصوص ولكن يجب الإشارة إلى أن العامل الوراثي وحده غير كافي للإصابة به حيث يتطلب الإصابة بالسكر أيضا وجود السمنة المفرطة والتدخين اللذان يرفعان من معدلات الإصابة به، لذلك يجب على مرضى السكر متابعة فحوصات ومعدلات السكر بشكل مستمر.
وأردف” محمد بشير” يؤثر ارتفاع مرض السكر في الدم على الأوعية الدموية الصغيرة التي تصل إلى العين وعيرها كما أنه يؤثر على الأوعية الدموية الكبيرة التي تسير نحو المخ والقلب والأطراف والكُلى كما أن ذلك على المدى البعيد يمكنه أن يؤثر على النظر والكُلى وغيرها..
من الممكن منع هذه المضاعفات من الحدوث عن طريق التعامل بجدية مع مرض السكر منذ البداية وفي حالة حدوثها يمكن لمريض السكري توقيف المشاكل الناجمة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم.
يختلف كل مريض سكر عن غيره كما أن بعض المرضى قد يستجيب لنوع علاج لا يمكن لغيره من المرضى الاستجابة له، لذلك يجب على كل مرضى السكري الكشف عند طبيب سكري مختص مع ضرورة متابعته مع أخصائي تغذية ووضع برنامج تغذية مناسب له لضبط مستوى السكر في الدم حسب طبيعة الحياة كما يجدر الإشارة إلى أن الشخص المهم لضبط معدل السكر في الدم هو المريض ذاته بجانب مساعدة طبيب السكر وأخصائي التغذية.
ما مدى ارتباط السكر بالأمراض الأخرى؟
يعمل الارتفاع المزمن لنسبة السكر في الدم من زيادة احتمالية الإصابة بارتفاع الضغط ونسبة الكوليسترول في الدم مما قد يزيد من نسبة الجلطات الدماغية وأمراض القلب، لذلك يجب المتابعة بانتظام لكل مرض على حده مع الطبيب المختص حتى يتم منع حدوث المضاعفات الناتجة عن هذه الأمراض.
وأخيرا، يمكن لمريض السكري عيش الحياة الطبيعية بصورة جيدة بشرط التحكم فيه.