قصور النمو عند الأطفال
تقول أخصائية التغذية العلاجية “رند الديسي”: أن قصور النمو عند الأطفال أو ما يعرف باسم “Failure to thrive” هو عبارة عن حالة مرضية تتميز بوجود قصور في وزن أو طول الطفل، أو قصور الوزن والطول معاً، وتعتبر هذه الحالة هي حالة مرضية شائعة جداً.
حيث يعاني ١٠٠ مليون طفل حول العالم من قصور النمو، وحوالي ٧٠% من الأطفال الذين يعانون من بعض الأمراض عرضة للإصابة بقصور النمو، كما أن حوالي ١٥% فقط من الأطفال الذين يعانون من أمراض تتعلق بالتغذية يتلقون العناية اللازمة والعلاج المناسب، وهناك ٨٥% لا يتلقون العلاج اللازم، وبالتالي فهم عرضة للإصابة بقصور النمو.
أسباب الإصابة بقصور النمو
قد يصيب قصور النمو الأطفال الرضع، أو الأطفال الأكبر سناً، ويكون على هيئة نقص وزن الطفل عن الوزن الطبيعي بالنسبة للعمر، أو كذلك قصور طول الطفل عن الطول الطبيعي بالنسبة للعمر ايضا، وقد ينتج قصور النمو عن ضعف أو قلة المواد الغذائية التي يحصل عليها الطفل، وكلما كانت هذه المواد الغذائية أقل كلما زاد ذلك من معدل قصور النمو.
وهناك اسباب كثيرة قد تؤدي إلى أن يكون الطفل اصغر حجماً من الحجم الذي يجب ان يكون عليه في عمره، وانها لا تعني بالضرورة انه يفشل في النمو، على سبيل المثال، الاطفال الذين ولدوا قبل الأوان والاطفال الذين خضعوا لقيود النمو الجنيني خلال فترة الحمل يمكن إدراجهم تحت الشريحة المئوية الخامسة على مخطط النمو، طالما ان الطفل ينمو في المعدل الطبيعي المتوقع، لا يعتبر انه يفشل في النمو.
ويكسب الرضع الذين يرضعون احياناً الوزن ببطء نظراً لعدم كفاية امدادات حليب الثدي او مشاكل في طريقة الرضاعة الطبيعية.
أعراض قصور النمو
يعتبر العجز المطول في الطاقة أو في المواد الغذائية أمر ضار جدا يؤدي إلى حدوث خلل في عمل الخلايا، وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث تغيرات واضحة في حجم وشكل وتكوين الجسم، ذلك بالإضافة إلى فقدان الجسم لوظيفته الطبيعية في حالة طول فترة احتياج الجسم للمواد الغذائية، وإذا امتدت هذه الفترة أكثر، يؤدي ذلك إلى قصور النمو.
وإلى جانب قصور النمو، يؤدي سوء التغذية إلى سوء الحالة الغذائية، وضعف المناعة، وبالتالي زيادة معدل إصابة الأطفال بالأمراض، والتي قد تؤدي إلى وفاة الطفل في بعض الأحيان.
وتشير “الديسي” إلى أنه يُوصف النمو بالمتأخر عندما لا ينمو الطفل بالشكل المناسب والطبيعي المُتوقع لعمره، وقد يحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب: كالإصابة بخلل في هرمون النمو، وقصور في الغدّة الدرقية وغيرها، وفي حال أُصيب الطفل بنقص في النمو ستظهر عليه العديد من الأعراض والعلامات، منها:
- نمو الطفل بسرعة أقل من المُفترض لعمره، فلا يتطور وزنه وطوله بشكل طبيعي وفقاً لمُخططات النمو القياسية.
- تطور بطيء في المهارات البدنية، مثل: التأخر في الجلوس، والوقوف، والمشي. تأخر في اكتساب المهارات الاجتماعية، والعقلية، والإدراكية.
- تأخر في عملية تطور الخصائص الجنسية في مرحلة المراهقة، مثل: ظهور شعر الوجه للذكور والثدي للإناث.
- ظهور شكل وجه الطفل بصورة أصغر من الأطفال الذين هم في نفس المرحلة العُمرية.
- تأخر في البلوغ، ومن المُمكن عدم حدوث بلوغ.
- زيادة في الدهون وخاصةً التي حول الوجه والمعدة.
- بطء في نمو الأسنان وفي نمو الشعر.
ومن الجدير بالذكر أنه هناك أنواع مختلفة من الأطفال فيما يخص العادات الغذائية، ومن ضمن هذه الأنواع:
- الأطفال الانتقائيين “Picky eaters”: وهم هؤلاء الأطفال الذين يختارون الطعام بعناية شديدة جدا، ويختارون اطعمة معينة وقد يستمرون في تناولها لفترات طويلة.
- الأطفال الذين لديهم تردد في تناول الطعام “Food Neophobia”: وهم الأطفال الذين يترددون في تناول الكثير من الأطعمة، وقد يكون السبب في ذلك هو عدم تقديم الأمهات لأطفالهن أنواع مختلفة من الطعام في عمر مبكر؛ حيث تشير الدراسات أنه يجب تقديم الأغذية على عمر ستة أشهر تقريبا، وذلك حتى يتقبل الطفل الأنواع المختلفة من الطعام، كذلك يساعد ذلك في تعزيز مناعة الطفل.
- الأطفال الذين يقبلون الأطعمة يوما، ويرفضونها يوما آخر “Fussy eaters”.
علاج قصور النموّ
أولا لابد وأن تدرك الأم أن الطفل يعاني من مشكلة صحية تستدعي اللجوء إلى اخصائي تغذية، وذلك لفحص الطفل جيداً ومعرفة ما اذا كان الطول، والوزن مناسبين لعمر الطفل أم لا.
ويجب أيضا أن تدرك الأم كما وضحت “الديسي” أن هذه المرحلة تعتبر مرحلة مؤقتة تحتاج إلى زيادة التغذية الصحية للطفل، ووجد الباحثون أن تذوق الطفل الأطعمة مراراً وتكراراً من ١٠-١٥ مرة عادة ما يجعل الطفل يتقبل الطعام الجديد، مع أهمية الحرص على تناول الطعام في شكل عائلي ليزيد ذلك من شهية الطفل، ولا يمكن أن نتغاضى عن دور المكملات الغذائية التي تساهم في علاج هذه المشكلة، ومشاكل سوء التغذية عموماً، والتي توجد على شكل حليب.
السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الطفل
تختلف السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الطفل تبعا لعمر الطفل، فعلى سبيل المثال:
- من صفر لثلاثة أشهر: يحتاج الطفل إلى ١٠٠-١٢٠ سعرة حرارية لكل كيلو جرام في اليوم الواحد وتكون الزيادة الطبيعية في الوزن تقريبا ٣٠ جرام في اليوم الواحد.
- من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر: ١٠٠-١٢٠ سعرة حرارية، وتكون الزيادة الطبيعية في الوزن من ١٥-٢٠ جرام.
- من عمر ستة أشهر إلى تسعة أشهر: ويحتاج الطفل خلال هذه المرحلة ٩٠-١٠٠ سعرة حرارية، وتكون الزيادة في الوزن ١٠-١٥ جرام يوميا.
- الأطفال فوق السنة: يحتاجون ٨٠-٩٠ سعرة حرارية يوميا، وتكون الزيادة في الوزن بمعدل ٥-١٠ جرام يوميا.