على الرغم من أن قُرحة المعدة تصيب الكبار على وجه الخصوص إلا أن صغار السن أيضاً قد يكونوا عُرضة لهذه الحالة المرضية المقلقة لهم والمزعجة للأهل.
يتعرض الأطفال الصغار في أي عمر إلى قرحة المعدة لعدة أسباب منها الجرثومة الحلزونية أو الإكثار في تناول مسكنات الألم، ويمكن لطبيب الجهاز الهضمي والباطني تشخيص هذه القرحة عن طريق أخذ السيرة المرضية من الأهل أو عبر عمليات تنظير المعدة التي يمكن من خلالها كذلك علاج هذه القرحة عن طريق موجات الليزر أو حقن المعدة.
ما هي العوامل التي تتسبب في قرحة المعدة عند الأطفال؟
ذكر الدكتور محمد رشيد ” أخصائي الجهاز الهضمي والكبد ” أن تعرض الأطفال لقرحة المعدة يعتمد بشكل أساسي على عمر الطفل، لكن معظم الأطفال يتعرضون لقرحة المعدة نتيجة عدة أسباب أهمها:
- أخذ بعض الأدوية خاصةً أدوية مسكنات الألم مثل الفولتارين والبروفين حيث أن الأطفال الصغار يعانون دوماً من ارتفاع الحرارة والالتهابات والتي تُعالَج عن طريق هذه الأدوية سالفة الذكر.
- تعرض الأطفال للجرثومة الحلزونية وهي قليلة الحدوث عند الأطفال الصغار ولكنها تحدث عن طريق العدوى ويمكن أن تتسبب في قرحة معدة الطفل أو الاثنا عشر.
- زيادة في إفراز بعض الهرمونات المعينة الموجودة في الجسم وهي من الأسباب نادرة الحدوث التي قلما نلاحظها عند الأطفال.
يمكن أن يكون التهاب المعدة نتيجة عدة أسباب أخرى لها علاقة بالأدوية والجرثومة الحلزونية سالفة الذكر أو له علاقة بإفراز الحامض في المعدة كما يمكن أن تتطور التهابات المعدة لتصبح قُرحة نازفة.
ما عمر الأطفال الأكثر عُرضة لقرحة المعدة؟ وكيف يتم التشخيص؟
يمكن لقرحة المعدة أن تصيب الأطفال في أي عمر أي من عمر ولادة الطفل حتى يكبر هذا الطفل ويصير بالغاً، لكن عادةً ما تصيب قرحة المعدة الأطفال الذين يذهبون للمدارس في عمر 7 و 8 سنوات وأكبر من ذلك خاصةً إذا كانوا يأخذون أدوية مسكنة للألم.
أما عن كيفية تشخيص قرحة المعدة عند الأطفال فإنه يعتمد أيضاً على عمر الطفل حيث أن الطفل الرضيع قد يعاني من قرحة المعدة دون أن يستطيع التعبير عنها سوى بالبكاء أو الصراخ المتواصل، ولكن بالفحص السريري يمكن أن نكتشف تعرضه لآلام البطن، وفي حالة أن الطفل يمكنه التعبير عن ما يعاني منه فإنه يصف للطبيب آلام داخل المعدة خاصةً في منطقة رأس المعدة أو الاثنا عشر، وفي بعض الأحيان التي تكون فيها الحالة متقدمة فإن الطفل قد يشعر بنزيف داخل المعدة أو آلام شديدة داخل البطن نتيجة انفجار تلك القرحة ومن ثم يستوجب علينا نقل هذا الطفل إلى المستشفى على الفور.
يتم تشخيص قرحة المعدة عند الأطفال كذلك عن طريق:
- أخذ السيرة المرضية من الأهل بالنسبة للطفل.
- إجراء فحص الدم لنتأكد من عدم نزول في نسبة الهيموجلوبين أو خضاب الدم الموجودة عند الطفل أو حتى في البراز.
- إجراء عمليات تنظير للمعدة والتي تعتبر أفضل طريقة لتشخيص قرحة المعدة بدلاً من الصور الملونة التي كنا نستعملها قديماً.
ما هي طرق الوقاية من قرحة المعدة؟
عادةً لا يتم الإصابة بقرحة المعدة مرة أخرى عند الشفاء منها شريطة أخذ مسكنات الألم وأخذها على معدة ممتلئة بجانب إمكانية أخذ بعض الأدوية الأخرى التي تحمي المعدة.
في حالة وجود جرثومة حلزونية تم الكشف عنها بالفحص الطبي يجب علينا معالجتها بالمضاد الحيوي ونتأكد من ذلك عبر فحص براز الطفل.
على الجانب الآخر، يجدر الإشارة إلى أن هناك بعض أنواع الأغذية التي ليس لها علاقة بقرحة المعدة كما يتوهم البعض، ولعل أشهر هذه الأغذية هي البهارات والأطعمة المالحة التي قد تضايق المعدة ولكنها ليست مسبباً رئيسياً لقرحة المعدة، ومن ثم يمكن لأي شخص أكل كل الأطعمة التي يرتاح لها والابتعاد عن كل ما يتسبب له في الشعور بالضيق.
في حالة تعرض الطفل لآلام أو مشاكل البطن لابد له من مراجعة طبيب الأطفال أو طبيب الجهاز الهضمي والباطني على الفور لأننا قد نحتاج إلى إجراء فحوصات دم أو فحص الجرثومة الحلزونية ونقوم بمعالجتها حتى لا تتسبب في قرحة المعدة، ثم بإمكان الطفل أخذ مسكنات الألم تحت إشراف الطبيب، وفي حالة التعرض للنزيف أو آلام متكررة في البطن لابد من مراجعة طبيب الجهاز الهضمي حيث يمكننا إجراء عملية تنظير للجهاز الهضمي الخاص بالطفل حتى نتأكد من عدم وجود بدايات للقرحة.
ما هي سبل علاج قرحة المعدة لدى الأطفال؟
تكمن العلاجات المتوفرة لعلاج قرحة المعدة في علاج السبب الرئيسي لوجود هذه القرحة من الأساس عند الطفل حيث أنه إذا كان سبب قرحة المعدة هو مسكنات الألم فينبغي على الطفل التوقف عنها على الفور ويقوم بأخذ أدوية مثبطة للحموضة وهذه الأدوية تسببت في خفض نسبة الحاجة لإجراء عمليات جراحية لعلاج القرحة إلى 1% أو أقل من ذلك.
وختاماً، عند تعرض الطفل للجرثومة الحلزونية فكما سبق الذكر يجب علينا معالجتها، ثم بإمكاننا علاج القرحة التي يتعرض لها الطفل عن طريق عملية تنظير للمعدة بواسطة الحقن أو بوضع مشبك عليها أو عن طريق حرقها بالليزر وهو ما قلل كثيراً نسبة اللجوء إلى العمليات الجراحية لعلاج قرحة المعدة في هذه الآونة.