كيف تتم عملية البلع؟
قال استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد “د. محمد رشيد” إستعداد الجسم لعملية البلع يبدأ من التفكير في تناول الطعام، حيث أنه بمجرد التفكير أو رؤية الطعام يبدأ الجسم في إنتاج الإفرازات التي تسهل عملية البلع.
ومن المعلوم لدى كل الناس أن عملية البلع تبدأ من الفم ثم تنزل إلى البلعوم وهو المجرى الملاصق للحنجرة ومن هذا المجرى إلى منطقة المريء والحجاب الحاجز ومنها إلى المعدة، ومن المعلوم أيضاً أن التحكم في الطعام المأكول يكون في الفم فقط، وبعد نزوله إلى أسفل لا يمكن التحكم فيه على الإطلاق، ولذلك يتوجب المضغ الجيد للطعام حتى لا تتعلق اللقمات الكبيرة بمنطقة المريء.
وأضاف “د. محمد” قائلاً: من هنا يمكننا القول أنه لا قدرة للإنسان على تحسين عملية البلع سوى بالمضغ الجيد للطعام في الفم، أما في المراحل التالية ليس بمقدوره فعل أي شيء، لأن مجرى الطعام يتحكم فيه عضلات لا إرادية أي لا يمكن التحكم في عملها ولا يمكن تقويتها، مثلها مثل عضلة القلب تماماً والتي لا يمكن التحكم فيها، ولذلك عند إصابة البلعوم أو منطقة المريء بأي مرض تظهر أعراض صعوبة البلع.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح صعوبة البلع يدل على الإصابة بإحدى أمرين، الأول هو إحتياج الفرد لشرب كميات كبيرة من الماء أو السوائل عقب كل لقمة حتى يستطيع إنزالها للمعدة، والثاني هو وقوف الطعام في منطقة البلعوم أو المريء وإرتداده مرة أخرى إلى الفم، وهذا العرض الأخير دليل على وجود إنسداد في مجرى الطعام الموصل إلى المعدة وخصوصاً عند منطقة المريء.
وتابع “د. رشيد”: كما تجدر الإشارة أيضاً إلى ضرورة التفريق بين الإصابة بصعوبة البلع مع الطعام الصلب وصعوبته مع الطعام الصلب والسوائل معاً، فلكل حالة من هذه الحالات تشخيص معين وعلاج محدد، فصعوبة بلع الأطعمة الصلبة قد يكون دليل على ضيق منطقة المريء، أما إذا كانت صعوبة البلع مع الطعام الصلب والسوائل معاً فهذا دليل على وجود خلل وظيفي في المريء، لأن المريء عبارة عن عضلة تنقبض وتنبسط، ووجود صعوبة في بلع السوائل يدل على أن عضلة المريء لا تنقبض بالطريقة الصحيحة.
ما أبرز أسباب الإصابة بصعوبة البلع؟
أكد “د. محمد” على أن صعوبة البلع هي أحد الأعراض لأمراض كثيرة لا يمكن حصرها، أي أنه يمكننا القول أن صعوبة البلع ذات أسباب متعددة لا حصر لها، وتتمحور هذه الأسباب حول الإصابة بأمراض مختلفة، ونذكر بعض الأمثلة على هذه الأمراض في الآتي:
الإصابة بأمراض الفم، حيث أن المرضى الذين يعانون من إلتهابات أو تقرحات فموية، وكذلك المصابين بأمراض في الأسنان أو اللثة أو جفاف الفم، وأيضاً الذين يستخدمون أطقم متحركة، كل أولئك لا يستطيعون مضغ الطعام بشكل جيد، وبالتالي تظهر عليهم المعاناة من صعوبة البلع.
الإصابة بالجلطات أو الأورام الدماغية، حيث أن هذه الإصابة يتبعها عدم القدرة على التحكم في أعصاب الجسم، ومنها بالطبع أعصاب الفم والبلعوم، وينتج عن ذلك عدم القدرة على التحكم في مضغ وبلع الطعام.
الإصابة بمشكلات صحية في المريء، وعلى رأسها وأكثرها إنتشاراً الإرتداد المريءي الذي يخرج معه الحامض من المعدة إلى المريء، الأمر الذي يسبب حُرقة المريء، وبمرور الوقت تتطور حُرقة المريء إلى ضيق المريء وبالتالي تحدث الصعوبة في البلع.
خسارة الوزن بشكل سريع مع عدم القدرة على البلع من المؤشرات القوية على الإصابة بالأورام السرطانية وخصوصاً مع التقدم في العمر.
كيف يتم علاج صعوبة البلع؟
العلاج النهائي والشامل لصعوبة البلع يتوقف على التشخيص الدقيق لسبب الإصابة بصعوبة البلع، ويبدأ التشخيص عادةً بتعرف الطبيب على السيرة المرضية للمريض، ثم يلجأ الطبيب إلى فحص الأشعة والمنظار لتحديد السبب بدقة متناهية.
وأردف “د. محمد” قائلاً: وبناءً على نتائج الفحص يتحدد العلاج الأنسب، فإذا تم اكتشاف أورام سرطانية حميدة أو خبيثة يوجه المريض إلى المتخصصين في علاج الأورام، أما إذا كشفت الأشعات أو المناظير عن وجود فتق في الحجاب الحاجز أو وجود إلتهابات متكررة فهنا يتدخل الطبيب بوصف الأدوية المثبطة للحموضة والأدوية المعالجة للإلتهابات.
وإذا ما كشف التشخيص عن أن صعوبة البلع ناتجة عن خلل وظيفي في عضلة المريء، فهنا يتم تحديد نوع الخلل الذي قد يكون بسبب شد في العضلة وقد يكون بسبب إرتخاء شديد في العضلة، وبناءً على سبب الخلل يتحدد العلاج إما بالعمليات الجراحية وإما بتوسيع مجرى المريء ببالون عن طريق المنظار.
والجدير بالذكر أنه قديماً مع حالات الشد في عضلة المريء كان العلاج يتم بحقن العضلة بالبوتكس، ولكن الآن مُنع هذا الإجراء لبيان عدم فاعليته، وكذلك لبيان خطورته على المريء، حيث أن البوتكس قد يؤدي إلى تقرحات المريء وقد يؤدي إلى إحداث ثقب في المريء.
واختتم “د. محمد” حديثه مؤكداً على أن علاج صعوبة البلع سهل ومتوفر بشرط التشخيص الصحيح للأسباب.