يحدث سوء التغذية من نقص عناصر غذائية في الجسم و يكون عرضاً لاعتلال صحي أو ناتج عن مشكلة في امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، كما يمكن أن يحدث بسبب عدم الحصول على الغذاء الكافي أو المتوازن، وسنتناول تفصيلاً أسباب الإصابة بسوء التغذية والأمراض التي يمكن أن تصاحب الإصابة بهذه الحالة وسنتطرق لسبل العلاج منه مع (الدكتور مجاهد عيسى أخصائي طب الأمراض الباطنة) و (الدكتورة تمارا مرزا أخصائية التغذية).
ما هو سوء التغذية وهل مرض في حد ذاته أم أنه عرض لمرض آخر؟
بدأ ” الدكتور مجاهد عيسى أخصائي طب الباطنة” حديثه بأن سوء التغذية هي حالة وليست مرضاً في حد ذاتها فهي تنبع من مشاكل أخرى أو عادات غير سليمة عند الإنسان من أكل وحركة ونشاط وهي مشكلة كبيرة جداً ومنتشرة في المجتمعات بشكل كبير جداً وسوء التغذية يشمل جميع الأعمار السنية فهو يشمل الأطفال و المراهقين والبالغين وكبار السن.
كما أن هناك آثار جانبية كبيرة وعظيمة للمأكولات السريعة (Junk Food) فسوء التغذية موضوع كبير يشمل قلة التغذية وكثرتها وعندما نتحدث عن البالغين نتكلم غالباً عن زيادة الوزن والسمنة أما عند التحدث عن الأطفال فنحن نتكلم عن سوء التغذية ونقص الغذاء وعند الحديث عن المأكولات السريعة فنحن نتحدث عن الأطفال والكبار فالكثير من الأطفال الآن يأكلون المأكولات السريعة مع ذويهم والمشكلة الأساسية في المأكولات السريعة أنها تسبب زيادة الوزن والسمنة بدون قيمة غذائية يستفيد منها الجسم وهذا يؤثر على جميع أعضاء الجسم من الدماغ إلى القلب إلى الرئتين إلى الكلى إلى الكبد إلى المفاصل فكل شيء في الجسم يتأثر بالمأكولات السريعة والسمنة تؤثر على هذه الأمراض أكثر وأكثر.
ما هي أعراض و أسباب سوء التغذية عند الأطفال ؟
سوء التغذية في الأطفال لها ثلاث أعراض رئيسية:
1. الهزال وهو عبارة عن نقص في الوزن بالنسبة لطول الطفل.
2. التقزم وهو عبارة عن نقص في الطول بالنسبة لعمر الطفل.
3. نقص الوزن وهو عبارة عن نقص وزن الطفل بالنسبة لعمره.
وتبدأ هذه الأعراض بداية من الحمل عند المرأة فيجب على الأم الاهتمام بغذائها الصحي و الفيتامينات منذ الحمل لأن هذا يؤثر على الجنين أثناء الحمل لذلك يتم عمل فحوصات شاملة للمرأة في أول الحمل للاطمئنان على غذائها وصحتها لأن هذا كله يؤثر على الجنين.
وبعد ولادة الطفل يجب عمل كل الفحوصات الطبية اللازمة بحيث يتأكد الأطباء من عدم وجود أية مشاكل صحية لدى الطفل وبعد ذلك يجب عمل مراجعات دورية للأطفال ومقارنة نمو الطفل هل هو طبيعي أم لا وبناءً على ذلك يتم تحويل الطفل للمختص إذا وجدت أي مشاكل.
هل هناك علاقة بين سوء التغذية وفقر الدم أو الأنيميا؟
أردف “د. عيسى”، بأن فقر الدم هي حالة عبارة لكثير من الأسباب فيمكن أن يكون أحد أسبابها هي سوء التغذية ويمكن أن يكون أحد أسبابها مشاكل في الأكل و أمراض مزمنة و أحد العلامات التي نعتمد عليها في تشخيص سوء التغذية هي الانيميا وهناك شخص لا يكون لديه أي أعراض للانيميا ولكننا نكتشفها بفحوصات الدم فقط وهناك انيميا تكون مصاحبة لبعض الأعراض كالخمول والتعب والارهاق وعدم القدرة على ممارسة الانشطة اليومية كالمعتاد وأيضاً قد يؤثر على المستوى الدراسي وهذا يستدعي لاستشارة الطبيب لعلاج الحالة.
وعند الأطفال تظهر بعض الأعرض عليهم يعرف من خلالها الآباء أن أطفالهم مصابون بفقر الدم.
وبخصوص العزوف عن الطعام، هل له اسباب أم أنها طبيعة بشرية، فقال أن الطبيعة البشرية موجودة لكن فقدان الشهية يمكن أن يكون مرضي فيجب الفحص على الطبيب وأحياناً يكون الأمر له علاقة بالوراثة.
وبشأن الابتعاد عن بعض الأطعمة بسبب مشاكل القولون يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية أم لا، فقال “عيسى”، بأنه معروف أن أكل البقوليات يؤثر على القولون بشكل كبير والابتعاد عنه يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة إذا كان الجسم بحاجة إليه ويمكن الاستعاضة بالأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد والكالسيوم والخضروات الورقية فمن الضروري المتابعة مع أخصائي تغذية لأخذ مأكولات تعيض عن الممنوع للقولون.
هل يمكن أن يصرف الإنسان كل تعب وإرهاق إلى سوء التغذية فقط؟
نفى “د. مجاهد” ذلك تماماً وقال أنه بالطبع لا بأن انتشار التعب شيء غير غريب في هذه الحياة ولكن على الإنسان حينما يشعر بالإجهاد أن يتابع جدوله اليومي فهل هو ينام ويأكل ويؤدي تمارينه اليومية بشكل صحيح وكذلك فالحالة النفسية يمكن أن تُشعر بالإجهاد والتعب فبالطبع يجب الانتباه على كل هذه الاسباب التي قد تؤدي إلى إجهاد أو تعب وبشكل عام يوجد أعراض أخرى كثيرة لسوء التغذية غير التعب والإرهاق كالترجيع المستمر والإسهال وتقلصات البطن أو انتفاخ في اليدين أو الرجلين فهناك أعراض أخرى غير الاجهاد والتعب يمكن أن تعطي تنبيه بأن هذا الإرهاق يمكن أن يكون سببه سوء التغذية. ولا يوجد داعي لاستخدام المكملات الغذائية فالأكل بشكل صحي يقضي على المشكلة لأن الجسم به مخزون من كل الفيتامينات وفي حالة واحدة فقط يمكن إعطاء المكملات للأطفال إذا كان طعامهم غير كافِ للنمو وبعد تجربة جميع الوسائل للأكل معه هنا نضطر لإعطاء المكملات الغذائية.
وعن علاج سوء الهضم وهل يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية، فإن سوء الهضم يستلزم فحص طبي لمعرفة السبب وراء سوء الهضم فجرثومة المعدة يمكن أن تؤدي لذلك و إذا كان السبب هو القولون العصبي فهناك أدوية تساعد على تهدئته والأكل بشكل جيد وبالتالي الهضم بشكل جيد.
ما النصائح لكي يتجنب الشخص سوء التغذية؟
موضوع سوء التغذية كبير ويشمل الكثير من الاسباب وقال أن نصيحته الأولى تكون للأم بأن تهتم بطفلها وغذائه وغذائها أثناء الحمل وقال أنه إذا كان بناء جسم الطفل سليم خلال العامين الأولين من عمره فإننا نتجنب مشاكل كبيرة قد تحدث بعد ذلك وإن حدثت أية مشاكل فإنه يمكننا حلها بكل سهولة عندما تكون القاعدة سليمة ولكن سوء التغذية في تلك المرحلة تؤدي إلى مشاكل كبيرة بعد ذلك. ويفضل توفير الأكل الصحي بشكل دائم والحرص على شرب الماء والابتعاد عن المأكولات السريعة والمتابعة الدورية للأطفال مع الطبيب المختص.
هل سوء التغذية في المجال الغذائي يختلف تعريفه عن المجال الطبي ؟
بدأت “د. تمارا مرزا أخصائية التغذية ” حديثها بأنه لا يوجد اختلاف كبير ولكنه يختلف عن طريق التشخيص و بالنسبة للأطباء يتابعون الموضوع عن طريق الفحوصات الطبية وفحوصات الدم أما من خلال أخصائي التغذية فهو يشخصه عن طريق النمو فمثلا عند الأطفال نتابع وزن الطفل وضعفه و محيط رأسه فهناك منظمات عالمية تضع مخططات لنمو الطفل الطبيعي ونحن نأخذ هذه المخططات ونتابع الطفل من خلالها والأمر هنا يرتبط بجميع الأعمار لكن يكثر الاهتمام بالأطفال لأنهم بحاجة إلى الغذاء أكثر من غيرهم.
جدير بالذكر، أن الأغذية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة هي أغذية ضارة ويجب البعد عنها تماماً.
هل يوجد نمط غذائي مختلف للمرأة الحامل ؟
أكدت “مرزا” ذلك، وقالت أنه بالتأكيد يجب على المرأة الحامل التركيز على حصولها على فيتامين الفوليك أسيد خلال الثلاث شهور الأولى من حملها حتى يتكون الجنين بشكل طبيعي وكذلك تحتاج المرأة الحامل لنسبة كبيرة جداً من الحديد فهي تحتاج 30 مل جرام تقريبا من الحديد ويجب عليها كذلك الابتعاد عن كل اللحوم الغير مطبوخة كالبسطرمة وغيرها والأشياء النية كالسوشي لأنه يمكن أن تكون بها نسبة بكتيريا عالية.
كذلك يجب على المرأة الحامل الاهتمام بالسعرات الحرارية التي تأخذها يومياً أثناء حملها ففي الثلاث شهور الأولى يمكنها أخذ نفس السعرات الحرارية لكن بعد ذلك يجب زيادتهم حوالي 300 سعر حراري زيادة لكل شهر.
ويجب على المرأة الحامل وغيرها كذلك والأطفال تجنب شرب المشروبات الغازية لأنها تسبب السمنة وهي تؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة.
الطفل في عامه الأول يعتمد في غذائه على الأم فما هي النصائح المقدمة للأم للاهتمام بتغذيتها وتغذية طفلها ؟
الطفل في الست شهور الأولى من عمره يعتمد بشكل كلي على حليب الأم وبعد مرور الست شهور الأولى يتم إدخال أغذية أخرى للطفل ففي الست شهور الأولى يجب على الأم الابتعاد عن المأكولات السريعة وأخذ نسبة ألياف وحديد عالية وأيضاً يفضل أخذ الخضروات والفاكهة والحب وبالطبع الحليب والبيض من أهم العناصر الغذائية للأم لنمو الطفل ولتعويض الأم عن ما تفقده من الكالسيوم ويجب على الأم الابتعاد عن الكافيين والمشروبات الكحولية تماماً خلال فترة الرضاعة لأن كل ما تأخذه الأم يؤثر على طفلها سواء كان بالسلب أو الإيجاب.
هل يجب عمل فحوصات دم كاملة قبل البدء في أي حميات غذائية؟
أردفت “مرزا”، بأنه لا يجب اتباع أي حميات غذائية بدون عمل فحوصات واستشارة الطبيب لأن هذا يؤثر سلباً على صحة الشخص لأن هناك كثير من الأنظمة الغذائية بها نسبة قليلة من الكربوهيدرات و النشويات ونسبة كبيرة من البروتينات وهؤلاء يفقدون نسبة كبيرة من الغذاء والجلوكوز الذي يحتاجه الجسم ويمكن أن يعمل كثير من المشاكل الصحية لأن غذائنا يجب أن يكون معتدل ومتوازن وبه جميع الأغذية المطلوبة للجسم فيجب عند اتباع الحميات الغذائية لتخفيض الوزن أن نعمل على انزال الوزن بشكل بطيء كي لا نخسر الكثير من صحتنا لأن نزول الوزن السريع شيء غير صحي ويعود الوزن للزيادة مباشرة بعد ترك هذه الحميات الغذائية واتباع الحميات الغذائية السريعة يعمل مشاكل طبية كثيرة ويؤثر على المرارة والكلى فإن نمط الحياة الغير صحي غير صحيح ويسبب مشاكل صحية وغذائية كبيرة.
ما هي وجبة الإفطار الصحية والكاملة للأطفال؟
وجبة الإفطار مهمة جداً للأطفال والكبار وهي من أحد مسببات السمنة الرئيسية لأن عدم تناول وجبة الافطار يجعل الجسم يخزن الدهون بشكل كبير ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار للأطفال على الخضروات والفاكهة وأن تحتوي على مصدر للبروتين والخبز واللبن والبيض أياً كانت طريقة طبخه بحيث تكون وجبة الأطفال كاملة وبها جميع العناصر الغذائية الهامة لنمو الطفل ويجب على الأم ابعاد ابنها عن المأكولات السريعة ويجب على الآباء تحبيب اطفالهم في الغذاء الصحي.
أما بالنسبة للكبار يجب أن يحتوي الافطار على الخبز أو الشوفان أو الكورن فليكس مع الحليب واللبن ونبتعد عن الأطعمة المقلية و المخبوزة وغيرها من الأطعمة المحتوية على سعرات حرارية عالية.
وعن كيفية يتم تحفيز الأطفال الفاقدين للشهية على الطعام، فيجب على الأهل تحفيز أطفالهم على الطعام الصحي وجعل الأغذية الصحية كالفاكهة وغيره مكافآت للأطفال بدلاً من الشوكولاتة والحلويات لتحبيب الأطفال في الأغذية الطبية و إعطائهم مأكولات بشكل حلو يحفزهم على الطعام و أيضاً يجب منع الحلوى بكل أنواعها حتى يجوع ولا يجد غير الطعام الصحي لأكله.
هناك من يلجأ لاستخدام المكملات الغذائية لبناء العضلات هل هذا صحيح؟
أخصائيين التغذية لا ينصحون باستخدام المكملات الغذائية لأنه كما ذكرنا فالجسم به مخزون لكل ما يحتاجه من فيتامينات و اغذية ولذلك فالغذاء المتوازن كاف لإمداد الجسم بالمطلوب ولإظهار العضلات هناك تمارين خاصة لذلك والبروتين يساعد على نمو العضلة عند اتباع الحياة الصحية السليمة بشكل كامل.
ما النصائح حتى يتجنب الشخص سوء التغذية؟
أنهت د. “تمارا مرزا” حديثها بأن التركيز على الماء هو أهم عنصر غذائي فيجب شرب حوالي 8 اكواب ماء يومياً تقريباً ويجب أن يكون غذائنا متوازن ويحتوي على جميع المواد الغذائية فيجب أن يحتوي طعامنا على النشويات و البروتينات والدهون المفيدة مثل الأوميجا 3 والفيتامينات والمعادن والخضروات والفواكه فالتنوع والتوازن والاعتدال أهم كلمات للحفاظ على التغذية السليمة.