ما الذي يحدث للجسم أثناء تنميل الأطراف؟
تنميل الأطراف هو عبارة عن خلل في الإحساس في الطرف المصاب بالتنميل، حيث يحدث ضغط على الأعصاب يؤدي إلى عدم مرور الإشارة الكهربائية بداخله.
وتتعدد العوامل المسببة للتنميل.
فمنها الوضعية الخاطئة للجلوس أو وضع ثقل على الطرف مع التثبيت لفترة زمنية طويلة.
والتنميل شعور مؤقت ما يلبث أن يزول بعد دقائق.
ويمكن أن يُصيب تنميل الأطراف أية منطقة في الجسم، لكن الشائع دائمًا إصابة اليدين والساعدين والساقين والقدمين.
أما إستمرارية تنميل الأطراف تُعد دليل على وجود مرض ما.
كيف نُفرق بين تنميل الأطراف الطبيعي والتنميل ذو الخطورة الصحية؟
قال “د. محمد أبو سلمى” أخصائي جراحة العظام والمفاصل. إلى أن تنميل الأطراف المؤقت لدقائق معدودة يُعد من الأمور الطبيعية جدًا التي لا تحتاج إلى علاج أو متابعة طبيب، ومجرد التحريك والتدليك المستمر للطرف المُصاب بالتنميل ستعود الأمور إلى طبيعتها.
أما تنميل الأطراف الطويل والمستمر لساعات أو أيام يستوجب إستشارة الطبيب للوقوف على سببه، لأنه في هذه الحالة يحتاج إلى علاج السبب نفسه للتخلص من التنميل. بعيدًا عن تنميل الأطراف الطبيعي.
ما هي أسباب تنميل الأطراف المستوجب للعلاج؟
من أكثر مُسببات تنميل الأطراف المستمر في الأطراف مرض الإنزلاق الغضروفي (الديسك)، لأن خروج الغضروف من مكانه بفعل الإنزلاق سيؤدي حتمًا إلى الضغط على الأعصاب في منطقة معينة لفترات طويلة، هذا الضغط سيؤدي بالضرورة إلى تنميل الأطراف في هذه المنطقة. فكل فقرة من فقرات العمود الفقري مسئولة عن منطقة معينة في الجسم.
فشعور التنميل المستمر في منطقة ما أو طرف ما مؤشر على وجود خلل في الفقرة الخاصة بهذه المنطقة.
وبالضرورة لعلاج تنميل الأطراف يجب علاج المسبب نفسه وهو الإنزلاق، بكل طرق العلاج المتاحة حسب شدة الحالة المرضية بدءًا من العلاج الدوائي ونهاية بالتدخل الجراحي، لأن زيادة معدل الضغط على الأعصاب قد يؤدي إلى الإصابة بالشلل لا قدر الله.
نقص فيتامين B12 الحاد، وهو من الأمراض الشائعة جدًا، ونقص هذا الفيتامين من مسببات شعور التنميل في الأطراف والجسم كله. ويُشخص بناءًا على تحاليل دم خاصة، يُحدد على إثرها معدل النقص في الفيتامين، وبالتالي وصف كمية الفيتامين المطلوب تعويضها دوائيًا بالمكملات الفيتامينية الغنية بفيتامين B12.
الإصابة بمرض السكري، حيث يُصاب مريض السكري بشعور التنميل المستمر في القدمين، والذي ينتهي بعدم الشعور نهائيًا بالقدمين. وينتج ذلك عن تراكم السكر في الشعيرات الدموية.
وبالبديهة هذه الشعيرات مسئولة عن تغذية الأعصاب، وتبعًا للخلل الوظيفي في هذه الشعيرات تختل وتموت الأعصاب المعتمدة عليها في التغذية. ولذا على كل مرضى السكري الإهتمام بهذا الأمر.
والحفاظ على مستويات السكر في الدم وإنتظامه، ومراعاة إرتداء الأحذية الطبية.
ومراعاة عدم المشي حفاة القدمين نهائيًا، لأن عدم الإحساس بالقدمين قد يؤدي إلى إصابتهم إصابة بالغة دون أن يشعروا بها، ومن ثَم إمكانية تلوث الجرح وإلتهابه وتقرحه.
وفي أسوء الحالات قد يضطر الأطباء إلى بتر العضو المُصاب. وفي النهاية عدم التهاون في علاج السكري سيؤدي حتمًا إلى تجنب كل مضاعفات المرض على أجزاء الجسم المختلفة.
الإصابة بالأنيميا وفقر الدم الشديدين.
الزيادة المهولة لبعض الأملاح في الجسم مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم.
بعض أمراض الأعصاب مثل التصلب اللوحي.
الإصابة ببعض الجلطات.
خلل الغدة الدرقية.
هل يختلف تأثير تنميل الأطراف على الجسم باختلاف العمر أو الجنس؟
أردف “د. أبو سلمى” تنميل الأطراف الطبيعي لا يختلف بتأثيره بين البشر، وكذلك التنميل الناتج عن الأمراض فسيكون بنفس الحدة والإستمرارية عند كل الفئات العمرية والجنسين لطبيعة المرض المسبب نفسه وأعراضه.
هل يوجد علاج دوائي للتنميل؟
بما أن التنميل ناتج عن مرض ما، فسيختلف العلاج الدوائي باختلاف المرض المسبب، لأن الأصل هو وصف الأدوية لعلاج المرض المسبب لا علاج التنميل، لأن التنميل سيختفي بالضرورة مع الشفاء من المرض.
فالتنميل ليس مرض في حد ذاته يستوجب العلاج، لكنه ظاهرة ناتجة عن مرض.
هل ينتج عن تنميل الأطراف أي مضاعفات صحية؟
قد يكون الشعور المزعج بعدم الراحة والقدرة على إستخدام الطرف المصاب بالتنميل من أبرز المضاعفات النفسية على الإنسان.
أيضًا إستمرارية شعور التنميل المزعج يُعد مؤشر وجرس إنذار لوجود خلل مرضي في عصب ما لا يجب التهاون معه للحيلولة دون ظهور المضاعفات للمرض المسبب في التنميل.
وشكوى المريض من التنميل المستمر في منطقة جسمانية ما بداية الإنطلاق لإتمام الفحوصات المطلوبة مثل تحاليل الدم أو صور الأشعات والتخطيط والرنين المغناطيسي للوقوف على سبب التنميل بالتحديد وعلاجه.
لأن التنميل أحد عوامل الفحص السريري المطلوب تأكيد مسبباته بطرق الفحص الأخرى.
والواقع في العيادات الطبية يشهد على كثيرين كانت شكواهم التنميل المستمر في الأطراف وبالفحص تبين إصابتهم بأمراض أخرى أصعب.
ما أبرز النصائح الطبية المتعلقة بالتنميل؟
يجب على الفرد العادي زيادة وعيه وثقافته الصحية بشتى الطرق، وعدم إهمال ظاهرة التنميل، لأن إستمراريتها وشدتها دليل صارخ على وجود مشكلة صحية أعمق منها، وتحتاج إلى تدخل طبي فوري لتجنب المضاعفات الصحية للمرض المسبب للتنميل.