تفاصيل الاستشارة: مشكلتي مع شفتي اللتين من النادر أن أرى لونهما الوردي الطبيعي، فأنا أعاني من أمد بعيد جفاف وتقشر الشفتين، وعليّ أن أدهنهما بمرطب كل ليلة وكل صباح، وإذا لم أفعل يصير حالهما أسوأ حال، لونهما يميل إلى الزرقة فهما مهترئتان على الدوام، ويحيط بهما نقاط صغيرة بنية فاتحة.
لا أعاني من أي مشاكل باللثة، وبشرتي عامة دهنية، ولكن يعلو لساني طبقة بيضاء أو مصفرة من حين لآخر، وأحيانًا أشكو الحموضة وعسر الهضم.
استعملت مراهم عديدة من أجلهما، مثل: Bepanthen – Baneocin، وكل مرهم في البداية يعطي نتيجة طيبة، ثم بعدئذ يصير فاقد المفعول. وهذه هي مشكلتي قديمة الأزل مع شفتي سامحهما الله.
الإجابة
تقول د. عزة محمد جبل –استشاري الجلدية والتناسلية–: أختنا العزيزة، شفاك الله وعافاك، وخفَّف عنك معاناتك التي أرى أنها تؤثر عليك وتؤرقك مدى الحياة، فنبرتك من البداية توحي باليأس والملل، فلمَ تلك النبرة وأنت تعلمين أنه ليس من مشكلة إلا ولها حل وليس من داء إلا وله دواء؟ فاطمئني واهدئي بالاً، وتابعينا حتى تصبح شفتاك وردية اللون كما تحبين أن تريهما دائمًا.
أغلب الظن فيما وصفته عزيزتي هو ما يسمى بـ Fameliar photodermatitis، وربما تكون مصحوبة بالتهابات في الملتحمة، وللتأكد من هذا التشخيص لا بد من عمل تحليل Pathology للشفاه.. هذا إذا كان الالتهاب والتقشر متكررًا كما ذكرت.
وهناك عزيزتي أسباب أخرى لما تعانين منه، وهي:
- نقص فيتامينات مثل فيتامين “ب” الفوليات (حمض الفوليك) والزنك.
- حساسية موضعية نتيجة استخدام أحمر الشفاه (وهو يمكن أن يسبب حساسية حتى وإن كنت معتادة عليه)، زبدة الكاكاو، معجون الأسنان، أو تناول بعض الأطعمة الحمضية كالبرتقال، والمانجو.
- حساسية للشمس، وتزيد هذه الحساسية في حالة تواجد أحمر الشفاه أو زبدة الكاكاو على الشفاه.
- وجود بعض العادات مثل مص الشفاه، وضع بعض الأشياء في الفم كالأقلام المعدنية أو أقلام الرصاص المطلية بالكوبلت، دبابيس الشعر المعدنية، وضع الأصابع بالفم مع وجود طلاء الأظافر.
- تناول بعض الأدوية.
- التهابات فطرية أو بكتيرية.
أما عن علاج هذه الحالات:
- الابتعاد عن العادات السابق ذكرها إذا كنت تمارسين أيًّا منها.
- الابتعاد عن المواد التي قد تسبِّب لك حساسية، والتي قد سبق ذكرها مع تغيير نوع معجون الأسنان الذي تستخدمينه.
- تناول وجبات غذائية متكاملة (تحتوي على العناصر الغذائية).
- استخدام كريم يحتوي على هيدروكورتيزون 1% دهان مرتين يوميًّا.
- استخدام كريم واقٍ من الشمس قبل التعرض للشمس بنصف ساعة.
- استخدام كبسولات تحتوي على فيتامين “ب”، وحمض الفوليك، والزنك، والحديد.
- استخدام أقراص مضادة للالتهاب، ومسكنة للآلام، مرتين يوميًّا.
ولدقة التشخيص وإيجاد العلاج السليم عزيزتي يرجى عمل الآتي:
- تحليل pathology.
- عمل مسح للشفاه واللسان، مع عمل مزرعة للتأكد من نوع الميكروب إن وجد.
- تناول كبسولات تحتوي على حديد وفيتامين “ب” المركب، واستخدام كريم واقٍ من الشمس حتى ظهور نتائج التحاليل.
أما عن الحموضة عزيزتي فأسبابها كثيرة، منها:
- زيادة الأحماض التي تفرزها المعدة.
- أكل الطعام بسرعة أو القلق.
- قد يكون سبب الحموضة بعض أمراض القولون.
- الأكل الدسم.
- كما أن بعض أنواع هيئات الجلوس قد تكون سببًا للحموضة، مثل النوم بعد الإكثار من الأكل الدسم، أو الجلوس بطريقة يكون الجسم في وضع ضاغط على المعدة بعد الأكل ولفترة طويلة عند القراءة، أو الكتابة، أو الجلوس على جهاز الكومبيوتر… إلخ.
- التدخين.
وللوقاية من الحموضة وتجنبها عزيزتي لا بد من تجنب كل ما ذكر سابقًا من أسباب، فلا تأكلي وجبة كبيرة أو دسمة قبل خلودك للنوم، ارفعي رأسك أثناء النوم، استعملي وسادتين مثلاً، تجنبي الكثير من القهوة أو عصير الفواكه أو المأكولات الحمضية. هذا إضافة إلى بعض الأدوية التي يصفها لك الطبيب المضادة للحموضة والتي يتيسر وجودها بالصيدليات.
وفي النهاية لا تنسي أن تخطرينا بنتائج التحاليل، وبما توصلت إليه من تشخيص صحيح للحالة وعلاجها، داعين الله عز وجل لك بشفاء عاجل وشفاه رطبة وردية.