متى يعتبر تساقط الشعر مرض يحتاج للعلاج الطبي؟
وعن تساقط الشعر الوراثي قال “د. شادي طلال” استشاري الجلدية وزراعة الشعر. معدل التساقط الطبيعي للشعر في اليوم الواحد يتراوح بين 100 إلى 150 شعرة، وأي زيادة عن هذا المعدلات في اليوم تحتاج إلى زيارة الطبيب. وتساقط الشعر بشكل عام إما أن يكون لأسباب وراثية ولا يبدأ في الظهور إلا عند البلوغ أو لأسباب غير وراثية، لذا فإن أُولى خطوات الفحص هي إجراء التحاليل المخبرية للتأكد من سبب التساقط، لسرعة علاج أسباب تساقط الشعر الوراثي.
ما أبرز الأسباب الغير وراثية لتساقط الشعر؟
تابع “د. طلال” أهم الأسباب الغير وراثية هو نقص الحديد، وقد ينتج نقص الحديد من إختلال الهرمونات أثناء الدورة الشهرية أو الحمل، وكذلك قد يكون نتيجة لإتباع حمية غذائية قاسية أو برامج تخسيس قوية.
والمعروف أن عمليات التكميم (هي عمليات جراحية لعلاج مرضى السمنة وزيادة الوزن) دائمًا ما يُصاحبها تساقط الشعر، وهذا للأسباب الآتية:
• التعرض للمخدر، لأن عملية التخدير المصاحبة للعملية الجراحية تسبب صدمة في الجسم وتُعرف هذه الصدمة باسم (chock lose).
• الإنخفاض المفاجيء لوزن الجسم في فترة قصيرة، مما يؤثر على الشعر.
• إنخفاض كميات الطعام المتناولة بعد إجراء، وبالتالي اختلاف معدلات الإمتصاص للعناصر الغذائية في الجسم.
• إضطراب الغدة الدرقية.
• بعض الأدوية العلاجية التي يكون من آثارها الجانبية تساقط الشعر، مثل أقراص علاج حب الشباب لأنها تؤدي إلى جفاف الشعر ومنه إلى التساقط.
• إستخدام بعض الأدوية لفترات زمنية طويلة والتوقف المفاجيء عن تناولها، مثل أقراص منع الحمل.
• وبشكل عام أي صدمة جسدية أو نفسية للإنسان قد يتبعها الإصابة بتساقط الشعر، وتجدر الإشارة هنا إلى وجود فترة زمنية تُقدر بثلاثة إلى أربعة شهور بين حدوث المُسبب وبين حدوث تساقط الشعر، من هنا تتضح القاعدة الطبية المُلزمة بالإنتظار لفترة زمنية مماثلة بين علاج سبب تساقط الشعر وبين توقف التساقط.
أي من الوالدين أكثر تأثيرًا في تساقط الشعر الوراثي ؟
أوضح “د. طلال” تساقط الشعر الوراثي يأتي من الجهتين الأب وعائلته أو الأم وعائلتها، ومعنى كلمة وراثي أي أنه مرض جيني، أي نتيجة لوجود جين معين يتناقله أفراد العائلة الواحدة، ولكن ليس شرطًا أن يصيب كل أفراد العائلة بتسلسلها الهرمي، فقد تكون العائلة مريضة بتساقط الشعر الوراثي لكن ينجو أحد الأبناء منه.
فالناس الذين لديهم الإستعداد الوراثي لتساقط الشعر الوراثي يرتفع عندهم معدل هرمون الأندروجين إلى الحد الذي يؤثر على البصيلات الموجودة في أعلى ومنتصف ومقدمة الرأس (وتُعرف باسم منطقة التاج)، لذا فهي أكثر مناطق الرأس تعرضًا للتساقط الوراثي. أما من لا يملكون هذا الإستعداد الوراثي ليس لديهم مُستقبلات لهرمون الأندروجين تحت البصيلات.
وللتدقيق العلمي فإن تساقط الشعر الوراثي لا يحدث فجأة، ولكن يقل سُمك وحجم الشعرة تدريجيًا بمرور الأعوام فتبدأ الفراغات بين الشعر في الظهور، إلى أن يسقط الشعر بالكُلية. كما أن الفرق بين تساقط الشعر الوراثي والغير وراثي هو أن الأول يصيب منطقة تاج الرأس، وغالبًا عند الرجال ما يبدأ من مقدمة الرأس وأحيانًا من المنتصف، أما الغير وراثي يصيب فروة الرأس كلها. كذلك فإن كثير من النساء قد يجمعن بين نوعي التساقط، فيكون لديها الإستعداد الوراثي لتساقط الشعر، وكذلك يبدأ التساقط لسبب غير وراثي كإختلال الهرمونات بعد الحمل والولادة، وهنا وجب العلاج للسبب المرضي وعلاج تساقط الشعر الوراثي في نفس الوقت.
هل توجد برامج علاجية لتساقط الشعر بسبب العلاج الكيماوي لمرضى السرطان؟
قوة العلاج الكيماوي تؤدي إلى تدمير الشعر في غضون أسبوعين، ولا يأخذ الفترة الزمنية المعروفة (من ثلاثة إلى أربعة شهور) للتساقط، فلا يقارن هذا التساقط بالتساقط المرضي العادي.
وفي العامين الآخريين توصلت الدراسات إلى علاج وقائي يُعرف بالكاب البارد (Cold cap)، حيث يرتديه مريض السرطان في رأسه كالقنسوة (الطاقية) عند درجة برودة معينة، هذه البرودة تعمل على إنقباض الأوعية والشعيرات الدموية المغذية لبصيلات الشعر، مما يقلل من وصول المادة الكيميائية لهذه البصيلات، وبالتالي تقليل التساقط.
ما علاج نتف الشعر القهري؟
مع بعض الحالات النفسية يقوم المريض بنتف شعره بيده ولا إراديًا ودون أن يشعر بما يفعله، ويُظهر الفحص لهذه الحالات غرابة توزيع مناطق التساقط والشعر الخفيف في الرأس لعدم إنتظامها أو قربها من بعضها البعض، والعلاج في هذه الحالة يبدأ بتوضيح الأمر للمريض فبعضهم لا ينتبهون إلى أنهم ينتفون شعرهم أثناء توترهم وحالتهم النفسية السيئة، أي أن العلاج لهذه الحالة هو علاج نفسي، لعدم جدوى العلاجات الدوائية لتساقط الشعر مع تكرار فعل النتف من المريض.
مع تزاحم المنتجات التجارية لعلاج تساقط الشعر بالأسواق، أيهم أفضل في العلاج؟
كما ذكرنا فإن الأساس في علاج تساقط الشعر الغير وراثي هو علاج السبب الأصلي لتفادي تساقط الشعر الناتج عنه، أما بالنسبة لتساقط الشعر الوراثي يوجد علاجين أساسيين ومثبتين من هيئة الأغذية والدواء هما:
البخاخ المحتوي على مستحضر المينوكسوديل يستخدم لعلاج تساقط الشعر الوراثي بنسبة تركيز 5% للرجال و 2% للنساء، والسبب في اختلاف النسبة بين الجنسين أن من آثاره الجانبية نمو الشعر في الوجه حتى مع الإستخدام الموضعي عند 5% من الحالات المعالجة به، وبالتالي تقل نسبة التركيز مع النساء لتجنب حدوث هذا، ويجب إستخدامه مدى الحياة لتجنب التساقط الوراثي، وعند وقف إستخدامه سيحدث التساقط الوراثي لا محالة.
أقراص الفيرسترايد للرجال، ولابد من إستمرار البرنامج العلاجي بها مدى الحياة، ومن سلبياتها:
لا تصلح للسيدات لما تمثله من خطورة على حياة الأجنة حال حدوث الحمل.
تؤثر على الأداء الجنسي للرجل وكذلك رغبته الجنسية.
ومن التفصيل السابق يتضح قلة المستحضرات العلاجية لعلاج تساقط الشعر الوراثي، لذلك اتجه الكثير من الأطباء إلى إستخدام التقنيات الحديثة والواعدة التي أثبتتها الأبحاث العلمية خلال الأربع سنوات الماضية.
من هذه التقنيات الجديدة حَقن البلازما، حيث أثبتت عدة دراسات طبية كفائتها في علاج تساقط الشعر الوراثي. وآلية تنفيذ هذه التقنية هي سحب كمية دم من المريض، ثم تركيز الصفائح الدموية عن طريق عملية دوران الطرد المركزي، ويرجع التركيز للصفائح الدموية لأنها غنية بعوامل النمو الغير موجودة عند الحالات الوراثية، وبالتالي تعمل على زيادة حياة الشعرة وإطالة عمرها، والمهم في حَقن البلازما وجود بصيلة الشعر بالأساس في فروة الرأس لأن البلازما تقوم بزيادة سُمك الشعرة. ويُنفذ حقن البلازما بعمل عدة جلسات علاجية يختلف عددها من حالة إلى أخرى، ثم تبدأ جلسات الوقاية بمعدل جلسة كل ثلاثة شهور.
من التقنيات الحديثة الأخرى حَقن الخلايا الجذعية، وهو من أهم البرامج العلاجية لعلاج تساقط الشعر الوراثي، والخلية الجذعية هي الخلية الأم التي تتكون منها كل خلايا الجسم، ويتم الحصول على الخلايا الجذعية للمريض بطريقتين:
شفط الدهون من الجسم، ثم حقنها في فروة الرأس تحت الجلد.
أخذ بصيلات الشعر من خلف الأذن، ووضعها في أجهزة دوران الطرد المركزي، ثم أخذ الخلايا الجذعية وخلطها بسائل، ثم حقنها في فروة الرأس.
وتجدر الإشارة إلى أن كل ما ذُكر من تقنيات مستحدثة لعلاج تساقط الشعر الوراثي تتم تحت تخدير موضعي للمريض، فإما أن يكون التخدير بمستحضرات دهانية (كريمات)، وإما بحقن مقدمة الرأس لتخدير الأعصاب القادمة من مقدمة الرأس إلى خلفها.
متى يلجأ المريض لزراعة الشعر؟
نلجأ للعلاج بزراعة الشعر إذا كانت المنطقة المطلوب علاجها خالية من الشعر تمامًا فضلًا عن البصيلات نفسها، فأي منطقة وصلت لمرحلة الصلع والتصحر لا علاج لها إلا بالزراعة. ويجب التنبيه على أن زراعة الشعر في مناطق الصلع لا ينفي إستخدام العلاجات والتقنيات الأخرى للمحافظة على مناطق الرأس ذات الشعر الطبيعي من الصلع والتصحر.