توجد بعض الحالات التي لا نعرف عنها أية معلومات ومن هذه الحالات، بطانة الرحم المهاجرة وهي من الحالات التي لا تكتشفها الأنثى إلا بعد الزواج وتبدأ في مراحل العلاج إذا وجدت مشاكل في الحمل.
ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟
قالت “د. هبة سرحان” استشاري النسا والولادة. بطانة الرحم المهاجرة أو endometriosis هو مرض شائع تقريبا بنسبة 5 – 10 % بين السيدات وبطانة الرحم عبارة عن أنسجة موجودة خلقيا داخل بطانة الرحم، وهي تخرج شهريا مع الدورة الشهرية لكن وجود هذه البطانة أو الأنسجة بمكان خارج الرحم يسبب مرض بطانة الرحم المهاجرة.
وقد يكون بالمبيض أو الأنابيب أو قناتي فالوب أو بالمستقيم أو بالمثانة أو بالبريتون فوجودها في أي مكان خارج الرحم يسمي ببطانة الرحم المهاجرة.
أي أنها عبارة عن خلايا تبطن بطانة الرحم تخرج شهريا مع الدورة لكن إذا تواجدت بمناطق أخرى من الممكن أن تؤدي إلى تقرحات أو آلام أو خراجات أو التصاقات وتؤدي إلى مشاكل أخرى.
ما سبب حدوث بطانة الرحم المهاجرة؟
تابعت “د. سرحان” السبب المباشر غير معروف لكن توجد العديد من النظريات التي تفسر الموضوع منها ارتداد الطمث نفسه أثناء الدورة الشهرية ترتد وتصل إلى البطن و نظرية أخري تفسر بأن هذا الأمر مناعي ففي العادي أن يرتد الطمث في كل السيدات ولكن الجهاز المناعي يطردها إذا ارتدت لمكان آخر غير طبيعي ونظرية ثالثة تفسر هذا بأن الموضوع جنيني أثناء هجرة خلايا البطانة لتخرج من الرحم قد يبقى شيء منها بالبطن أو بالرحم.
وبالتالي لا يوجد سبب واضح لتفسير ما هو السبب.
هل توجد أسباب وراثية لمرض بطانة الرحم المهاجرة عند السيدات؟
لا توجد أسباب وراثية لهذا المرض فحتى الآن لا يوجد سبب واضح يسبب هذا المرض وكلها نظريات فقط تحاول تفسير السبب. أما عن الأعراض فكلما اقتربت المرأة من سن اليأس كلما بدأت الأعراض بالتراجع.
والأعراض الشائعة هي عسر الطمث أو عسر الجماع أو الآلام المصاحبة للإباضة أو خارج أوقات الطمث لكن أكثر الأعراض شيوعا هي عسر الطمث.
كما توجد نسبة لتأخرالإنجاب ففي حوالي 15 إلي 20 % قد يسبب endometriosis تأخر الإنجاب أو العقم.
ثم تابعت الدكتورة حديثها عن العلاج بأنه يختلف حسب شدة الأعراض و مكان تواجد البطانة المهاجرة والرغبة بالإنجاب وعمر المرأة فكلما تقدم عمر المرأة كلما تراجعت الأعراض تدريجيا.
والعلاج يعتمد على الشكوى سواء كانت تأخر الإنجاب فتعالج على حسب هذا الأمر وإذا كانت الشكوى الرئيسية آلام عسر الطمث أو عسر الجماع أو الآلام عند الإباضة فنلجأ في أول الأمر إلي المسكنات والتي تعتمد على درجة المرض وهي واحد من ثلاثة خفيف – متوسط – شديد.
في الحالات الخفيفة نلجأ إلى المسكنات مثل البروفين أو anti prostaglandin وإذا لم تستجيب لها فنلجأ إلى حبوب منع الحمل الهرمونية سواء كانت حبوب أو حلقات أو لاصقات و تكون فعالة في حالات عسر الطمث وهي علاج مؤقت وليس جذري ولكن به نسبة نجاح للآلام المصاحبة للدورة أو للجماع أو الإباضة.
والطريق الثالث للعلاج يفيد المرأة التي ترغب بالإنجاب وهو تنظير البطن سواء التشخيصي أو العلاجي للمرض وهي عملية بسيطة تكون عبارة عن نفخ غازات بالبطن من خلال جرح صغير عن طريق الكاميرا نستطيع أن نرى المبيض أو القنوات إذا كانت مفتوحة أو هناك انسداد ومن الممكن أيضا أن تكون علاجية في نفس الوقت إذا كانت هناك أكياس شوكولاتية على المبيض يمكن أيضا أن تزال بالمنظار.
وإذا حال كانت السيدة ترغب في الإنجاب عليها التوجه إلي طبيب مختص بالخصوبة ويتركها من 6 إلي 12 شهر للحمل العفوي لأنه هناك نسبة للحمل العفوي حتى ولو كانت الحالة شديدة أو متوسطة وفي حال عدم حدوث حمل والمرأة لا ترغب في الانتظار فنلجأ للتخصيب الصناعي أو أطفال الأنابيب ونسبة نجاحه عالية خصوصا في أول سنة وبالطبع مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض الانتكاسية التي يمكن أن تعود مرة أخرى بعد سنة سواء الاكياس الشوكولاتية أو مشاكل قنوات فالوب.
وأضافت الدكتورة أن نسب النجاح تتجاوز 80 % إذا كان endometriosis هو السبب الرئيسي للعقم فمنذ اكتشاف هذا المرض وحتى الآن توجد حالات تخلصت من هذه المشاكل واستطاعت إنجاب أطفال أصحاء. بينما تنخفض النسبة إذا كانت هناك مشاكل في قنوات فالوب أو أسباب أخرى لل endometriosis ولا تتجاوز 60 %.
أما عند الدرجات الخفيفة نسب النجاح الحمل والإخصاب عالية والدرجات الشديدة نسب الإخصاب تقل عن 60 %.
وتابعت الدكتورة حديثها أنه بالنسبة للألم فنسب الشفاء عالية بالعلاج الهرموني مثل البروجيستيرون، لولب الميرينا ولاصقات وحلقات منع الحمل.
هل درجة الألم تعبر عن مرحلة من مراحل المرض؟
إذا كانت الآلام خفيفة أو كانت الشكوى فقط آلام أثناء الطمث والجماع والإباضة فيكون العلاج فقط مسكنات، لكن إذا كانت الشكوى تأخر الحمل فنلجأ إلى علاجه.
وأشارت الدكتورة هبه إلى أن العلاج يكون للشكوى نفسها وليس الهدف من العلاج منع حدوث مشاكل في تأخر الحمل أو الإنجاب ومن الوارد إذا كانت الآلام شديدة تجعل الأنثى تلجأ إلى الطبيب حتى قبل الزواج وليس الأمر مرتبط بالزواج أو الإنجاب فقط. لأن endometriosis لا يمنع الحمل إلا بنسبة لا تتجاوز 16-17 %. إذا العلاج يكون بعلاج الشكوى إذا كانت آلام شديدة.
وأوضحت الدكتورة أنه كلما تقدمت المرأة في العمر واقتربت من عمر انقطاع الطمث، تبدأ أعراض المرض بالتراجع. لأن المرض يتأثر بالهرمونات.
هناك أيضا نوع من الأدوية يطلق عليه Gonadotropin يمكنه تخفيف كل الهرمونات بجسم المرأة ومن الممكن انقطاع الدورة وشفاء المرض ولكنه علاج مؤقت. وإذا حدث حمل, تختفي أعراض المرض.
ما هي النصيحة التي نقدمها لكل السيدات؟
الإجراءات التي تستطيع المرأة التي تعاني من عسر طمث خفيف فعلها هي حمام دافيء وتضع وسادة دافئة على البطن وتتناول مسكنات الألم الخفيفة وإذا لم تتحسن بذلك لابد من مراجعة الطبيب.
كما ختمت الدكتورة حديثها بتصحيح المعلومة عن اعتقاد البعض بأن الحمام الدافيء أو البارد في أيام الدورة الأولي قد يتسبب في عسر الطمث أو تخفيف كمية الدورة أو تأخيرها فيما بعد وأوضحت أنه على العكس تماما فالحمام الدافيء قد يساعد على تخفيف آلام عسر الطمث وأن الطمث يتأثر فقط بعوامل داخلية هرمونية وليس بعوامل خارجية كالحمام الدافيء.