انتفاخات البطن والمعدة من الأعراض الشائعة التي تتعدد أسباب حدوثها وتتسبب في آلام حادة ومفاجئة في بعض الأحيان، وعادةً ما يُسبب تكرار هذه الانتفاخات الحيرة لدى الأشخاص حول حقيقة سبب حدوثها، وهل هي أعراض لأمراض معينة؟ وكيف يتم الكشف الصحيح عن السبب الحقيقي وراء الانتفاخات؟ وما هي الاجراءات التي يجب على المريض اتخاذها؟
ما هو انتفاخ البطن؟ وما أسبابه؟
قال “د. محمد خيري العجة” اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد. الإصابة بانتفاخات البطن من الأعراض الشائعة الانتشار، ومن المعلوم أن الجهاز الهضمي يتشكل بداخله كمية معقولة من الغازات التي تساعد على طرح الفضلات خارجاً، وتدخل هذه الغازات المتشكلة ضمن آلية عمل الجهاز الهضمي، ولكن عندما تزيد معدلات الغازات بالبطن عن حدودها الطبيعية فهنا تظهر المشكلة الصحية.
وتابع “د. العجة” وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص يربطون بين الغازات وبين القولون العصبي مباشرة، إلا أن الحقيقة الواقعية والطبية تؤكد أن انتفاخ البطن وامتلائها بالغازات له أسباب عديدة، لذلك هو من الأعراض التي تتطلب التشخيص الصحيح للسبب أولاً قبل البدء في العلاج لإحراز نتائج الشفاء المرجوة، ولذلك نجد من يمكثون على علاج القولون العصبي لسنوات مديدة، ولكنهم لا يشعرون بأي تحسن ولا تختفي عندهم الأعراض أبداً، وبذلك نتأكد أن القولون ليس السبب الوحيد في انتفاخ البطن، بل تتعدد وتتشعب أسبابه، ومنها:
• إلتهاب جدار المعدة.
• الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية، وهذه واسعة الانتشار بفعل العادات الغذائية الخاطئة.
• الإصابة بعدم القدرة على تحمل سكر الحليب (اللاكتوز).
• الإصابة بإلتهابات الأمعاء المزمنة ومنها التقرحات وداء كورون.
• قصور البنكرياس.
• زيادة نمو البكتيريا الضارة بالأمعاء الدقيقة ونقص البكتيريا المفيدة.
كيف يتم تشخيص سبب انتفاخات البطن؟
أشار “د. العجة” إلى أن المرحلة الأولى من التشخيص تعتمد كلياً على الأعراض السريرية والاستجواب الجيد للمريض، حيث أن المعلومات الأساسية لسبب الانتفاخات يُتحصل عليها من الحوار الجيد مع المريض، ثم يتبعها المرحلة الثانية من التشخيص والتي تتمثل في سلسلة من الفحوصات والتحاليل لاستبعاد أسباب انتفاخات البطن واحداً يلو الآخر، ومنها فحوصات البراز وتحاليل اللُعاب، وكذلك قد يحتاج الطبيب إلى تنظير المعدة بما أنه من ضمن الأسباب تقرحات المعدة.
كما أن طبيعة الإصابة بانتفاخات البطن توجه الطبيب إلى السبب المباشر فيها، حيث تختلف الأسباب عند حدوث الانتفاخ بعد تناول الطعام مباشرة، أو بعده بساعتين مثلاً، أو إن كان انتفاخ مستمر ومتواصل دون انقطاع.
ما علاج انتفاخات البطن؟
أكد “د. العجة” على أنه في حالات الانتفاخات البسيطة أو العارضة فهنا من الممكن اللجوء إلى الأعشاب الطبيعية مثل الكمون أو الينسون أو النعناع، مع تقليل كمية الطعام المتناولة ليوم أو يومين حتى تختفي الانتفاخات والغازات، لكن الإصابة بانتفاخات البطن المزمنة والشديدة فهنا لابد من العلاج الطبي السليم باستشارة طبيب متخصص، فطالما أن المريض لازمته الانتفاخات يومياً مع ضيق التنفس مع القئ مع آلام البطن مع تكرار الإمساك أو الإسهال، فطالما استمرت الأعراض ولم تنقطع أصبحت الانتفاخات مزمنة ويلزمها معرفة السبب المباشر لها لعلاجه.
ما هي الأطعمة التي تساهم في انتفاخ المعدة وتهيج القولون؟
طالما الشخص عنده استعداد صحي للانتفاخات فتصبح كل الأطعمة الغنية بالألياف عامل مباشر للإصابة بالغازات والانتفاخات، وذلك لأن الألياف بطبيعتها عبارة عن غذاء لبكتيريا الأمعاء التي تطلق الغازات، لذلك يمكننا القول أن الألياف عنصر غذائي ضروري وأساسي في كل وجبة غذائية، ولكن مع الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم أو الانتفاخات المزمنة فهنا تصبح عنصر أساسي في اشتداد الأعراض.
واختتم “د. العجة” قائلاً: وكذلك الحال مع المصابين بحساسية منتجات الحليب، حيث ستصبح خميرة اللاكتوز الموجودة بهذه الأطعمة عنصر أساسي في الإصابة بانتفاخات البطن وامتلائها بالغازات.