ما هو تعريف الارتداد المريئي (الحزاز)؟
قال “د. نزيه نخلة” أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد. يُعَرَّف الارتداد المريئي بـ: رجوع سائل المعدة بما يحتويه من أحماض (وبخاصة حامض HCL) وأنزيمات إلى المريء، مُحدِثًا أعراض أو إلتهابات أو مضاعفات مختلفة حسب شدة الإرتداد ومرات تكراره.
ما الأسباب التي تؤدي إلى الارتداد المريئي؟
تابع “د. نخلة” تتعدد أسباب الإرتداد، وأهمها:
• إرتخاء الصمام الموجود بين المعدة وبين المريء، لأن هذا الصمام منوط به في الأساس منع إرتداد سوائل المعدة وأحماضها إلى المريء، فهو يسمح بنزول الغذاء إلى المعدة ويمنع رجوع مكونات المعدة تلك مرة أخرى إلى أعلى.
• ما يُعرف بـ فتق فؤاد المعدة، لأنه يؤدي في النهاية إرتخاء صمام المعدة.
• مرضى السكري الذين يُعانون من خلل في حركة المعدة، حيث تصاب معدتهم بنوع من الكسل، مما يؤدي إلى تجمع الغذاء والسوائل فيها بدرجة كبيرة، فتضغط هذه الكمية على صمام المعدة وترتد إلى أعلى.
• مرضى السُمنة، حيث تضغط دهون البطن على المعدة بشدة، وتؤدي إلى إرتداد محتوياتها إلى أعلى.
• مرضى القولون العصبي والإنتفاخات، حيث أنها عوامل تضغط على المعدة.
• الحوامل وخصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل، نظرًا لضغط الرحم على المعدة، وكذلك بسبب التغير الهرموني وبخاصة هرمون البريجستيرون، مما يسبب الإرتخاء الوظيفي في حركة المعدة والصمام.
• أحيانًا يحدث الإرتداد نتيجة لخروج العُصارة الصفراوية من الإثنى عشر إلى المعدة ومنها إلى المريء، وهي تُسبب نفس الأعراض والآلام الخاصة بالارتداد المريئي.
ما هي أعراض الارتداد المريئي؟ وكيف يُشَخَّص طبيًا؟
أوضح “د. نخلة” المسئول الأول عن الأعراض هو حامض HCL الموجود في المعدة والذي يتميز بدرجة حموضة عالية جدًا، كذلك إنزيم البيبسين الذي يرتد مع الحامض إلى المريء. وتتعدد الأعراض لهذا المرض، وتختلف في ظهورها تبعًا لشدة المرض، ومنها:
• الشعور بحُرقة وحموضة في الصدر.
• أحيانًا وجود ألم في منطقة أعلى البطن وأسفل الصدر.
• أحيانًا الشعور بآلام وإلتهابات في الحلق لوصول السائل إلى إليه.
• السُعال الشديد، وبَحَة الصوت.
• في الحالات الشديدة قد يتطور الأمر إلى الشعور بالغثيان والإستفراغ.
• وأحيانًا تتشابه أعراض الارتداد المريئي مع آلام جلطات القلب.
والتشخيص عادةً يكون بإحدى الطرق التالية:
التشخيص السريري بالتعرف على الأعراض المَرَضِية الواضحة للإرتداد.
ومع بعض الحالات يستدعي التشخيص إستخدام المنظار، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب صغير لتنظير ورؤية كامل المعدة والمريء، والحصول على معلومات كاملة عن الإلتهابات الموجودة، أو وجود فتق في رأس المعدة، أو إرتخاء الصمام. ويتم المنظار بتخدير موضعي من الحلق، ولا يستغرق أكثر من 4 دقائق.
قد تتطلب بعض الحالات طرق تشخيص أخرى مثل قياس درجة الحموضة في المعدة أو قياس ضغط الدم في عنق المعدة.
متى يعتبر الارتداد المريئي مرض يستوجب العلاج؟
الإرتداد البسيط الذي يحدث على فترات زمنية متباعدة أو نتيجة لتناول أنواع معينة من المأكولات والمشروبات سهل العلاج وعادة ما يُعالج الشخص نفسه بنفسه أو بالرجوع إلى الصيدلي بوصفات طبية منتشرة في الصيدليات.
أما الإرتداد الشديد والمتكرر بشكل يومي لا تكفيه الأدوية المشهورة بين الناس، ويجب معه زيارة الطبيب لتشخيص السبب الرئيسي في الارتداد المريئي وعلاجه، وكذلك لتجنب حدوث المضاعفات المرضية الخطيرة على المدى البعيد. حيث أن إستمرار الإرتداد لساعات يوميًا مع التكرار المستمر لأسابيع وشهور طويلة قد يؤدي إلى أمراض صعبة العلاج في المستقبل. وهذا الأمر يؤكد على أهمية التشخيص المبكر للإرتداد المريئي.
ما المضاعفات الصحية الناتجة عن إستمرار الارتداد المريئي؟
قد يؤدي إستمرار الارتداد المريئي وإلتهاب المريء إلى ما يأتي:
• قُرحة المعدة.
• ضيق المريء، والذي يؤدي إلى مشكلات في البلع على المدى الطويل، ووقوف الطعام في المريء، الأمر الذي لن يتم علاجه إلا بالتدخل الجراحي بالمنظار لسحب الطعام المتراكم من المريء.
• قد يؤدي الإرتداد الشديد للحامض إلى حالة من الإختناق، لأنه يمكن أن يدخل في قنوات النَفَس.
• إستمرار الارتداد المريئي لسنوات تؤدي إلى تغيرات في بطانة المريء، هذه التغيرات تُشكل خطر الإصابة بالسرطانات في المستقبل.
ما أهم طرق علاج الارتداد المريئي؟
تشتمل البرامج العلاجية للإرتداد المريئي على مجموعة من العناصر هي:
حجر الأساس في علاج الارتداد المريئي المَرَضي هو الإلتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على الخضروات والفواكهة لأنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من حامض المعدة للهضم، وكذلك السوائل بشكل عام.
وهذا النظام الغذائي يتم الإبتعاد فيه عن أو التقليل من:
• الأغذية الغنية بالزيوت كالأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
• الحلويات مثل الشيكولاتة والكنافة والبسبوسة… إلخ، لأنها تزيد إفراز الحامض في المعدة.
• المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، لأنها تزيد من إفراز الحامض في المعدة مع تسببها في إرتخاء الصمام.
• التدخين، لأنه يُهيج المعدة ويزيد إفراز الحامض.
العلاج الدوائي:
ومنه أدوية تساعد على تقوية صمام المعدة، وأدوية أخرى تقلل إفراز الحامض في المعدة.
التدخل الجراحي:
ويتم اللجوء إليه مع حالات بسيطة جدًا تجنبًا لمضاعفاته، حيث يتم إستخدامه مع الحالات المُستعصية التي لا يُعطي الدواء معها أي نتائج، أو مع الحالات التي تشتد فيها الآثار الجانبية للأدوية عن الفائدة العلاجية منها. والتدخل الجراحي هنا يكون في صورة إرجاع جزء فتق المعدة الذي يكون فوق الحاجب الحاجز إلى أسفل الحاجب الحاجز في منطقة البطن وتحويل مساره ليستدير حول جزء من المعدة لمنع تكرار الارتداد المريئي عن طريقه.
إنقاص الوزن لمرضى السمنة.
لتخفيف الضغط على المعدة، وبالتالي تخفيف الإرتداد.
رفع مستوى الرأس عن المعدة بوضع عدة وسائد تحتها أثناء النوم:
لأنه أثناء النوم تكون المعدة في مستوى المريء، مما يؤدي إلى زيادة كمية الحامض الداخل إليه، لذا فإن أكثر حالات الإرتداد من حيث الشدة تكون ليلًا.
وتجدر الإشارة إلى أن تحسن الحالة المرضية لا يعني التوقف عن الإجراءات العلاجية السابقة، لأن الارتداد المريئي موجود بفعل إرتخاء صمام المعدة كما سبق وأن أشرنا، وطالما استمر هذا الإرتخاء لطالما زادت إمكانية عودة الإصابة بالارتداد المريئي مرة أخرى بعد العلاج منه.