يصاب الأطفال بالعديد من الأمراض بسبب قلة مناعتهم وحداثة سنهم ويصعب على الأمهات معرفة وتحديد الأسباب التي أدت بهذه الأمراض مما يؤثر على سرعة التصرف بتقديم الإسعافات اللازمة وتفادي تكرار الإصابة، وتُعد الأكزيما أحد أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً بين الأطفال.
ما هو تعريف مرض الأكزيما؟ وما هي أسبابه؟
قال “د. يامن فايز المغني” أخصائي أطفال. يعتبر مرض الأكزيما مرض شائع يصيب الأطفال في المراحل الأولى من العمر غالباً تحت السنتين،ومفهوم هذا المرض عبارة عن حكة شديدة تصيب الجلد بالإضافة إلى تهيج طبقة الجلد الرئيسية وبالتالي تؤدي إلى فقدان الكثير من السوائل والشعور بالحكة الدائمة عند الأطفال.
وتابع “المغني” لا يوجد سبب مباشر لمرض الأكزيما عند الأطفال وإنما هناك عوامل مؤثرة قد تكون جينية ومناعية أو وراثية كما أن هناك فرصة 70% من الأطفال المصاب آبائهم بالأكزيما للإصابة بهذا المرض دون ذويهم من الأطفال الغير مصاب آباؤهم بهذا المرض الجلدي.
كيف يمكن التفريق بين الأكزيما وبين حساسية الجلد الأخرى؟
هناك أمراض جلدية قد يحدث بينها وبين الأكزيما لبس والتي تصيب الأطفال بشكل مبكر، لذلك وجب التنويه إلى أن الأكزيما مرض غير معدي يصيب الأطفال في مراحلهم العمرية الأولى حيث مرحلة الفطام حين تبدأ الأم بإدخال بعض الأطعمة لطفلها ومن ثم يتحسس منها.
تختلف الأكزيما عن التهاب الجلد أو أي مرض وراثي آخر يصيب الجلد ومن ثم يتم التفريق بينه وبين الأكزيما عن طريق معرفة التاريخ العائلي للطفل المصاب ومن ثم ننصح الأم بكيفية التصرف في هذه الحالة.
وأردف الدكتور “فايز المغني” لا يوجد فحص مباشر لإثبات وجود الأكزيما وإنما يعتمد على التاريخ العائلي والوراثي بالإضافة إلى وجود المرض وتسلسله كما أن وجود الحكة يعتبر سبب رئيسي لتشخيص المرض بجانب وجود بعض الفحوصات التي قد تساعد في تشخيصه مثل بعض الفحوصات الدموية وبعض الفحوصات الجلدية عن طريق حقن بعض المواد المثيرة للحساسية في جلد الطفل ومن ثم تعطينا النتيجة من 10 إلى 15 دقيقة للأطعمة التي قد تكون مسبب رئيسي لحساسية الطفل.
كيف يمكن الوقاية من حالات الأكزيما عند الأطفال؟
يُنصح للأمهات بالذهاب إلى طبيب الجلدية أو الأطفال لتقييم وتشخيص حالة طفلها حتى لا نضطر إلى استعمال بعض أنواع المستحضرات الطبية في العلاج بشكل خاطئ مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة عند الطفل ونكون في غنى عن ذلك.
إلى جانب ذلك، هناك بعض المستحضرات كالصابون وفقعات الاستحمام والشامبو الذي يحتوي على بعض المواد التي قد تكون مثيرة للجد وللحساسية عند الكثير من الأطفال، لذلك يُنصح بتجنب مثل هذه المواد كما أننا ننصح باستعمال المواد الطبيعية للجلد الخالية من الزيوت المصنعة التي غالباً ما تكون أقل حساسية على جلد الطفل بالإضافة إلى أهمية استعمال المواد القطنية بدلاً من المواد المصنعة كالبوليستر أو النسيج الصوفي الذي يزيد من تفاقم الحساسية عند الأطفال.
هل يمكن لفحوصات الحمل كشف مدى تأثير الأكزيما على الطفل؟
يمكننا القول أنه بإمكاننا التعرف على مدى تأثير الأكزيما على الجنين من خلال فحوصات الحمل ولكن على الجانب الآخر يجدر علينا الإشارة إلى أن الأكزيما لا يعتبر مرض مزمن مثل التلاسيميا على سبيل المثال والذي يحتاج إلى نقل دم، لذلك يجب طمأنة الآباء أنه في مرحلة البلوغ وعند عمر معين قد يكون 15 سنة قد تختفي أعراض الأكزيما.
وأضاف “المغني” تعتمد أماكن انتشار مرض الأكزيما في الجسم على عمر الطفل نفسه حيث أن الأطفال حديثي الولادة تحت عمر السنة غالباً ما يصابون في الوجه ومنطقة فروة الرأس بعد ذلك يمكن لهذ المرض أن يظهر في الكوع والركبتين والجهة المقابلة لثني الركبة أو الكوع.
طرق علاج الأكزيما عند الأطفال
كما نعرف جميعاً فإن الوقاية خير من العلاج، لذلك فإننا في جميع الحالات ننصح الآباء باستعمال الكريمات المرطبة لجلد الطفل كما يجب الحفاظ على رطوبة الجلد بشكل دائم مع تجنب التعرض لأشعة الشمس والجفاف وبالتالي ننصح بالكريم المرطب أكثر من مرة في اليوم الواحد.
على الجانب الآخر، عند التعرض للأكزيما الشديدة المصاحبة للتقشر والنزيف قد نضطر لاستخدام بعض أنواع الكورتيزون بحيث تهدئ وتطلف من أعراض الأكزيما ومن ثم سيكون الطفل قادر على التعامل والعيش بصورة طبيعية دون أن يشعر بالحكة التي تؤثر عليه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض العلاجات الحديثة للأكزيما عن طريق الأشعة فوق البنفسجية وهناك دراسات حديثة على هذه الأشعة التي أثبتت فعاليتها عند الأطفال.
وأخيراً، هناك بعض الممارسات التي تزيد من شدة الأكزيما عند الأطفال أهمها هو بعض الأطعمة كالبيض والحليب بشكل خاص وزيت الصويا وبعض الأطعمة الأخرى المسببة للحساسية كالمكسرات بالإضافة إلى زيادة مرات حكة الجلد، لذلك يُنصح بتقليم أظافر الطفل لمنع الحكة وهرش الجلد بشكل عنيف مما يؤدي إلى التهابات بكتيرية في الجلد.