هي أسباب احتقان الانف عند الأطفال
تقول أخصائية طب الأسرة واستشارية الرضاعة الطبيعية الدكتورة “أمة الملك إسحاق”: أن احتقان الأنف هي مشكلة شائعة بين الأطفال خاصةً في الفترات الأولى من عمر الطفل، ولها العديد من الأسباب، والتي من أهمها:
- الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية: وتعتبر الفيروسات هي أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث احتقان الأنف؛ حيث تتسبب هذه للفيروسات في احتقان الشعيرات الدموية، وهذا الاحتقان قد يؤدي إلى انتفاخ الغشاء المخاطي وتضييق ممر القناة الأنفية، ذلك بالإضافة إلى زيادة الإفرازات المخاطية والتي تكون أكثر سماكة، وبالتالي تسبب هذه الكتلة المخاطية انسداد الأنف وصعوبة التنفس.
وبشكل عام يكون التنفس لدى الرضع أي في أول ستة أشهر من عمر الطفل من الأنف فقط، وبالتالي فإنه عند انسداد الأنف يكون هناك انزعاجاً شديداً لدى الطفل فيكون النوم غير منتظم، أو قد يرفض الرضيع النوم أو الرضاعة، مما يؤثر على الأم بشكل سلبي جداً.
- الإصابة ببعض أمراض الحساسية: وغالباً ما تكون هذه الأمراض وراثية، ومن بينها الربو، التحسس الجلدي “الأكزيما”، حساسية الجيوب الأنفية.
وتزيد هذه الأمراض من الإفرازات المخاطية في الأنف، وكذلك تزيد من احتقان الغشاء المخاطي، وغالباً ما تحدث هذه الحساسية كنتيجة للتعرض لروائح شديدة، أو أبخرة، أو دخان، وكذلك قد تكون الحساسية موسمية فتظهر عند تغير درجات الحرارة والرطوبة، كما وتكون هذه الأمراض أكثر ظهوراً بعد عمر السنتين.
الأطفال الأكثر عرضة لاحتقان الأنف
من الجدير بالذكر أن مرحلة الرضاعة من عمر الطفل أو السنة الأولى من عمر الطفل بمعنى آخر يكون الاحتقان شديد ومتكرر؛ حيث قد تصل عدد مرات إصابة الطفل بالاحتقان إلى ٤-١٠ مرات سنوياً، وفي عمر ٢-٣ سنوات يقل عدد مرات إصابة الطفل باحتقان الأنف أو نزلات البرد عموماً لتصل إلى ٤-٨ مرات سنوياً، وتقل عامة فرصة إصابة الطفل بالاحتقان مع التقدم في العمر، وهناك بعض الأشخاص قد يكون لديهم فرص أكبر بالإصابة باحتقان الأنف، وهؤلاء الأطفال هم:
- الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية.
- الأطفال الذين يتم رعايتهم من خلال بعض الحضانات؛ حيث ثُبت علمياً أن الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانة تكون لديهم فرصة للإصابة أكثر بثلاث مرات من الأطفال الذين تتم رعايتهم في المنزل، وذلك على الرغم من أن هؤلاء الأطفال الأكثر عرضة تقل فرصة إصابتهم بالعديد من الأمراض في عمر المدرسة؛ حيث يكون جهازهم المناعي أقوى بشكل أفضل.
علاج احتقان الانف عند الأطفال
تشير الدكتورة “أمة” أنه عادة الأطفال الأقل من ستة سنوات ينصحون فقط باستخدام بخاخ الأنف، أو باستخدام المحاليل المائية الملحية، ذلك بالإضافة إلى الشفاط الذي يكثر استخدامه من قبل العديد من الأمهات، وأشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن استخدام بعض الأدوية المنتشرة في الصيدليات للأطفال الأقل من سنتين بشكل خاص قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة للطفل والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة.
- المحلول الملحي على هيئة بخاخ: ويفضل استخدام هذا النوع مع الطفل كبير السن نوعاً ما في عمر السنة إلى عمر السنتين؛ حيث أنه قد يتسبب في إصابة الطفل ببعض الجروح في القناة الأنفية.
- المحلول الملحي على هيئة قطرات: ويمكن استخدام هذه القطرات مع الرضع الأقل من عمر السنة، ويفضل رج العبوة قبل الاستخدام، ويُعطى الطفل ٢-٣ قطرات في كل فتحة أنف، وننتظر دقائق لترطيب القناة الأنفية، وبعد ذلك نستخدم الشفاط.
ويمكن استخدام هذه الطريقة قبل كل رضعة، وقبل النوم، أي بمعدل ٨-٩ مرات يومياً، ونتجنب استخدام هذا المحلول الملحي بعد الرضاعة؛ حيث قد يصل الطعم المالح إلى فم الرضيع، والذي قد يسبب حدوث القيء في بعض الأحيان.
ويمكن أن ينام الطفل بطريقة مائلة خلال فترة المعاناة من احتقان الأنف؛ حيث يساعد ذلك في بلع الإفرازات وعدم وصولها إلى مجرى التنفس، ويفضل إذا وضعت الأم طفلها الرضيع على بطنه أن تكون بجانبه قدر الإمكان حتى لا يحدث موت مفاجئ للطفل.
وتؤكد الدكتورة “إسحاق” على أهمية عدم استخدام هذه البخاخات التي تحتوي على مادة دوائية لا تستخدم لأكثر من ثلاثة أيام؛ حيث أنه قد يتسبب ذلك في زيادة الاحتقان، كما أنه لا يفضل استخدام هذه الأدوية بشكل عام مع الاطفال الأقل من ستة سنوات.
مع أهمية تركيز الأمهات على ارضاع الأطفال طبيعياً؛ حيث ات الرضاعة الطبيعية لها دورها في تقليل فرصة إصابة الأطفال بالالتهابات، أو بالاحتقان واستمراره، كما تعمل هذه الرضاعة الطبيعية على تغذية الطفل بالبروتينات المناعية المهمة لتقليل فرصة إصابة الطفل بالأمراض، ذلك بالإضافة إلى تقليل هذه الرضاعة من الاحتقان وحدته.
وتعرّف هنا على أعراض المغص عند الرضع وعلاجه