تزداد في فترة الصيف أمراض العيون وخاصة إلتهاب الملتحمة في العين ونلاحظ زيادة الشكاوى في إحمرار العين والشعور بالحكة والحرقة بالعين.
ما هو إلتهاب الملتحمة العينية؟
هو عبارة عن إلتهاب في الغشاء المغطي للعين من الخارج، بياض العين تغطيه الغشاء الشفاف وهو الملتحمة والذي يبطن الأجفان أيضا وبالتالي هو خط الدفاع الأول للعين من ناحية الإلتهابات وهو أول طبقة تتلقى العوامل الجوية الخارجية من حرارة وجفاف وبالتالي هي التي تتأثر بأي تغيرات جوية.
ما هي أكثر أمراض الملتحمة شيوعا في فترة الصيف؟
قال “د. حمدى برهان تكريتي” إختصاصي أمراض العين وجراحتها وأمراض الشبكية والجسم الزجاجي. من أكثر الأمراض المنتشرة هو جفاف العين أو إلتهاب الملتحمة العينية الجفافي مع إلتهاب حواف الأجفان، نتيجة الجفاف نفسه.
وقد يصاب الفرد بإلتهاب ملتحمة جرثومي وهو عبارة عن إفرازات يجدها المريض صباحا وعادة ما تكون مصفرة ويصاحبها إلتصاق بالرموش وحرقة شديدة في الصباح وأحيانا الشعور بجسم أجنبي في العين وهي من أكثر الأمور التي تنتشر في فترة الصيف خصوصا مع كثرة إستخدام حمامات السباحة والخروج في الحرارة العالية. بالإضافة إلى إلتهاب الملتحمة التحسسية.
وإلتهاب حواف الجفون الذي يصاب به أصحاب البشرة الدهنية نتيجة وجود غدد دهنية لديهم تزيد من لزوجة الدموع وبهذه الحالة المرضية نجد لزوجة الدموع أقل وبالتالي إحتباسها في العين و زيادة سيولة الدمع في العين وسهولة تبخره بسبب الحرارة والهواء وهو ما يعرض العين لشعور بعدم الإرتياح وخوف من الخروج في الهواء.
أما العدسات اللاصقة مع هذا الجو الحار والغبار، فيجب عدم إرتدائها إلا عند وجود طبقة دمع كافية لدى الفرد وإذا كان يعاني من الجفاف لا يجب عليه إستعمالها وإذا إضطر إلى ذلك لابد من إستخدامها مع دموع صناعية بشكل متكرر ويجب أن تكون خالية من المواد الحافظة التي قد تسيء إلى العدسة والعين.
ما هي أسباب تطور هذا المرض وحدوثه؟
إلتهابات الملتحمة تزيد مع جفاف العين فوجود الجلوبيولينات المناعية globulins مثل IgA وهي تكون موجودة في طبقة الدمع فعند حدوث جفاف به تكون هذه الأجسام المناعية غير قادرة على القيام بوظيفتها وحماية العين.
والأمر الثاني هو تعرض طبقة القرنية أو الشبكية epithelium إلى التخريش وبالتالي سهولة وصول الإلتهابات إلى العين وهنا ننصح الأشخاص في الدول التي تعاني من حرارة الجو والرطوبة بالحفاظ على رطوبة العين لحمايتها من الإلتهابات.
كانت المضادات الحيوية التي تستخدم في الإلتهابات الجرثومية لا تغطي طيف واسع من الجراثيم وحاليا أصبحت أفضل فلا يجب إستعمالها بشكل متكرر ولقد ظهرت القطرات التي يمكن إستخدامها لمرة واحدة وهي ما تعرف ب single dose.
ما هي أنواع إلتهاب الملتحمة؟
هناك نوعان من إلتهابات ملتحمة العين : إلتهابات جرثومية وإلتهابات فيروسية.
أهم الأعراض في إلتهاب الملتحمة الفيروسية هو إدماع شديد في العين وخوف من الضوء ويصاحبه تشوش رؤية إذا صاحبه إلتهاب قرنية العين.
أما بالنسبة للجرثومية فيشعر الفرد بوجود إفرازات والشعور بجسم أجنبي داخل العين.
وتابع الدكتور حديثه عن علاج كلا النوعين وأن علاج النوع الفيروسي هو الأصعب نتيجة عدم وجود أدوية متخصصة لها فنستخدم مضادات إلتهابات عامة وهناك أنواع معينة من الفيروسات يمكن توافر مراهم لها.
على عكس الجرثومية هي أكثر تغطية بقطرات المضادات الحيوية التي تعالج طيف واسع من البكتيريا.
هل ينتقل هذا المرض من شخص لآخر؟
الإلتهابات الجفافية المناعية والإلتهابات التحسسية التي تصيب العين هي غير معدية أما الإلتهابات الفيروسية تكون معدية خصوصا في فترة حضانة الفيروس وعادة ما تصاحب نزلات إلتهاب اللوز وإلتهاب الغدد الليمفاوية وعادة ما تكون معدية خلال أول إسبوع أما الإلتهابات الجرثومية فهي معدية طالما هناك إفرازات موجودة بالعين.
ما هي طرق إنتقال العدوى في أمراض العيون؟
عادة ما تنتقل العدوى في العائلة نفسها نتيجة إستخدام المناشف أو النوم على نفس الوسائد التي ينام عليها المصاب فيجب تنبيه المريض لغسيل اليدين بعد وضع القطرات أو لمس العينين وإستخدتم الأدوات الشخصية فلا يستخدمها سوى صاحبها أما في حالات الإلتهابات الجرثومية ننصح بوضع قطرات العين في العينين لأنه الإلتهاب قد ينتقل من عين لأخرى.
ما هي الاختلافات بين أنواع الإلتهابات؟
في معظم الأحيان لا يستطيع المريض تحديد نوع الإلتهاب بنفسه ولكن هناك بعض العلامات البارزة التي تختلف حسب نوع الإلتهاب، فمثلا:
• إلتهاب الملتحمة التحسسي: يصاحبه شعور بحكة شديدة بالعين، إنتفاخ وإحمرار الجفون.
• إلتهاب الملتحمة الجرثومي: يصاحبه إفرازات قيحية مخاطية.
• إلتهاب الملتحمة الفيروسي: يصاحبه إدماع شديد وإحمرار.
• إلتهاب الملتحمة الجرثومي: يصاحبه إفرازات مخاطية كثيرة ومتكررة خلال اليوم.
وعادة ما يستطيع المريض التمييز بينها.
ما هي الإجراءات الوقائية لتجنب إلتهابات العين في الصيف؟
إذا كان المريض يعاني من إلتهابات موسمية يمكنه إستخدام قطرات وقائية في فصل الربيع والصيف ويمكن إستخدامها ثلاث مرات يوميا لمدة شهر.
ويجب إبعاد الشخص الذي يصاب الإلتهابات الموسمية عن النباتات والوبريات مثل الصوف ويجب الاهتمام بالأطفال من خلال الإهتمام بنظافة اليدين حتى إذا لمسوا العينين لا يزيد الإلتهاب، ايضا التوجه إلى حمامات سباحة بعد التأكد من نظافتها.
وبالنسبة لمرضى إلتهاب حواف الجفون المزمن والذي يتأثر بالحرارة العالية عليه بإستخدام قطرات العيون التي تحافظ على العين من الحرارة.