“مرض إلتهاب القولون هو مرض يُصيب البطانة الخاصة بالأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلى التعرض للإصابة بالعديد من الإلتهابات والتقرحات، والتي تظهر آلامها واضحة على المصاب”.
ما هو القولون؟ وما هي أمراضه؟
قال “د. محمد خير العجة” أختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد” القولون هو الجزء الأخرير من الأنبوب الهضمي، حيث يبدأ الأنبوب الهضمي بالفم ثم المريء ثم المعدة ثم الأمعاء الدقيقة التي يحدث فيها إمتصاص العناصر الغذائية، والقولون هو الجزء الأخير من الأمعاء بشكل عام.
ووظيفة القولون هي جمع الفضلات الناتجة من عملية الهضم لتكثيفها وتجميعها بالمستقيم ليسهل خروجها عبر عملية التبرز.
والقولون يأخذ مساحة كبيرة من التجويف البطني، الأمر الذي يؤدي إلى تعدد الأعراض الناتجة عن أي خلل وظيفي أو عضوي بالقولون.
ما هي أسباب إلتهاب القولون؟
يجب بدايةً التفريق بين الإصابة الإلتهابية العضوية بالغشاء المخاطي بجدار القولون وبين تشنج القولون.
وتشنج القولون هو الشائع بين الناس ويُعرف باسم القولون العصبي أو متلازمة القولون المتهيج، وتشنج القولون مختلف تمامًا عن إلتهاب القولون المزمن والذي يكون عبارة عن إصابة الغشاء المخاطي للأمعاء بشكل عام والقولون بشكل خاص، وإصابة الغشاء المخاطي تعني وجود تقرحات ظاهرة على جدار الأمعاء أو القولون، وهي إصابة مزمنة لأنه مرض سيستمر لفترة طويلة مع المريض.
وإلتهاب جدار القولون ينقسم إلى إلتهاب القولون التقرحي، أي وجود تقرحات على مسار القولون، والقسم الآخر هو داء كرون وهو مرض مزعج ومزمن أيضًا، وداء كرون التقرحي نادر الحدوث بين الناس، إلا أن ما استُجد من إحصائيات أثبت إزدياد إنتشارة بين البشر تبعًا لإختلاف طبيعة الحياة وطبيعة الغذاء والنوم والأدوية.
هل يعتبر مرض القولون العصبي من الأمراض الوراثية أم أنه مكتسب؟
إلتهابات القولون أو إلتهابات الأمعاء المزمنة بشكل عام يدخل العامل الوراثي كلاعب أساسي في الإصابة بها، غلى جانب الأسباب الأخرى المكتسبة كالأسباب البيئية والدوائية والغذائية، وكذلك الأسباب المتعلقة بالنمط الحياتي والممارسات الغير صحية. وغالبًا ما يستلزم لهذه الأسباب وجود بيئة وراثية تسمح لها بالتأثير في الإصابة بالإلتهابات.
أما داء القولون العصبي (تشنج القولون) فلا يلزم وجود عامل وراثي للإصابة به.
وللوقوف أكثر على معنى القولون العصبي نُعرفه بأنه إختلال وعدم إنتظام حركة القولون وليس إلتهاب بجداره، وهذا الخلل الوظيفي لحركة القولون ينتج عن أسباب عدة تتمحور كلها غالبًا حول الغذاء، وتلعب الحالة المزاجية والعصبية دور في تحفيز وإستفزاز هيجان القولون فور تعرضه إلى المثير الغذائي.
ما هي أبرز الأغذية التي تؤدي إلى مشكلات صحية في القولون؟
تتعدد الأغذية المسببة لهيجان القولون من ناحية، والمؤدية إلى إلتهابه عضويًا من ناحية أخرى، ونذكر بعضها في الآتي:
• كثرة تناول اللحوم وخاصة الحمراء.
• تناول الوجبات السريعة.
• تناول الوجبات المقلية، مع زيادة الزيوت المهدرجة.
• قلة تناول الخضروات والفاكهة.
• قلة شرب الماء والسوائل.
ومن المسببات أيضًا قلة وجود البكتيريا النافعة في الأنبوب الهضمي، وغلبة البكتيريا الضارة عليها، لذا تتجه الأبحاث حاليًا إلى التوصية بعدم تناول الأطعمة المعقمة كليًا حتى لا يفقد الإنسان مصدر حصوله على البكتيريا النافعة التي يحتاجها.
ما هي المضاعفات الصحية لإلتهاب القولون؟
المضاعفات الصحية التي تنتج عن الإلتهابات المزمنة حال إهمال علاجها هي إمكانية كبر حجم الخُراجات الصغيرة (التجمعات القيحية) لتكون خُراج واحد كبير بالبطن، ويمكن أن تتجمع الخُرجات الصغيرة مع بعضها البعض بما يؤدي إلى غلق القولون وإنسداده وتليفه بما يستلزم إستئصاله، ويمكن أن تمتد هذه التجمعات القيحية إلى الداخل وتنتج ثقوب بالأمعاء نفسها وهو مرض مميت لإمكانية دخول الفضلات إلى جوف البطن بما يسبب التسمم.
ونضيف إلى كا ما سبق من مخاطر أن الإلتهابات التقرحية بالقولون تزيد من نسبة حدوث التسرطن بالجهاز الهضمي. بكل ذلك تظهر أهمية علاج هذه الإلتهابات والسيطرة علها قبل تفاقمها إلى مضاعفات صحية أكبر.
كيف يتم تشخيص أمراض القولون؟
أهم أعراض مرض القولون هي بالنسبة لإلتهابات القولون التقرحية:
• الآلام البطنية المتكررة على صورة مغص.
• الإسهال المتكرر المزمن، فمريض إلتهاب الأمعاء المزمنة يضطر إلى دخول المرحاض لأكثر من 20 مرة في اليوم.
• النزف الشرجي، أي خروج الدم مع البراز أو خروجه منفردًا.
• والإنتفاخ المزمن عند تناول أي صنف غذائي.
أما بالنسبة لتشنج القولون فيكون الإمساك الشديد هو أحد أهم أعراضه، إلى جانب الإنتفاخ مع أنواع معينة من الأطعمة.
هل ترتبط أمراض القولون بفئة عمرية معينة؟
تظهر أعراض أمراض القولون سواء الإلتهابية أو التشنجية في أية مرحلة عمرية. وبالنسبة لمن لا يعانون من أية أعراض هضمية متكررة يفضل مع عمر الـ 45 عمل فحوصات دورية لكل الأنبوب الهضمي ومن ضمنه القولون للكشف عن أية مشكلات فيه وخاصة المشكلات الإلتهابية.
ما أهم البرامج العلاجية لإلتهابات القولون؟
داء القولون التقرحي أو داء كرون التقرحي عبارة عن إصابة مناعية، حيث أن الجزء الأساسي منها عبارة عن أمراض المناعة الذاتية، لذلك يتم تخفيف الهجمة المناعية وخاصةً عند الإصابة الحادة والشديدة، ويكون العلاج هنا عبارة عن مثبطات المناعة ومضادات الإلتهاب مع محاولة تجنب وصف المضادات الحيوية لمنع فقدان البكتيريا النافعة، حيث أن جزء مهم من العلاج الدوائي هو زيادة البكتيريا المفيدة في الأنبوب الهضمي عن طريق الأدوية والغذاء.
وأهم الأغذية المفيدة في هذا الجانب الحليب الطبيعي والصويا والكُركم حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن ملعقة كبيرة من الكُركم يوميًا كافية للشفاء من حالات إلتهاب القولون التقرحي الخفيف.
ومع بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى وصف العلاجات البيولوجية لتثبيط المناعة كليًا، لحماية الغشاء المخاطي للقولون من التآكل. وتعتبر الخطط العلاجية لإلتهاب القولون خطط طويلة المدى الزمني، ومتنوعة الأصناف الدوائية.