ما هي أسباب إلتهاب الجفون؟
أشار “د. علي” إلى أنه يمكن تقسيم إلتهاب الجفون إلى ثلاثة أقسام بحسب الأسباب المؤدية إلى الإلتهاب:
إلتهاب الجفن الدهني: حيث يعاني المريض من إلتهاب الجلد الدائم بسبب بشرته الدهنية البيضاء. وهو نوع من إلتهاب الجفون الأقل شيوعًا وإنتشارًا.
إلتهاب الجفن الميكروبي: حيث تتراكم على الجفن مجموعة من الميكروبات، وأهم هذه الميكروبات المسببة للإلتهاب تلك الميكروبات المعروفة باسم العنقوديات.
إلتهاب الجفن الناتج عن خلل وظيفة مايبومين (MGD): وهو الإلتهاب الأكثر شيوعًا والأكثر مشاهدة في العيادات الطبية للعيون، وهو يمثل 99% من المقصود المباشر لمصطلح إلتهاب الجفون، وهو وارد الحدوث في الجفن العلوي أو السفلي.
ما هو إلتهاب الجفون؟
قال “د. علي شكر” استشاري وجراح القرنية. العين هي النافذة التي نطل منها على العالم المحيط بنا، وهي التي تؤمّن لنا حاسة البصر، وهي تعتبر من أهم الحواس عند الإنسان.
ويُحيط بالعين الجفن العلوي والجفن السفلي، وعلى حافة الجفنين توجد الأهداب، والأهداب العلوية يتضاعف عددها بالنسبة للأهداب السفلية.
“على حواف الجفون هناك 20 إلى 30 غُدة تقوم بإفراز الدهون، وإلتهاب جفن العين هو مرض يصيب الغُُدد المُفرِزة للدهون”.
وتتأكد فاعلية وأهمية الأجفان في فرش الغشاء الدمعي على سطح العين، وهي وسيلة حماية لمنع جفاف العين ولوقاية العين من دخول الأجسام الغريبة والجراثيم إلى داخلها. ويتحرك الجفن العلوي بما يقارب العشرة آلاف حركة خلال الأربعة وعشرين ساعة، وهذه الحركة (أو كما تُعرف باسم الرَفَّة) هدفها الأساسي هو ترطيب العين.
وتوجد بالأجفان العلوية والسفلية العديد من الغدد، وأهمها غدد مايبومين، وهي غدد مسئولة عن إفراز مادة دهنية، هذه المادة الدهنية هي جزء من الغشاء الدمعي المُغلف للعين. وعند رؤية القطرة الدمعية بعدسة المجهر المبكرة يتضح لنا أنها تتألف من ثلاثة أقسام هي:
القسم الخارجي: وهو مادة دهنية تفرزها غدة مايبومين.
القسم الوسط: وهو مائي.
القسم الداخلي: وهو الذي يغلف قرنية العين، وهو عبارة عن مادة مخاطية.
من التقسيم السابق يتضح لنا دور المحوري لغدد مايبومين، كما يتضح لنا وجودها في الأجفان العلوية والسفلية، وتشريحيًا تتواجد فوهة الغدة على حافة الجفن أي قريبة من جذور الأهداب. وأي خلل في فوهة غدد مايبومين تؤدي إلى وجود المشكلات الصحية التي تُعرف طبيًا باسم إلتهاب الجفن.
ما أبرز الأعراض الصحية لإلتهاب الجفون؟
تختلف الأعراض الظاهرة على المريض باختلاف درجة شدة إلتهاب الجفون الذي يقسم بدوره إلى بسيط ومتوسط وشديد، ويمكننا القول أن أشهر الأعراض الظاهرة التي تنتج بتطور درجات شدة إلتهاب الجفون الثلاثة هي على الترتيب:
ظهور إحمرار وتورم على حافة الجسم.
الشعور بالحكة والتعب أثناء القراءة وأثناء مشاهدة التلفاز.
الإنزعاج الشديد للعين من الضوء، مع غزارة تَدَمُعِها.
إحمرار بياض العين.
ظهور قشور صغيرة على حافة الجفن تُعرف طبيًا باسم (كراست)، وتبدأ في الظهور البسيط إلى أن تصل لمراحل من التقرحات بحافة الجفن.
عند إنغلاق فوهة غدة مايبومين بفعل إلتهاب الجفون قد تتكون أكياس دهنية تُعرف طبيًا باسم (تشالزيوم)، هذه الأكياس عند معالجتها مبكرًا فور ظهورها ستختفي، أما إهمالها قد يتطلب التدخل الجراحي لإزالتها، إلى جانب الحك الشديد والمستمر للعين مع وجودها قد يسبب مشكلات في النظر وقرنية العين.
مع درجات الإلتهاب الشديدة قد تؤدي التقرحات إلى سقوط عدد من الأهداب، وعند إستعادة نموها بعد ثلاثة شهور من العلاج – هي طويلة المدى الزمني للنمو، وليست كشعر الرأس – قد تنمو بصورة غير طبيعية، فبدلًا من نموها إلى الخارج قد تنمو إلى الداخل مما يُؤذي العين.
إلتهاب الجفون لا يسبب تشوش الرؤية أو إنخفاضها عادةً، إلا أن عدم راحة الجفن وألمه قد ينتج عنهما الإرهاق والضغط على العين للتمكن من الرؤية.
إهمال علاج إلتهابات الأجفان مع التعرض الكثيف للشمس قد يُؤسس لتطور المرض وظهور أورام سرطانية على الجفن، لكن يتطلب هذا التطور مدى زمني طويل جدًا، لا يُتصور قدرة المريض على إحتمال آلام الإلتهاب خلاله وقدرته على إهمال العلاج.
هل ترتبط الإصابة بإلتهابات جفن العين بشريحة عمرية محددة؟
أكد “د. علي” على أنه لا توجد شريحة عمرية محددة للإصابة بإلتهاب الجفن، ويمكننا القول بأن أكثر الأشخاص عُرضة للإصابة به أولئك الذين يتعرضون للغبار وأشعة الشمس بشكل مستمر وكثيف، والسيدات اللاتي يستعملن المستحضرات والمساحيق التجميلية للوجه بصفة مستمرة، مع عدم إزالتها بالكامل في نهاية اليوم.
إلتهاب الجفون بالفعل مرض مزمن، إلا أنه سهل العلاج بإتباع الإرشادات والنصائح الطبية، مع الإلتزام بالبرامج العلاجية الدوائية وعدم إستعمال الوصفات والخلطات الشعبية.
كيف يمكن تخفيف أعراض إلتهاب الجفون؟
لتخفيف أعراض الإلتهاب بالجفن لابد من دمج إشتراطات الوقاية مع الأدوية العلاجية في برنامج علاجي متكامل. فالأدوية العلاجية أو الجراحات هدفها الأساسي منع ظهور أعراض أخرى، وهي بالبديهة تأخذ فترات زمنية قصيرة، أما إتباع إشتراطات الوقاية من ظهور الأعراض هي التي تحتاج إلى إستمرارية ومداومة لفترات زمنية طويلة.
ويمكن تحديد بعض الإشتراطات الصحية للوقاية من أعراض إلتهاب الجفن في الآتي:
وضع النظارات الشمسية على العين خارج المنزل.
تنظيف حافة الجفن صباحًا وبشكل يومي، ويتم هذا التنظيف بطرق بسيطة ومنزلية كما يلي:
ربع كوب من الماء الفاتر.
إضافة ثلاثة نقاط من شامبو الأطفال إلى الماء.
غسل الوجه جيدًا بهذا الماء بعد إضافة الشامبو إليه.
تبليل أعواد القطن بالماء، ثم تحريك هذه الأعواد على حافة الجفن ببطء لليمين واليسار، ويمكن أن يتم هذا الإجراء أمام المرآة لتسهيل عملية التنظيف وعدم إصابة العين.
وضع ضمادات الماء الدافئة على العين لمدة عشرة دقائق يوميًا.
عمليًا لا تتأثر الأقسام الداخلية للعين سلبيًا بإلتهاب الجفن. حيث لا يتعدى تأثير إلتهاب الجفن حافة الجفن الخارجية، لكن إذا صاحب الإلتهاب تكون الأكياس الدهنية فهذا سيسبب تشوش الرؤية وخلل بالقرنية أو إلتهابها.
ما المدى الزمني لصلاحية قطرات العين بعد فتحها؟
واقعيًا يوجد بالأسواق شكلان تسويقيان لقطرات العين، الشكل الأول هو زجاجات القطرات كبيرة الحجم، وهذه لا تتعدى صلاحيتها أكثر من 20 يوم بعد فتحها – وكذلك الحال للمراهم -، والشكل التسويقي الثاني هو قطرات العين المباعة في أمبولات صغيرة تستعمل لمرة واحدة، وهذه تختلف صلاحيتها باختلاف تاريخ الصلاحية المدون على العلبة الخارجية، فهي بالأساس أنبولات مغلقة ولن تفتح إلا عند الإستعمال فقط.
هل يتسبب إلتهاب الجفون في جفاف العين؟
كما أشرنا من قبل يعتبر الجزء الخارجي من الدموع مادة دهنية مُفرزة من غدد مايبومين، وبالتالي أي خلل في هذه الغدد وإفرازاتها يسبب جفاف العين. مما يتوجب المعالجة الصحيحة لإلتهابات الأجفان لعدم الوصول لمرحلة جفاف العين.
صحيًا تعتبر البشرة السليمة من الجسم السليم، وعليه يؤدي النظام الغذائي الصحي إلى الحصول على بشرة سليمة طبيعية التعرق وخروج الدهون المخزنة بالجسم، ومن ثَم سلامة الأجفان من التكتلات الدهنية.
كيف يتمتع الإنسان بفصل الربيع دون التعرض لإلتهابات الأجفان؟
أردف “د. علي” إذا ما تيقن الإنسان من إصابته بالحساسية – أي كان نوعها – مثل حساسية الصدر أو الجلد أو العينين، عليه تجنب كل المؤثرات والمحفزات لهذه الحساسية، ويمكن إستشارة الطبيب تبعًا للمنطقة الجسدية التي تظهر فيها أعراض الحساسية – قبل فصل الربيع لوصف الأدوية الخاصة بتثبيط أعراض الحساسية، وكذلك شرح الإحتياطات الصحية لتفاديها.
وبالنسبة لحساسية العين يمكن للطبيب وصف نوع من قطرات العين للإستعمال صباحًا ومساءًا مثل قطرة أونتيهيستامين. وأهم الإحتياطات الصحية لمريض حساسية العين في الربيع هي:
عدم فرك العين باليد، لأن فرك العين الغير إرادي والمستمر قد يسبب تقوس القرنية ومشكلات صحية أخرى.
تجنب تلوث العين بالميكروبات.
تجنب التعرض للشمس والغبار.
هل يمكن إعتبار مرض إلتهاب الجفون من الأمراض المُعدية؟
الإلتهاب الناتج من خلل وظيفي بغدد مايبومين الموجودة على الأجفان لا يسبب العدوى، لكن في حالة وجود قشور تقرحية على الجفن فيمكن أن ينتقل الإلتهاب إلى العين الأخرى أو إلى شخص آخر عند التشارك في إستعمال منشفة واحدة.
متى يتم اللجوء للتدخل الجراحي لعلاج إلتهاب الجفن؟
يتمحور البرنامج العلاجي حول التدخل الجراحي عند ظهور الأكياس الدهنية بالأجفان، مع عدم قابليتها للزوال بالعلاج الدوائي التقليدي، فيكون الخيار الأخير والوحيد هو الخضوع لإجراء عملية جراحية لإزالتها.
والتدخل الجراحي لإزالة الأكياس الدهنية من الأجفان بسيط وقصير وقت التنفيذ ويتم بمخدر موضعي للجفن فقط، حيث يُقلب الجفن ويتم تفريغ الكيس الدهني وإزالته. والهدف المباشر للتدخل الجراحي هنا هو إستعادة الشكل الجمالي للجفن والعين، وكذلك تجنب حدوث الخلل الوظيفي للجفن وطريقته في الحركة.
ولتجنب عودة تجمع الأكياس مرة أخرى بعد إزالتها بالجراحة يجب إتباع طرق الوقاية التي تمت ذكرها سابقًا، مع الإلتزام بالبرنامج الدوائي الموصوف من قِبل الطبيب.
ما هو التأثير الصحي للخلطات الشعبية العُشبية المشهورة بين الناس على العين؟
النصيحة الأهم لكل مرضى العيون هي تجنب تجربة إستعمال أية وصفات أو خلطات من شأنها الوصول إلى داخل العين مهما كانت المادة الطبيعية التي تتضمنها الوصفة الشعبية، وذلك لتجنب الخسارة الدائمة للعين وحاسة البصر الضرورية للإنسان.
لا يُمنع من إستعمال المسكرة على جفن العين للسيدات، بشرط أن تتم إزالتها في آخر النهار تمامًا وتنظيف الجفن منها جيدًا، وبشرط عدم دخول نثرات صغيرة منها إلى العين.
إلى أي مدى يضر فرك العين باليد بصحة العين؟
على أقل تقدير قد يتسبب الفرك الشديد للعين بجرح سطح القرنية، مما ينتج عنه الألم الشديد، وجرح القرنية يحتاج إلى علاجات متخصصة ولفترات زمنية ليست بالقصيرة، والأولى فرك العينين بهدوء وبطء مع غلقهما عند غسيلها.