يعتبر الروماتيزوم واحداً من الأمراض التي تكثر لدى الناس بشكل عام، وتُطلق تسميته على الآلام التي تُصاب بها المفاصل والعضلات، والأمراض الروماتيزمية شائعة بشكل كبير وتتعدد أشكالها وأنواعها.
ما هي فاعليات اليوم العالمي للروماتيزم؟ وكيف يُحضَّر لها؟
قال “د. عبد الوهاب العلاف” الاستشاري الأول في أمراض الروماتيزم بمؤسسة حمد الطبية. فعاليات اليوم العالمي لأمراض الروماتيزم لهذا العام تتميز عن الأعوام السابقة بكثير، حيث تشمل هذا العام مخططات توعوية للمرضى ولذويهم وعوائلهم أيضاً، هذا إلى جانب برامج التوعية المتخصصة للأطباء العموميين، بالإضافة إلى البرامج التي تسلط الضوء على أحدث التقنيات العلاجية التي أصبحت تستخدم في أقسام الروماتيزم حول العالم، أي أن الفاعليات لهذا العام أعم وأشمل من فاعليات الأعوام السابقة.
وأضاف “د. العلاف” هذا إلى جانب أن الفاعليات لهذا العام تشمل إطلاق ثلاث منصات إلكترونية للتواصل مع المرضى وعوائلهم وعامة الناس، وإطلاق منصة رابعة للتواصل مع الأطباء العموميين وأطباء الأسرة، وهو الحدث الذي يعد الأول عالمياً وعربياً على الإطلاق، وتحتوي تلك المنصات على مقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى مدتها الزمنية الدقيقة الواحدة، وتفيد هذه المقاطع المصورة في التعريف والتوعية بالمرض وطرق علاجه وأسبابه وأعراضه، وهو ما يرفع الوعي والتثقيف الصحي عند الناس عامةً وعند المرضى على وجه التحديد، كما تشتمل المقاطع على فيديوهات تعريفية بالأصناف الدوائية الأشهر في العلاج مع سرد قصير للمادة الفاعلة والآثار الجانبية.
ما العلاقة بين إلتهاب المفاصل والروماتيزم؟
أشار “د. عبد الوهاب” إلى أن العامة يُطلقون مصطلح الروماتيزم على كل الآلام في المفاصل والظهر والعضلات، ولكن التعريف العلمي الدقيق للروماتيزم هو أنه مرض روماتيزمي إلتهابي، أي أن مصطلح روماتيزم يُطلق على الآلام الناتجة عن وجود إلتهاب بالمفاصل، كما يُطلق على نوبات الألم الصباحية والتي تستمر لمدة 30 دقيقة فأكثر، وكذلك يُطلق على آلام المفاصل التي يُصاحبها انتفاخ المفاصل، وعليه ليس كل ألم في المفصل يُصنف على أنه روماتيزم.
وعلى اعتبار أن الروماتيزم من تبعات الإلتهابات فهو يُصنف على أنه من الأمراض المناعية الذاتية، أي أنه ناتج عن خلل في الجهاز المناعي بالجسم، حيث إن هذا الخلل المناعي يجعل الجسم يقوم بمحاربة نفسه من خلال مهاجمة أنسجة المفاصل وما شابهها من أنسجة موزعة على كافة أنحاء الجسم.
ما دور التشخيص المبكر للروماتيزم في سرعة الشفاء منه؟
يُعول بشكل كبير على التشخيص المبكر للروماتيزم في سرعة النتائج الشفائية وارتفاعها، ومن هنا كان التشخيص المبكر هو شعار اليوم العالمي للروماتيزم لهذا العام، ومن هنا أيضاً لابد من توعية المريض بضرورة المتابعة الطبية فور ظهور الأعراض المرضية عليه، وأبرز تلك الأعراض آلام المفاصل التي يُصاحبها انتفاخات وتيبسات صباحية تستمر لنصف ساعة على المفاصل.
ما أبرز الأخطاء شيوعاً حول مرض الروماتيزم؟
أكد “د. عبد الوهاب” على أن من أكثر ما ينتشر بين الناس بمن فيهم أطباء الأسرة والأطباء العموميين هو ربط أي ألم مفصلي بالروماتيزم، وهذا من المفاهيم الخاطئة، فإن الإحصائيات تشير إلى أن 50% من الناس يعانون من آلام المفاصل خلال مرحلة من مراحل العمر، وتلك الآلام لا علاقة لها بالروماتيزم الإلتهابي، بل هي آلام عابرة وطبيعية كجزء من الحياة.
كما أنه من المفاهيم المغلوطة الشائعة أن الروماتيزم يُصاب به المتقدمين بالعمر، في حين أن الحقيقة العلمية تثبت إمكانية إصابة الإنسان بالروماتيزم وهو مازال جنيناً في بطن أمه، وهكذا الحال مع كافة الفئات العمرية، وهذا لا ينفي أن النسبة الأكبر من المصابين تتركز أعمارهم في الفئات العمرية المتوسطة، كما أن الإصابة به ترتفع بين النساء مقارنةً بالرجال، ولا سبب آخر للإصابة بالروماتيزم في أي مرحلة عمرية سوى وجود خلل بالجهاز المناعي داخل الجسم، وإلى الآن لم يُحدد السبب المباشر لهذا الخلل المناعي، ولكن تدور حوله مجموعة من المعتقدات الغير مثبته أهمها:
الإصابة بإلتهابات فيروسية تتشابه تركيباتها مع تركيبة أنسجة المفاصل، وحين يُحارب الجهاز المناعي الإلتهاب يُحارب معه أنسجة المفاصل تبعاً لهذا التشابه.
دخول الإلتهاب إلى الخلايا فيعمل على تغيير طبيعتها، ومن ثَم يعتبرها الجهاز المناعي شيء غريب بالجسم فيبدأ في محاربتها.
التركيز على تناول أطعمة ضارة مثل الوجبات السريعة وغيرها.
اختتم “د. عبد الوهاب” أن قلة النشاط البدني وإهمال ممارسة الرياضة لهما علاقة وثيقة بآلام المفاصل بشكل عام سواءً كانت تلك الآلام روماتيزمية أو غير روماتيزمية.