فيتامين د هو منظم أساسي للجسم لتوازن الكالسيوم، يساعد على تزويد العظام بالمعادن وتطوير الهيكل العظمي وبناء الأسنان، ومن الممكن أن يتحول إلى جزئية ذات نشاط هرموني، وفي الكثير من الأحيان يشعر الإنسان بألم في الجسم وخمول وأعراض أخرى، وبمجرد تشخيص المرض يتضح أنه مصاب بنقص هذا الفيتامين، وهو ما يطلق عليه أيضًا اسم المرض الصامت.
نقص فيتامين د هذا الزائر الصامت الذي ينخر في جسم المريض، وفي أغلب الأحيان لا يشعر بالأعراض الناتجه عنه، فالعديد من البالغين الذين يشكون من آلام وأوجاع مزمنة في العضلات والعظام يتبين بعد إجراء التحاليل أن لديهم نقص في الفيتامين د، والذي يعمل في الحالات الطبيعية على إمتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء الدقيقة وإعادة إمتصاص الكالسيوم في الكِلية.
تنشيط جهاز المناعة ومقاومة نشاط الخلايا السرطانية.
أما عن أسباب نقص الفيتامين فيتعلق بعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.
والتقدم في العمر يقلل من المادة الأساسية المكونة لهذا الفيتامين في الجلد. سوء إمتصاص فيتامين د في الأمعاء الدقيقة بسبب وجود أمراض في الأمعاء.
زيادة الوزن مما يؤدي إلى تجمعه في الدهون. أمراض الكبد. أمراض الكُلى. سوء التغذية.
ويتحدث الأطباء عمومًا عن مضاعفات هذا المرض الصامت، والذي يسبب لدى الأطفال تأخر في نمو العظام والجسم، تقوس وتشوهات في الأرجل، تأخر في الجلوس والمشي وظهور الأسنان. أما لدى البالغين فيسبب في هشاشة العظام وضعف العضلات عند كبار السن، مما يعرضهم للسقوط المتكرر.
إضافةً إلى إلتهاب المفاصل، والذي يؤدي إلى حدوث آلام وتيبس فيها، وتؤدي إلتهابات المفاصل كذلك إلى تقليل نوعية حياة الشخص.
ماذا يعني نقص فيتامين د في جسم الإنسان؟ وما هي أهميته؟
قالت “د. إيناس جزر” متخصصة في التغذية العلاجية. يعد فيتامين د من الفيتامينات المهمة جدًا لجسم الإنسان، حيث أنه يعمل على إمتصاص الكالسيوم والفسفور وتكوينهم وترسبهم داخل العظام، وكل خلية من خلايا الجسم البشري تحتوي على مستقبلات لفيتامين د، ويرجع ذلك إلى أهمية هذا الفيتامين للجسم.
فهو يقلل من الإصابة بالأورام السرطانية، وهو مهم جدًا للمفاصل والعظام، ومهم جدًا للأسنان، كما أن له أهمية مع مصابي السمنة والبدانة، لأنه وإن ارتفعت نسبته مع الإصابة بالبدانة فجزء كبير من هذه النسبة المرتفعة ستترسب داخل الخلايا الدهنية وبالتالي لا تستفيد منه العظام. ولفيتامين د دور مهم في تقوية مناعة الجسم ومن ثَم عدم الإصابة بالأمراض المناعية المختلفة.
ما هي مسببات نقص فيتامين د في الجسم؟
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص فيتامين د في الجسم البشري هي:
عدم التعرض للشمس بصورة كافية، فالمفروض أن يتعرض الإنسان لأشعة الشمس لثلاث مرات أسبوعيًا بواقع ربع ساعة للمرة الواحدة، الأمر الذي يساعد على تحويل فيتامين د في الجسم من الصور الخاملة إلى الصورة النشطة.
عدم تناول الأغذية الغنية بفيتامين د، رغم إنتشاره في العديد من الأغذية مثل الأسماك الدهنية كأسماك السالمون والسردين ومنتجات الألبان والبيض والكبد، وكذلك الخضروات الورقية.
أحيانًا ينتج نقص الفيتامين في الجسم من إستخدام بعض الأدوية مثل الأدوية المُخفضة للكوليسترول وأدوية الحموضة.
وقد ينتج النقص من بعض الإصابات المرضية.
ما هي أبرز الأعراض الصحية الدالة على نقص فيتامين د؟
صحيًا يفضل قيام الفرد بفحص طبي شامل بشكل دوري للتعرف على نسب الفيتامينات في الجسم، وتحديد أنواع الفيتامينات التي يعاني الجسم من نقصها، وذلك لأن نقص الفيتامينات لا تظهر له أعراض صحية إلا بعد الوصول إلى مراحل متقدمة وخطيرة من النقص.
ويمكننا التعويل على مجموعة من الظواهر واعتبارها أعراضًا ظاهرية لنقص الفيتامين وهي:
إصابة الطفل بالكساح أو لين العظام.
الإصابة بآلام في المفاصل، وفي عظام الجسم كاملةً عند البالغين.
نقص المناعة.
الإصابة ببعض الأورام السرطانية.
خمول وكسل في كامل الجسم.
هل يستلزم علاج نقص فيتامين د تناول المكملات الغذائية، أم يكفيه التعرض للشمس فقط؟
التعرض لأشعة الشمس أحد الوسائل العلاجية الأساسية لتحويل الفيتامين من صورته الخاملة في الجسم إلى الصورة النشطة حتى يستطيع الجسم الإستفادة منه. والوسيلة الأخرى الواجبة الإتباع بالتوازي مع التعرض للشمس هي إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وأيضًا غني بمصادر فيتامين د من الأغذية.
ولا يفضل الإعتماد على حصول الجسم على حاجته من الفيتامين من المكملات الغذائية الدوائية، لأن نسبة المتحصل عليها من فيتامين د من المكملات الدوائية لا تتعدى 50% عند مقارنتها بنسبة المتحصل عليه من الفيتامين من مصادره الغذائية الطبيعية. وبشكل عام لا يُحبذ تناول أية مكملات غذائية بطريقة عشوائية، بل يجب أن يكون تناولها تحت إشراف طبي دقيق، وخصوصًا مع فيتامين د لأنه من الفيتامينات التي تُخزن في الجسم، الأمر الذي يسمح بحدوث مضاعفات صحية حال زيادته في الجسم عن الحدود الصحية المطلوبة.
هل يتسبب نقص فيتامين د في زيادة الوزن عند النساء؟
في العادة يطلب الأطباء من مرضى السمنة فحص مستويات فيتامين د في أجسامهم، وواقعيًا تتعدد أسباب السمنة ومن ضمنها نقص فيتامين د. وبشكل عام لابد من الوقاية أو علاج السمنة لتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات الصحية المرتبطة بها.
كم الجرعة المناسبة التي يحتاجها جسم الطفل من فيتامين د يوميًا؟
إحتياج الجسم من فيتامين د في اليوم سواء للأطفال أو البالغين أو كبار السن يتراوح بين 400 إلى 800 وحدة دولية، وهي جرعة يسهل الحصول عليها لتعدد مصادر فيتامين د الطبيعية سواء الشمسية أو الغذائية.
لماذا ينبه الأطباء دائمًا إلى خطر المكملات الغذائية؟ ولماذا يعتبرونها الحل الأخير؟
يرجع ذلك إلى المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تنشأ عن التناول العشوائي للمكملات الغذائية، فزيادة كميات فيتامين C داخل الجسم – مثلًا- ستترسب في الكُلى وتؤدي إلى تكوين الحصوات، كذلك الحال مع فيتامين د حيث أنه قادر على الترسب في الخلايا الدهنية وقادر على الترسب في الكبد والكُلى والإضرار بهما، وبالتالي لا يمكن تناول مكملات غذائية بصورة عشوائية لتفادي زيادة نسب هذه الفيتامينات داخل الجسم.
والجرعات المثالية من المكملات الغذائية يستطيع الطبيب وحده تقديرها بعد الإطلاع على نتائج الفحوصات وتحاليل الدم التي توضح كمية كل فيتامين في الجسم، وتوضح أيضًا معدلات النقص وكمياته.
ما أهم المصادر الغذائية الغنية بفيتامين د؟
الأسماك الدهنية.
البيض.
الكبد.
بعض الخضروات الورقية مثل البقدونس والكرفس والكرنب.
عُشبة الفصفصة أو البرسيم، وهي غنية بكل المكملات الغذائية التي تحتاجها العظام.
منتجات الألبان.
ما هو ألم المفاصل؟ وما أبرز أسبابه؟
ألم المفاصل يشعر بها الإنسان في أجزاء معينة من الجسم مثل مفصل الفخذ أو مفصل الركبة، وقد تنتشر الآلام لتشمل العظام ككل. وتتعدد أسباب آلام المفاصل، ونذكر منها:
• الإصابة بمرض النقرس.
• الإصابة بالإلتهابات الميكروبية سواء كان بسبب الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات.
• الإصابة بخشونة الركبة نتيجة تآكل الغضاريف التي تمنع إحتكاك المفاصل.
• الإصابة بنقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C وفيتامين د والماغنسيوم.
• الإصابة ببعض الأمراض المناعية، والتي تنتج عن خلل في الجهاز المناعي مثل الصدفية والروماتويد.
• وبشكل عام لا يعرف أسباب خلل الجهاز المناعي البشري، ولكن يمكن أن يكون هذا الخلل نتيجة لعادات غذائية سيئة.
• الممارسة الخاطئة للتمارين الرياضية.
وآلام المفاصل واردة الحدوث مع كل الشرائح العمرية، تبعًا لوجود أسبابها سواء عند الطفل أو كبار السن. وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية إتباع أنظمة غذائية صحية ومتوازنة منذ الصغر، مع إحتواء هذه الأنظمة على مصادر غذائية غنية بالكالسيوم وخاصةً مع الإناث، لأنها يجب أن تحتفظ منذ الصغر بمخزون الكالسيوم والفيتامينات الذي يساعد في قوة العظام، مما يساعد في وقايتها من الإصابة بهشاشة العظام في الكبر، وأيضًا وقايتها من الإصابة بنقص الكالسيوم خلال فترات الحمل والرضاعة.
أيضًا يجب الإشارة إلى ضرورة الإهتمام بتناول الثوم والبصل والكرنب لأنها من مصادر عنصر الكبريت، والكبريت من العناصر المهمة في تقوية العظام والغضاريف وما حولها من أنسجة. كذلك يجب الإهتمام بتناول القمح، لإحتوائه على الحمض الأميني الهيستيدين، وهو حمض أميني له دور في تخلص الجسم من الكميات الزائدة من العناصر الغذائية مثل الحديد والنحاس، والذي وجد أنهما يرتفعان في الجسم عند الإصابة بإلتهاب المفاصل.
مصادر الحديد الطبيعية هي: البنجر – الشمندر الأحمر – العسل الأسود – البيض – الخضروات الورقية.
كيف نخفف من آلام المفاصل حال الإصابة بها؟
ينصح المصابين بآلام المفاصل بتنفيذ بعض الإجراءات الصحية وهي:
ممارسة رياضة المشي، وهي من أهم الرياضات العلاجية لأمراض آلام المفاصل والأمراض الروماتيزمية المختلفة، لأن المشي يؤدي إلى تقوية العظام والمفاصل وبالتالي زيادة كثافتها، ومع زيادة قوة وكثافة العظام يقل الألم بدرجة كبيرة.
ممارسة التمارين المائية قدر المستطاع، حيث أنه يتم خلالها تحريك المفاصل دون الشعور بالألم لأنها الماء يقلل الضغط على المفاصل.
الإهتمام بتغذية الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية، مع تجنب اللحوم الحمراء لأنه من مسببات النقرس، بالإضافة إلى الإهتمام بتناول الأسماك الدهنية بصفة عامة وبذرة الكتان لإحتوائها على الأوميجا3.
تجنب التناول العشوائي للمكملات الدوائية التي تمد الجسم بالحديد.