ما هي أسباب الإصابة بالحول؟
بدأ ” دكتور/ أسامة عبد الحكيم – استشاري حول وتجميل الجفون في مستشفى مغربي للعيون” حديثه بأن كل إنسان يولد بالحول ثم تأتي رغبة المخ الشديدة في إستخدام العينين معًا في الإبصار فيقوم بتعديلهما تدريجيًا ويتم ذلك في الشهور الأولى من عمر الطفل. وفي بعض الحالات لا يقدر الجزء الخاص بتعديل العينين في المخ على القيام بذلك وبالتالي يستمر ظهور الحول على عين الطفل، ولصعوبة تعبير الطفل عن نفسه في هذه المرحلة العمرية يأتي دور الأهل في ملاحظة ومتابعة شكل العين وتحديد الإصابة بالحول من عدمه.
ولا نغفل القول بأن هذا الضعف والخلل في الجزء الدماغي المسئول عن تصحيح مسارات العين يمكن أن يُصيب الإنسان في أية مرحلة عمرية حتى سن العاشرة أو الخامسة عشر، أما بعد ذلك فيكون نتيجة لحادث سير أو إصابة بالغة في الرأس أو مرض عضوي في الجسم كخلل الغدد الدرقية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأسباب الحقيقة في عدم قدرة المخ على إصلاح وتعديل الحول في عين الرضيع غير معروفة بالمرة وغير مرتبطة بعوامل وراثية، وكل ما استطاع العلم الوصول إليه هو وجود ضعف في هذه المنطقة من المخ المسئولة عن إستخدام العينين معًا والمعروفة باسم الباينوكلر ساهم في عدم القدرة على تعديل حول العين.
وقد يرجع هذا الضعف إلى وجود ضعف شديد جدًا أو عتامة في أحد العينين وبالتالي عدم قدرة المخ في السيطرة عليهما بنفس الوتيرة، لأن سيطرة المخ على العينين معًا يتطلب أن يكون الإثنين بنفس القوة والحدة البصرية، والمخ بطبيعته إذا لاحظ فروق صحية بين العينين يلجأ إلى الإعتماد على العين السليمة وإهمال العين الضعيفة أو الكسولة (Lazy eye) مما يتسبب في ظهور الحول. إلا أننا نؤكد إلى أن هذا ليس شرطًا ملزمًا فمن الممكن أن تكون العينين سليمتين وعلى نفس القوة ومع ذلك لا يستطيع المخ السيطرة عليهما وإستخدامهما معًا.
ويوصف الحول واقعيًا بأنه نصف عمى، حيث أن العين المصابة بالحول لن تستخدم في الإبصار نهائيًا، أي أن مريض الحول يرى الأشياء والصور بالعين السليمة فقط، والعين المصابة بالحول لا تعمل من الأساس ولا تساهم في الإبصار، والمخ يُهملها تمامًا نظرًا للصورة المشوشة التي تعكسها عليه كما سبق وأن أشرنا، أو بمعنى آخر فإن الشخص المصاب بالحول يفقد 50% من بصره.
هل توجد حالات مستعصية من الحول لا ينفعها أية تدخلات طبية؟
قال “د. أسامة” أن فكرة الحول أن العينين بعيدين عن بعضهما البعض، فتكون إحداهما طائشة إلى الداخل أو الخارج أو الأعلى، مما يستلزم من المخ بذل مجهود ضخم لتقريبهما وتوحيدهما في نفس المستوى، ودور التدخل الطبي أو الجراحي هو المساعدة في تقريب مستوى العينين من بعضهما للإستفادة القصوى من أي مجهود يبذله المخ في هذا الصدد. وعليه يمكن السيطرة على 90% من الحول خصوصًا مع التشخيص والتدخل الطبي المبكر للحالة.
في أي مرحلة عمرية يتوجب التدخل الجراحي لعلاج الحول، وهل تحتاج الجراحة إلى تخدير كامل؟
كلما كان التدخل الجراحي في وقت مبكر وفور ظهور أعراضه على العين كلما كانت نتائجه أكبر.لا يحتاج علاج الحول الجراحي إلا إلى تخدير موضعي بالقطرات وليس الحقن، وهو ما سهل كثيرًا على المريض تبعات العملية وفترة التعافي البعدية، ومكنه من الخروج من المستشفى في نفس يوم العملية، وفي خلال ثلاثة شهور ستختفي آثار وأعراض الحول من العين.
هل توجد أعراض ظاهرة عند الأطفال دالة على الإصابة المستقبلية بالحول؟
قال ” د. أسامة” أنه عادةً قد تظهر على الطفل بعض الأعراض التي تدل على وجود خلل أو ضعف ما بالعين قد يؤدي إلى الإصابة بحول العين مثل غلق العين بشدة للتمكن من الرؤية، أو لف الرأس يمينًا أو يسارًا للتمكن من الرؤية بجانب العين. ولا نغفل طبعًا العرض الأساسي للحول وهو طيش العين المصابة بعيدًا عن الأخرى تمًاما.
هل توجد مضاعفات صحية للتأخر في علاج الحول؟
أنهى ” د. أسامة عبد الحكيم” حديثه بأن مضاعفات إهمال الحول تتفرع بطبيعتها إلى مضاعفات صحية على العين وقدرتها على الإبصار وبالتالي التأثير على الأنشطة الحياتية الطبيعية كقيادة السيارات، ومضاعفات نفسية وإجتماعية حيث يلجأ مريض الحول إلى الإنعزال والإنطواء بعيدًا عن الإختلاط الإجتماعي لشعورة بالحرج والخجل الشديد وعدم الثقة بالنفس.
ويمكن الإشارة إلى أن أحد أسباب التأخر الدراسي لأطفال الحول هو إهمال العلاج حيث أن الرؤية بـ 50% فقط من قدرة العين تؤثر سلبًا على التركيز والإستيعاب.