أمراض الفم وخاصةً اللثة ثَبُت أنها تزيد خطر أمراض القلب والجلطات، بتقدير يتراوح بين 80 و 85% من جميع السكان البالغين لديهم حالات مختلفة من أمراض اللثة وهي السبب لفقدان الأسنان لدى البالغين، الدراسات في العشر سنوات الماضية أظهرت أنه عند التدخل بالمراحل المبكرة للمرض يتم التقليل من الحاجة للجراحة اللثوية.
و تكون اللثة سليمة إذا كانت الجيوب تقيس ما بين اثنين وثلاثة ملليمترات، أما إذا كانت اللثة لها جيوب تقيس أعمق من ثلاث ملليمترات فعادةً ما تنزف، والنزيف هو أهم أعراض مرض اللثة ما يتوجب مراجعة طبيب الأسنان.
للتعرف أكثر عن أمراض اللثة وعن أسبابها وأيضًا عن طرق العلاج قمنا بزيارة دكتور “نور الدين النُخيلي” جراح الفم والأسنان وكان لنا معه اللقاء التالي:
ما هي اللثة؟ وما هو إلتهابها؟
اللثة عبارة عن جزء من النسيج الفموي الداعم للأسنان، ويتكون هذا النسيج من اللثة والعظم والأربطة السِنية.
أما إلتهاب اللثة فهو مرض يُصيب الغطاء اللحمي الذي يُغطي العظم ويحيط بالأسنان نتيجة لسبب رئيسي هو مادة البلاك أو ما يُعرف طبيًا باسم اللُويحة الجرثومية، واللُويحة الجرثومية عبارة عن طبقة رقيقة جدًا تلتصق على الأسنان نتيجة عدم العناية اليومية بفرشاة الأسنان وخيط الأسنان وعدم زيارة الطبيب الدورية والتي لا يُفترض أن تقل عن مرتين في العام.
وأكد “د. نور الدين” على أنه بمجرد تكون هذه الطبقة تنجذب إليها الجراثيم على إختلاف أنواعها بحيث تتكون طبقة اللُويحة الجرثومية والتي تقوم بإفراز مواد سُمية، وهذه المواد السُمية الحمضية تقوم بتكسير المعادن من سطح الأسنان فيتحول سطح الأسنان من سطح أملس إلى سطح خشن وعليه يقوم بجذب الكتل البكتيرية الكلسية التي يزداد حجمها يومًا بعد يوم إذا لم تتم مراجعة الطبيب للعلاج فيتطور المرض من المراحل الأولية إلى المراحل المتقدمة.
كيف نُفرق بين الألم الناتج عن إلتهاب اللثة وألم الأسنان؟
عادة ما يُفرق بين مرض اللثة ومرض الأسنان من خلال الأعراض الظاهرة على الفم، فالإلتهاب اللثوي له أعراض بسيطة تظهر في المراحل الأولية على شكل:
• إحمرار في اللثة.
• تضخم أجزاء من اللثة أو كلها.
• خروج الدم أثناء التنظيف بالفرشاة، وأحيانًا يخرج الدم تلقائيًا.
ما أسباب الإصابة بأمراض النسيج اللثوي المحيط بالأسنان؟
وأشار “د. نور الدين” إلى أنه يجب التفريق أولًا بين أمراض النسيج اللثوي وإلتهاب اللثة، فأمراض النسيج اللثوي هي مراحل متقدمة وذو مفهوم أوسع من إلتهاب اللثة فقط، لأن أمراض النسيج اللثوي تشمل العظم والأربطة السِنية، وإذا ما تحدثنا عن الأسباب فسيتضح لنا تعددها وتنوعها، ويمكن تلخيصها في الآتي:
• إهمال العناية الشخصية بصحة ونظافة الفم والأسنان.
• تدخين المواد التبغية فهو مُسبب لأمراض اللثة وعائق لعلاجها أيضًا.
• تناول بعض الأدوية الطبية مثل أدوية ضغط الدم والحساسية والإكتئاب.
• العوامل الوراثية.
• العوامل السِنية مثل إصطفاف الأسنان، حيث يساعد عدم إنتظام الأسنان على تكون الطبقات الكلسية أسرع من الأسنان المُصطفة المستقيمة.
• التركيبات الصناعية مثل الجسور والتيجان في الفم تحتاج إلى عناية أكبر باللثة لأنها قد تتسبب في الإلتهاب.
• التغيرات الهرمونية كإلتهابات اللثة المُصاحبة للحمل.
هل ترتبط أمراض اللثة بأمراض عضوية أخرى؟
أظهرت الدراسات العلمية الترابط الشديد بين أمراض اللثة والعديد من الأمراض العضوية، وأظهرت آخر هذه الدراسات إمكانية تحرك بعض الجراثيم المجهرية من الفم إلى القلب مسببة الكثير من الأمراض القلبية، كما وُجد الإرتباط بين أمراض اللثة ومرض السكري بحيث قد يسبب أحدهم الآخر فأمراض اللثة قد تؤدي إلى السكري والعكس كذلك صحيحًا.
ما كيفية علاج إلتهابات الأسنان؟
أردف “د. نور الدين” قائلًا: علاج إلتهابات اللثة يبدأ بزيارة عيادة الأسنان لإزالة الطبقات اللُويحية الجرثومية بإستخدام التقنيات الطبية المتوفرة في العيادة، والإزالة إما أن تكون بالتقنية الديناميكية، وإما أن تُستخدم فيها تقنيات أجهزة الليزر التي تعمل على تعقيم الجيوب اللثوية. والمرحلة الثانية من العلاج هي الإلتزام بتعليمات الطبيب من حيث العناية بتنظيف الأسنان يوميًا بإستخدام الفرشاة بالشكل الصحيح مع إستخدام الخيط السِني للوصول إلى المناطق التي لا تصل إليها الفرشاة.
ما أهم طرق الوقاية من إلتهاب اللثة؟
أكد “د. نور الدين” على أن أهم طرق الوقاية من إلتهابات اللثة هي:
• العناية المستمرة والجيدة بنظافة الفم والأسنان.
• إستخدام فرشاة الأسنان بالشكل الصحيح بما لا يقل عن مرتين في اليوم.
• إستعمال خيط الأسنان للوصول إلى المناطق التي لا تقدر الفرشاة على الوصول إليها.
• الزيارة الدورية لطبيب الأسنان بما لا يقل عن مرتين سنويًا لفحص الأسنان وإزالة طبقات البلاك إن وُجدت.
• تجنب العادات السيئة التي تضر باللثة مثل التدخين وتناول الخمور.
• تجنب السكريات والحلويات لأنها خطر على صحة الأسنان.
ويجدر الإشارة إلى أن الأسباب المذكورة للإصابة بإلتهاب اللثة تشير إلى عدم إمكانية تحديد الإصابة بفئة عمرية معينة لإمكانية حدوث هذه الأسباب مع أي مرحلة من المراحل العمرية للإنسان.