يُعد مرض الزهايمر “Alzheimer’s disease” من أكثر الأمراض شيوعًا في إصابتها لكبار السن بشكل خاص. وبمرور الوقت، سيزداد هذا المرض سوءًا على مرضاه، مما يؤدي إلى تقليل التفكير في المهارات السلوكيّة، وكذلك الاجتماعية بشكل سلبي، وقدرتها على العمل بشكل مستقل.
لذلك، فيجب علينا رعاية المرضى الذين يعانون من هذا المرض بشكل كامل في مركزنا الصحي لتقليل أو تأخير أعراض هذا المرض، خاصة بالنسبة لكبار السن.
مرض الزهايمر وأعراضه
تقول الدكتورة ميرة خالد شهيل “مثقفة صحية ومدير شعبة البرامج الخاصة في إدارة التثقيف الصحي” أن مرض الزهايمر هي حالة طبية تصيب الدّماغ وتؤثر على وظائفه، فبالتالي تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية التي تساعد في تأدية وظائف الدماغ بالشكل الصحيح.
هناك الكثير من الأعراض التي يمكن أن يكتشف بها الشخص أنه يعاني من بداية أولية لهذا المرض من بينها:
- النسيان، وهذا النسيان يختلف عن النسيان الطبيعي الذي يدركه الكثير من الناس، والنسيان الطبيعي يعتمد بشكل أساسي على وضع الأغراض في مكانها الطبيعي، بينما نسيان الزهايمر هو نسيان يرتبط بوضع الأغراض في غير مكانها الطبيعي كأن نضع مفاتيح السيارة في الثلاجة على سبيل المثال.
- عدم القدرة على ملاحظة النسيان غير الطبيعي، بل يمكن لأفراد العائلة أن يساعدوا المريض بهذا الداء في البحث عن الأغراض التي ينساها بشكل غير طبيعي.
- فقدان التركيز، والشعور بالاكتئاب.
- نسيان المحادثات واللقاءات الأخيرة ومواعيده بين مريض الزهايمر وبين الأشخاص الآخرين، وهذه الأعراض يسهل علاجها في حال اكتشافها وتشخيصها في وقت مبكر من ظهور المرض.
أسباب إصابة كبار السن بداء الزهايمر
لا ترتبط أسباب الإصابة بمرض الزهايمر بكبار السن فحسب، وإنما هذه الأسباب مرتبطة أو متعلقة بصغار السن والكبار على حد سواء.
تبدأ أسباب الإصابة بداء الزهايمر منذ الصغر وتستمر معه بمرور الوقت، ومن بين الأسباب المؤدية إلى مرض الزهايمر:
- التقدم في العمر، لذلك تشير أغلبية الدراسات أن ٩ أشخاص يصابون بداء الزهايمر من بين ١٠٠٠ شخص على عمر ٦٥ عاماً، وتزيد تلك النسبة بزيادة عمر الشخص.
- التاريخ العائلي والجينات الوراثية، ولكن ذلك لا يعني إهمال ضرورة تناول الأغذية الصحية.
- اتباع نمط حياة غير صحي.
- النوم السيء وكثرة السهر.
- التدخين أو التدخين السلبي.
- يمكن للأطفال الصغار الإصابة بمرض الزهايمر خاصةً عن ضربهم الإطاحة بهم على الرأس.
- النساء، وذلك لأن المرأة تعيش عمر أكبر من الرجل، ومن تزيد نسبة إصابتها بداء الزهايمر مقارنةً بالرجل، كما يمكن أن يكون السبب هو قلة النوم في فترة معينة من العمر، أو التعب الزائد، أو مرورها خلال الحمل والولادة بتغيرات هرمونية معينة.
هل يمكن الإصابة بمرض الزهايمر قبل عمر ٦٥؟
من الممكن أن يصيب مرض الزهايمر الكثير من الأشخاص قبل عمر ٦٥، وهو العمر المحدد من قبل الأطباء بزيادة نسبة ظهور هذا المرض عند الرجال والنساء على حد سواء.
يصيب الزهايمر الأعمار الصغيرة خاصةً من لا تتبع نمط حياتي وغذائي صحي، ومن لا تمارس الرياضة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كارتفاع في ضغط الدم وأمراض القلب، السكري، الكولسترول وزيادة الوزن عن معدلاته الطبيعية.
واقرأ هنا كذلك: الفرق بين الإستسقاء والزهايمر
من الضروري التوعية بكيفية تعامل من هم حول مريض الزهايمر أو مريض الزهايمر ذاته مع هذا المرض وذلك عن طريق:
- تقديم الدعم النفسي للمريض خاصةً وأن مريض الزهايمر لا يتقبل العلاج ولا يرى نفسه مريضاً بهذا المرض من الأساس.
- الدعم الاجتماعي وذلك من خلال الإكثار من الزيارات اليومية والأسبوعية لمريض الزهايمر لأن هذا يساعد على عمل الدماغ بالشكل الصحيح، ومن ثم يزيد ذلك من نسبة تدفق الدم في المخ ليؤخر هذا الأمر مشكلة تطور المرض.
- استعمال المصطلحات المناسبة مع مريض الزهايمر حتى يمكنه المشاركة مع النقاشات والأحاديث التي تتم من حوله.
- تشجيع المريض نفسه على الخروج دون الجلوس والانعزال عن العالم، فضلاً عن ضرورة التحرك وممارسة الرياضة وبعض الهوايات كالقراءة بشكل يومي حتى يساعد ذلك وظائف الدماغ واستمراريتها لعمر أطول.
الجير بالذكر أنه لم تثبت أي دراسة طبية حتى الآن وجود علاقة بين العصبية الزائدة وبين مرض الزهايمر، ولكن على أي حال يجب علينا التعامل مع مريض الزهايمر بكل هدوء حتى لا يفقد سيطرته على نفسه.
وختاماً، هناك دور مهم لمراكز الرعاية الصحية لمرضى الزهايمر، وفي الفترة الأخيرة على وجه الخصوص نلاحظ وجود مراكز صحية كثيرة في الدولة تهتم بهذا الأمر، وتنظم فعاليات دورية لكبار السن، كما أنها تدمج هؤلاء المرضى في المجتمع، وهذا يجعل مريض الزهايمر يتذكر بعض الأشياء وتخفف عليه من أعراض المرض وتؤخر من تطوره.