ما التعريف الطبي للسكتة الدماغية؟
السكتة الدماغية (أو الجلطة الدماغية) هي عبارة عن تخريب يحدث في جزء معين من الدماغ، هذا الخلل والتخريب إما أن يحدث نتيجة:
نقص التروية الدموية الدماغية، ويشكل هذا السبب 80% من الحالات المصابة، ويعني عدم وصول الدم إلى جزء معين – أو أجزاء – في الدماغ بسبب إنسداد الشريان المسئول عن إمداد هذا الجزء الدماغي بالدم وبالتالي توقفه عن العمل نهائيًا وتلفه.
النزيف الدماغي، ويشكل 20% من الحالات المصابة، حيث يحدث نزيف دموي في جزء – أو أجزاء – معين في الدماغ، ومن ثَم الضغط الشديد على هذا الجزء وبالتالي تلفه وتوقفه عن العمل نهائيًا وتلفه.
وعادةً ما تختلف الأعراض العصبية المصاحبة للسكتة الدماغية بإختلاف مكان الإصابة في الدماغ، نظرًا لأن كل جزء من الدماغ مسئول عن وظائف خاصة، يظهر عليها أعراض الخلل لإصابة هذا الجزء المسئول عنها.
ما هي أسباب توقف الشريان عن تروية الجزء الدماغي الخاص به؟
قال “د. فضل البطران” استشاري جراحة دماغ وأعصاب. تنقسم الأسباب توقف الشريان عن دوره في توصيل الدم إلى مناطق الدماغ المسئول عنها إلى اسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة:
فالأسباب المباشرة هي إنسداد وإنغلاق الشريان، فالأوعية الدموية المغذية للدماغ تنطلق من القلب ثم إلى الرقبة، ومنها إلى الدماغ عبر فرعين كبيرين هما الشريان السباتي الأيمن لتغذية الفص الدماغي الأيمن والشريان السباتي الأيسر لتغذية الفص الدماغي الأيسر.
وكلًا من هذين الشريانين يتفرع منهما فروع عديدة ودقيقة للوصول بالدم إلى كل جزء صغير في الدماغ.
وحدوث الإنسداد قد يكون في أحد هذين الشريانين الرئيسيين أو في أحد الأفرع الصغيرة.
وإذا أتينا على ذكر سبب الإنسداد المباشر فسيكون واحدًا من سببين هما تخثر الدم داخل الوعاء الدموي، أو بسبب تراكم الكوليسترول (تصلب الشريان) الحادث نتيجة الإصابة بمرض السكري أو مرض إرتفاع ضغط الدم. وقد يحدث هذا الإغلاق إما بصورة تدريجية أو فجائية.
أما الأسباب الغير مباشرة (أو العوامل المهيئة التي تبدأ خارج شرايين الدماغ ثم تصل إليها) فنجد أن مصابي أمراض القلب يعانون من عدم إنتظام دقات القلب، مما يساعد على تشكل الخثرات الدموية داخل الحجيرات القلبية، ومع حركة إحدى هذه الخثرات مع مجرى الدم ستصل إلى حد معين داخل الشريان ثم تقف، مما يؤدي إلى إنسداد الشريان بها.
ما هي أبرز أعراض السكتة الدماغية؟
من المهم جدًا أن يكون الفرد على علم بالعوامل المهيأة لتشكل السكتة الدماغية للوقاية منها قدر الإمكان، فمرضى السكري مثلًا يُشدد عليهم بمراقبة مستويات السكر في الدم دائمًا وعدم تجاهل علاجه لأنه من مسببات السكتة الدماغية، كذلك الحال مع أمراض إرتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب وأمراض الكبد وأمراض الروماتيزم التي قد تسبب إلتهابات للشرايين ثم إنسداداها.
أضف إلى ما سبق ضرورة تنبه الفرد لإصابته بالأمراض القلبية البسيطة التي قد ينتج عنها الإصابة بالسكتة الدماغية المباشرة رغم بساطة المرض القلبي علاجيًا، ومنها أمراض عدم إنتظام دقات القلب وأمراض إرتجاف الأُذين، وكلها من الأمراض التي تصيب الكثيرين في عمر الشباب.
ومن الأعراض التي قد تكون مؤشر لإمكانية الإصابة بالسكتات الدماغية الإصابة بجلطات مفاجئة بسيطة زمنيًا من ثواني إلى يوم كامل فقط، كأن يشعر المريض بتنميل حاد في أحد أطرافه، أو الإصابة بصعوبة في الكلام والنطق، أو الإصابة بدوار مفاجيء أو ضيق في النفس، فكلها من الأعراض المؤقتة التي تعتبر إنذار مبكر لضرورة إتمام الفحوصات وإستشارة الطبيب المختص.
فرغم إمكانية حدوث السكتة الدماغية بشكل فوري ومباشر، إلا أنه لابد من أن يكون لها أساس صحي قديم بُنيت عليه، من ضمن هذه الأساسات ما تشكله العادات الصحية والأنماط الحياتية السيئة خصوصًا في فترة الشباب، مثل التدخين بشراهة، أو عدم الحصول على القدر الكافي من النوم الجيد العميق، أو التعرض الكثيف لضغوط العمل والحياة دون وجود مخرج لتنفيس هذا الضغط العصبي والتخلص منه.
ما أهم طرق العلاج السريعة للجلطات الدماغية؟
إذا كانت الجلطة مؤقتة – كما سبق وأن أشرنا – فلابد من إستشارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة، وعدم التهاون في ذلك أو الإتكاء على أنها أزمة عابرة وعادت الأمور إلى طبيعتها.
أما الجلطات الدماغية الكاملة فمشكلتها في وصول المريض إلى الطواريء في غيبوبة كاملة، وهو الأمر الذي يشير إلى بلوغ الجلطة مداها وتأثيرها على عدة مناطق دماغية، وفي هذه الحالة يتم عمل بعض الإسعافات الأولية الضرورية للحفاظ على حياة المريض لحين نقله إلى المستشفى.
ومنها وضع المريض على جانبه للحفاظ على مجرى التنفس مفتوحًا وبالتالي وصول الأكسجين إلى الدماغ، وإذا أُتيحت الفرصة لإعطاءه حقنة وريدية تعزز من وصول الدم إلى الدماغ فهو من الإسعافات الضرورية.
ثم ينقل المريض سريعًا جدًا إلى طواريء المستشفى للقيام باللازم والتمكن المحافظة على الدورة الدموية وإيصال الأكسجين للدماغ بشكل كامل، مع علاج الأمراض الأخرى كإضطرابات الكبد والكُلى مراقبة مستويات السكر في الدم.