أسباب نوبات الهلع
يقول استشاري الطب النفسي “أسامة النعيمي”: أن نوبات الهلع قد تحدث لشخص طبيعي تماماً، دون وجود أسباب نفسية أو عضوية لحدوثها؛ فقد يمر أشخاص طبيعيون بنوبة هلع مرة واحدة في حياتهم، لكنها قد تحدث لبعض الأسباب العضوية، والتي قد يتغافل عنها بعض الأطباء عند تشخيص الحالة، ولكن يلاحظها أطباء الطوارئ، ومن أبرز هذه الأسباب العضوية:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري، وتقلبات مستوى السكر في الدم من الارتفاع، والانخفاض.
- أمراض القلب.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- الاضطرابات الهرمونية، وغالباً ما تحدث كنتيجة مباشرة لتناول موانع الحمل.
ولا يتوقف السبب على الأسباب العضوية فقط؛ فنوبات الهلع غالباً ما تنتج عن الشعور بالخوف الشديد غير المبرر؛ فكما أن الخوف أمر طبيعي، بل أنه مفضل حتى يحمي الإنسان من المخاطر المحيطة، إلا أنه عندما يصبح الخوف مرضياً، ومتكرر، وغير متناسق مع حجم المسبب، فإن ذلك يعتبر خللاً نفسياً؛ وغالباً ما يحدث ذلك كنتيجة بسبب الضغوط الخارجية.
أعراض نوبات الهلع
تبدأ نوبات الهلع بالشعور بسرعة كبيرة في ضربات القلب تصاحبها قوة عنيفة في تدّفق الدّم، الأمر الذي يجعل صاحبها يشعر وأنّ شيئاً ما يضربه من الدّاخل، مع حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية بشكل مفاجئ، مما يؤثر على الأعصاب، وبالتالي يفقد المريض الوعي في الحال؛ لذلك قد يتوقع الأهل أنه مريضاً بالصرع، وفي اللحظة التي يفقد فيها المريض الوعي، تعود الدورة الدموية إلى شكلها الطبيعي، وبخلال ثواني، أو دقائق يستعد المريض وعيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ نوبات الهلع لا تشكّل خطراً على صحة الشخص المصاب في الغالب ولا تستدعي الذهاب إلى المستشفى.
ولا تتمثل المشكلة الحقيقية للمرضى في نوبات الهلع في حد ذاتها، لكن المشكلة تكمن في توقع المريض للنوبة القادمة، وبالتالي يبدأ في الانعزال، والجلوس في المنزل، ولا يحضر المناسبات، والتجمعات العائلية.
وهناك فرقاً رئيسياً بين الهلع، والرهاب؛ حيث يكون سبب حدوث الهلع غالباً غير معروف، أما الرهاب فيكون نتيجة لحادث معين، أو موقف معين جعله يشعر بالخوف، وبالتالي أدى ذلك إلى حدوث نوبات الهلع.
كيف يمكن التعامل مع نوبات الهلع؟
يعتمد العلاج في المقام الأول كما وضح الدكتور “أسامة” على التوعية بالأسباب، والأعراض الخاصة بنوبات الهلع؛ فيجب أن يدرك أي شخص تظهر لديه أعراض مشابهه لأعراض نوبات الهلع أن هناك أسباب نفسية لحدوثها، إذا تم استثناء الأسباب العضوية، وبالتالي لابد من زيارة طبيب مختص.
ويجب على مريض نوبات الهلع أن يحاول قدر الإمكان أن يطمئن نفسه، وبأن يدرك أن هذه النوبات ليست بالخطورة التي يتخيلها، وأنها لا تسبب الموت، ويجب أيضاً أن يُدرك أن هذه النوبات لا تمنعه من مواصلة حياته العملية، والاجتماعية، ومن المهم أن يكون للأهل دوراً رئيسياً وفعالاً في احتواء المريض، وزيادة شعور الاطمئنان لديه.