تشتكي بعض الأمّهات من قلة نوم أطفالهِنّ في الليل، وهذه المُشكلة تواجه العديد من الأمهات مع أطفالهن بجميع المراحِل العُمريّة بدءً من الولادة وحتّى الأطفال الأكبر عمرًا، فما أسباب قلة النوم لدى الأطفال، وكيف يكون علاجها، وما هي ساعات نوم الأطفال المناسبة لكل فئة عمرة، هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا.
أسباب قلة نوم الأطفال الرُّضّع
بدأت الأخصائية بطب الأسرة والناشطة الأسرية ” د. إخلاص العبيدي” حديثها أن قلة نوم الطفل أمر متعب جدًا بالنسبة للأم، والأسباب التي تتعلق بقلة نوم الطفل متعددة، فقد تتصور الأم أن طفلها لا ينام لحاجته الدائمة للرضاعة، لكن هذا ليس صحيحًا، فهناك أسباب كثيرة جدًا غير الجوع تجعل الطفل لا يستطيع النوم، ومن هذه الأسباب وأهمها هو:
- الغازات في بطن الطفل تكون مؤلمة وموجعة للطفل جدًا.
- درجة حرارة غرفة النّوم المتواجد بها الطفل، فيجب أن تكون درجة حرارة الغرفة طبيعية.
- تقييد الطفل أو ما يسمى بالقماط، فمنع الطفل من حرية الحركة يزعجه جدًا.
حلول مشكلة قلة النوم عند الأطفال
ليس من الصحيح إعطاء أي شيء للطفل لمعالجة قلة النوم غير حليب الأم، فالقطرات التي تُعطى حديثًا لمساعدة الطفل على النوم مضرة جدًا وتؤثر على صحة الطفل ونموه، كما أنها تؤثر على الأنسجة العضلية وحركة الأمعاء، وبكل أسف أصبح يصفها بعض الأطباء وهذا أمر خطير للغاية.
فعلاج قلة النوم عند الطفل تكون بعلاج سبب قلة نومه، فغازات البطن مثلًا يتم علاجها بالنوم على البطن لخروج الغازات، فيُنصح بنوم الطفل على بطنه على سرير صلب ويكون مغلف بغطاء بشكل محكم كي لا يضغط الطفل وتخليص الطفل من غازات البطن، وأن لا يكون الغطاء كثيرًا كي تكون درجة حرارة جسمه طبيعية.
وبالنّظر إلى مرحلة ظهور الأسنان لدى الطفل (التسنين) فهي مرحلة مؤلمة للغاية، فلا يجب الاستهانة بذلك الألم أبدًا، وعلى الأم إعطاء مكون الباراسيتامول لطفلها كي يعمل على تسكين الألم وخاصة خلال فترة الليل لمساعدته على النوم حسبما ذكرت ” د. العبيدي” في ذلك.
أهمية النوم المبكر للأطفال الأكبر عمرًا
النوم المبكر أساسي جدًا في نمو الطفل، فمن المعروف أن هرمون النّمو يقل إفرازه خلال ساعات النوم ليلًا، وفي ساعات محددة من الـ ٢٤ ساعة خلال اليوم، فهرمون النمو يزيد افرازه في الساعات الأولى من الليل، ولذلك يُفضل أن يخلد الطفل للنوم في أول الليل لزيادة إفراز هرمون النمو، حتى ينمو الطفل بطريقة صحيحة.
واختتمت “د. إخلاص العبيدي” حديثها بأن المشكلة الأساسية الآن بالنسبة للأطفال أصبحت متابعة التلفزيون والانترنت والموبايل عند الخلود للنوم، ولكننا نحتاج تعويد الطفل على النوم مبكرًا، وهذا التعويد لا يكون بإجبار الطفل على النوم، فالطفل يعتد بطبيعته ولديه أرائه التي يريد أن يُنفذها.
فهذا التعويد يجب أن يكون عن طريق الممارسة العائلية بنوم جميع أفراد العائلة في وقت مبكِّر من الليل وإطفاء أية أضواء وعدم استخدام الهواتف الخلوية وما إلى ذلك، فإذا أستمرت العائلة على هذه الطريقة من بداية عمر أطفالهم سيتعود الطفل على هذه الطريقة ويصبح لديهم النوم مبكرًا أمر طبيعي للغاية، فالنوم أمر اعتيادي يجب التعود عليه للأسرة جميعًا.