أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية
يقول الاختصاصي في التوليد والجراحة النسائية الدكتور “نديم الحجل”: أن الدورة الشهرية تبدأ عند الفتاة عندما يصبح الجسم جاهزاً تماماً لحدوث الحمل، ويمتد هذا الجهاز بداية من الدماغ، التي تفرز بعض الهرمونات، وبالتالي تتحكم في المبيض، وهرموناته، وحين ذلك يصبح الجهاز التناسلي مستعداً لبداية هذه المرحلة.
ويختلف هذا من فتاة لأخرى، فقد تبدأ هذه المرحلة عند بعض الفتيات في عمر ٩-١٠ سنوات، وقد تبدأ الدورة الشهرية عند فتيات أخريات عند عمر ١٥-١٦ سنة تقريباً، ولا يمثل ظهور الدورة الشهرية بشكل مبكر أو ظهورها بشكل متأخر شيء جيد أو سيء، بل يعتمد ذلك على عدة عوامل، أهمها العوامل الوراثية أو الجينية، والسيرة المرضية للأنثى.
وإذا حدثت اي اضطرابات في الدورة الشهرية الأولى، أو الثانية، أو حتى الثالثة، لا يمكن اعتبار ذلك اضطراباً فعلياً، ولا يستدعي تدخل طبي؛ حيث أن الشهور الاولى من بداية الدورة الشهرية غالباً ما يكون الجهاز التناسلي للأنثى غير ناضج بشكل كامل، ولا يجب أبداً أن نعطي الفتاة أي أدوية خلال هذه الفترة خاصةً أدوية منع الحمل.
ويجب الذكر أنه إذا تجاوزت الفتاة عمر ١٦-١٧ عام، ولم تبدأ الدورة الشهرية، يمكن أن يتم استشارة الطبيب حتى يتم معرفة السبب تحديداً؛ فمثلاً قد يكون السبب:
- مشكلة في هرمونات الغدة النخامية “Pituitary gland” التي تقوم بإرسال إشارات البدء إلى المبيض.
- مشكلة في هرمونات المبيض نفسه، وبالتالي لا يتم إرسال إشارات البدء إلى الرحم.
- وجود مشاكل عضوية في شكل الرحم، أو المبيض تمنع من بدء الدورة الشهرية.
أما عن أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية، فهي كثيرة كما قال الدكتور “نديم”، ومن أبرزها:
- وجود مشاكل في الرحم، أو في بطانة الرحم، والتي قد تكون سميكة، أو رقيقة أكثر من اللازم، أو قد تكون هنالك ثآليل في الرحم، أو أورام ليفية في بطانة الرحم؛ والتي تكون حميدة دائماً، ولا يمكن أبداً أن تصبح سرطانية مع الوقت.
- استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل؛ والذي قد يؤدي في حالات كثيرة لعدم انتظام الدورة الشهرية.
- تكيس المبايض؛ حيث يؤكد الدكتور “نديم” أن السيدات اللواتي في محيط البحر الأبيض المتوسط يحملن جينات وراثية تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بتكيس المبايض.
- وجود أكياس على المبيض يزيد حجمها عن ٤ سم.
- اضطرابات هرمونات الغدة الدرقية سواء بالزيادة أو بالنقصان.
- اضطرابات هرمونات الغدة النخامية؛ خاصةً الهرمونات الخاصة بالغدد اللبنية في الثدي ، وهرمونات الرضاعة “Prolactin hormone”.
- الإكثار من ممارسة الرياضة بشكل كبير، قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات هرمونات الدورة الشهرية.
- الإكثار من المجهود البدني، والنفسي.
- الاقتراب من سن اليأس.
- اضطرابات النوم واضطرابات الاكل، واتباع حميات غذائية غير متوازنة.
- النحافة المفرطة، والسمنة المفرطة كذلك.
- التعرض إلى السفر عبر البحر أو الجو.
تقرأين هُنا أيضًا عن حرقان (حكة) البظر: أسباب وعلاج هذا الالتهاب والألم
العلاجات المتاحة لاضطرابات الدورة الشهرية
أن أهم ما يجب فعله في حالة وجود اضطرابات في الدورة الشهرية، هو البحث عن السبب أولاً؛ فإذا عُرف السبب سيكون العلاج بسيطاً على حد قول الدكتور “الحجل”، وبالتالي تبعاً للسبب يكون العلاج، فمثلاً:
- إذا كان سبب عدم انتظام الدورة الشهرية تكيس المبايض، يكون العلاج بإعطاء المريضة حبوب منع الحمل، أو أي حبوب أخرى تحتوي على مادة البروجسترون “Progesterone hormone”.
- إذا كان هناك مشكلة في الرحم نفسه، من ألياف رحمية، أو ثآليل، يتم العلاج جراحياً بإزالة هذه المسببات.
- إذا كان سبب عدم انتظام الدورة الشهرية هو وجود اضطرابات هرمونية في الغدة النخامية، أو العدة الدرقية، يتم استخدام بعض الحبوب التي تساعد في تنظيم إفرازات هذه الغدد.
- إذا كان السبب هو وجود اضطرابات في هرمونات إفراز الحليب في جسم المرأة، يتم استخدام بعض الحبوب التي تثبط هذه الهرمونات.