أسباب ظهور الكدمات الدموية “البقع الزرقاء” تحت الجلد

كثيراً ما نلاحظ ظهور بعض البقع الداكنة أو الزقاء على الجلد بشكل مفاجئ وبدون أسباب واضحة، هذه البقع يُطلق عليها كدمات وهي عبارة عن نزيف يحدث تحت الجلد فيظهر هذا الدم المحصور على شكل بقع سوداء أو زرقاء، فكيف تتكون تلك البقع؟ وما هي طرق علاج الكدمات؟

كيف تتكون البقع الزرقاء أو السوداء تحت الجلد؟

يرى الدكتور أحمد باشا ” أخصائي أمراض وأورام الدم ” أن الكدمات هي عبارة عن البقع الزرقاء المائلة للسواد والتي تظهر بشكل طبيعي بعد أي تصادم شديد على الجسم ومن ثم يحدث نزيف تحت الجلد.

على الجانب الآخر، عند تكرار تكوُّن تلك البقع الداكنة بدون سبب واضح أو عند التعرض لكدمة بسيطة لا تستدعي ظهور هذه الكدمات فهنا يجب أن نهتم بهذا الأمر.

إلى جانب ذلك، يجب علينا التفريق بين البقع الكدمية والفرفورية والنمشات التي تُعد بمثابة بقع دموية صغيرة تظهر في الجلد ويجب الانتباه لها لأن الكدمات يمكن أن تكون مرتبطة ببعض الأمراض الدموية كنقص في الصفيحات الدموية وكذلك الفورفوريات التي يمكن أن يكون لها علاقة بالأورام الأخرى – وفق ما ذكره الطبيب.

تعتبر الكدمات أو البقع السوداء التي تتجمع من الدم تحت الجلد أمر شائع عند العديد من الأشخاص حيث يعاني من 18 إلى 20% من الناس من سهولة التكدم لأسباب عدة أهمها ما يتعلق بسلامة جدار الوعاء الدموي وسلامة النسيج الضام الداعم للوعاء الدموي بجانب علاقتها بعوامل التخثر الدموي الموجودة في الدم بالإضافة إلى الصفيحات الدموية.

هل يختلف شكل الكدمة الدموية عن الكدمة العادية؟ وما هي أسبابها؟

يعتبر نقص الصفائح الدموية هو أحد الأسباب التي قد تكون وراء ظهور هذه الكدمات أو النمشات حيث يمكن أن تترافق تلك الكدمات بأعراض أخرى كنزيف اللثة أو غزارة الطمث عند المرأة كما يمكن أن يعاني منها الأطفال الصغار خاصة في سن المشي ومحاولة تعلم الركض ومن ثم يقعون كثيراً.

أما عن أغلب الكدمات التي لا نعير لها انتباهاً تكون في الوجه الأمامي للساقين ويمكن التعرض لها عند الاصطدام البسيط، أما الردود التي تظهر على الجلد والبطن وبعض الأماكن الأخرى فقد تستدعي منا انتباهاً أكثر.

تابع ” باشا “: هناك بعض الأعراض التي تستدعي سرعة التوجه للطبيب حال تعرضنا للكدمات الدموية أولها إذا كانت الكدمات عددها أكثر من 5 بقع في الجلد والتي عادةً لا تترافق مع أي ألم في الجسم، أو إذا كان قُطر الكدمة أكبر من 1 سم أو إذا ترافقت تلك الكدمات ببعض الأعراض الأخرى كغزارة الطمث عند المرأة أثناء فترة الدورة الشهرية.

يمكننا تحديد عمر الكدمات من لونها حيث أن الكدمة حديثة الظهور في أول يومين يكون لونها مائل للسواد والازرقاق ثم يليها اللون البني الأحمر وبعد فترة يصبح لونها أخضر وبعد أكثر من يوم يصبح لونها أصفر نتيجة تفكك الهيموجلوبين الموجود في الدم.

عند التعرض للكدمات الدموية يجب على الطبيب أخذ السيرة المرضية للمريض بجانب القصة السريرية التي قد تشير إلى نزيف دموي عائلي حيث يمكن ان نتوجه إلى بعض أمراض باضطرابات تخثر الدم مثل الناعور وخاصة إذا كان المريض ذكراً، كما يمكن التعرض لتلك البقع السوداء من الدم نتيجة تنظيف الأسنان بالفرشاة والذي يؤثر على نزيف اللثة أو عندما يتعرض المريض للرعاف أو عندما يتضخم طحال أو كبد المريض الذي قد يشير إلى بعض الأورام الدموية المتسببة في تلك الكدمات، ولتشخيص بقع الدم الناتجة عن الكدمات فإننا نطلب تحليل عدد كرات الدم البيضاء والحمراء والصفيحات الدموية.

هل هنالك أية أدوية تتسبب في ظهور الكدمات الدموية تحت الجلد؟

هناك العديد من الأدوية التي قد تكون وراء ظهور البقع السوداء أو الزرقاء نتيجة تجمع الدم تحت الجلد، ومن هذه الأدوية مميعات الدم كالأسبرين أو مضادات تكدس الصفيحات أو مضادات التخثر الأخرى.

إلى جانب ذلك، يمكن لبعض الأمراض كداء الزلاقي أن يتسبب في نقص بعض الفيتامينات في الجسم كفيتامين c أو فيتامين ك الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور الكدمات الدموية تحت الجلد، كما أن تناول الكحول بكثرة له أثر واضح في ظهور تلك الكدمات.

إلى جانب ذلك، يعمل التقدم في العمر خاصة عند النساء بدرجة أكبر من الرجال على ظهور الكدمات الدموية حيث عادةً ما يتم بعض التغيرات الهرمونية في سن النشاط عند المرأة والتي تتسبب في هشاشة الأوعية الدموية والأنسجة الضامة والتي بدورها تؤدي إلى ظهور الكدمات.

هل فصيلة الدم O أكثر عُرضة لليرقان الولادي الشديد؟

هناك أنواع من اليرقان عند الوليد منه اليرقان الفسيولوجي الذي يحدث أثناء فترة الرضاعة ومنه أيضاً اليرقان المرضي إذا كان هناك تنافر في فصيلة الدم كأن تكون الأم –o والأب كان إيجابي، ومن هنا قد تخرج المتضادات anti d وتذهب وتعبر المشيمة ثم تعبر لجسم الوليد وتحدث هذا الانحلال أو اليرقان الدموي.

أردف الدكتور ” أحمد باشا “: أما عن فقر الدم وأسبابه فمن الضروري التعرف عليه لسرعة علاجه حيث يمكن أن يكون سببه عدم تناول الغذاء الصحي والمتوازن أو نتيجة نقص الحديد في الجسم الذي يمكن معرفته عن طريق بعض التحاليل أو نتيجة أسباب أخرى كغزارة الطمث أو البواسير ومن ثم نتوجه إلى العلاج المناسب.

أما فيما يخص تضخم الطحال وخطورته على الدم فيمكننا القول بأن تضخم الطحال يمكن أن يكون نتيجة مرض خطير أو أنه قد يكون عبارة عن تضخم بسيط بسياق التهاب معين وهذا يمكن علاجه بعلاج السبب، وفي حالة وجود مرض دموي متسبب في تضخم الطحال فيجب على الطبيب تحديد ذلك المرض وبناءً عليه يتم معالجة تضخم الطحال.

وأخيراً، يذهب العديد من الناس للمختبر لإجراء فحوصات الدم لأسباب عدة ومن ثم تظهر الكدمة الدموية بسبب رد الوعاء الدموي ويُنصح بعمل ضغط بعد 5 دقائق من سحب عينة الدم حتى لا يحدث هذا التسرب الدموي مع مراعاة أن فيتامين E يسهل من الكدمات بجانب بعض الأغذية كالزنجبيل الذي يمكن أن يتسبب في سيولة الدم.