تشير دراسات منظمة الصحة العالمية أن هناك تدني كبير في الخصوبة عند الرجال على مستوى العالم وذلك لعدة أسباب منها خلقية وهرمونية وأخرى نتيجة النظام الغذائي الغير صحية.
على الجانب الآخر، هناك بعض التقنيات الحديثة التي يمكن تشخيص وعلاج مرض الخصوبة عند الرجال بها ومن أهم هذه التقنيات هي تقنية تجميد أنسجة الخصية خاصة للأطفال الصغار الذين لم يبلغوا بعد ولكنهم يعانون من مشاكل صحية أهمها هو مرض السرطان.
أسباب ضعف الخصوبة عند الرجال
ذكر الدكتور عبد اللطيف أبو خضرا ” استشاري جراحة الكُلى والمسالك البولية والتناسلية والعقم ” أن منظمة الصحة العالمية لديها criteria حول ما هو المعدل الطبيعي للخصوبة عند الرجل، كما يجدر الإشارة إلى أننا حول العالم أجمع بشكل عام لا نقوم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للخصوبة قبل الزواج ولكن في حال مرور سنة على الزواج ولم يحدث حمل فإننا حينئذ نقرر حتمية إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لخصوبة الرجل أو فحص العامل الذكري لدى الزوج وهو تحليل بسيط للسائل المنوي لنرى ما إذا كان ضمن المعدل الطبيعي أم لا.
أما ما يجب أخذه في الاعتبار فهو أن الدراسات الحديثة تدل على أن أسباب نسبة ضعف الخصوبة أو عدم الحمل هي 50% للذكر و50% أخرى تخص الأنثى أو الزوجة وهذا عكس الاعتقاد الخاطئ والسيء في بلادنا أن عدم الحمل نتيجة أسباب تخص الزوجة فحسب، لذلك يجب علينا التوجه في حالات عدم الحمل بإجراء الفحوصات الطبية الخاصة بالرجل بشكل دقيق – بناءً على كما ذكره الطبيب.
ما هو دور قدرة الرجل الزوجية والخصوبة في حدوث الحمل؟
إن قدرة الرجل الجنسية أو الفحولة كما هو دارج بين الناس ليس لها علاقة بحدوث الحمل عند المرأة بينما خصوبة بمعناها المعروف عنها وهو تحليل السائل المنوي للرجل لنرى حينها ما إذا كانت معدلات الحيوانات المنوية في القذف ضمن المعدل الطبيعي أم لا، ونواجه في مجتمعاتنا حالات عديدة يقوم فيها الزوج بالزواج من أكثر من زوجة ولا يحدث هنالك حمل ولكنه يكتشف بعد ذلك أن عدم الحمل هو نتيجة مشكلة خاصة به ولا تمس زوجته وهذا يدل على وجود توعية كافية عند الناس فيما يخص مشكلة الخصوبة وعلاقتها بالحمل، ومن هنا يكمن أهمية إجراء الفحوصات الطبية الخاصة بتحليل السائل المنوي والخصوبة عند الرجل.
ما هي الأشياء التي يمكن أن تقلل من خصوبة الرجل؟
تعتبر الخصوبة عند الرجل هي جزء من الصحة العامة، لذلك يجب الاهتمام بعد التعرض للسمنة المفرطة التي تؤثر على الخصوبة حيث أن خلايا الدهون الزائدة في الجسم تفرز الهرمون الأنثوي ” الأستروجين ” وهو ما يتسبب في خلل التوازن الهرموني عند الرجل ويقلل الهرمون الذكري ويقلل خصوبته.
إلى جانب ذلك، يعتبر التدخين عامل أساسي في التقليل من خصوبة الرجل سواء السجائر أو الشيشة أو السجائر الإليكترونية التي لها نفس الضرر على صحة وخصوبة الرجل بالرغم من الادعاءات بأنها أقلل ضرراً.
هناك أسباب أخرى لضعف الخصوبة عند الرجل من بينها الزواج في سن كبير نوعاً ما للزوجين وذلك بسبب ضغوطات الحياة وتغير طبيعتها عن ذي قبل بسبب إتمام الدراسة أو ما شابه، ومن ثم يمكننا القول بأن التقدم في العمر يصاحبه التأخر في نسبة الخصوبة لدى الجنسين.
كيف يمكن تشخيص ضعف الخصوبة عند الرجال؟
هناك أسباب مرضية لضعف الخصوبة كما أن هناك أسباب خلقية لهذا المرض كالخصية الهاجرة أو وجود تشوهات خلقية في الجهاز التناسلي للرجل أو إمكانية وجود خلل كروموسومي أو بعض الأسباب الهرمونية كتقص في الهرمونات التي تُفرز من الغدة النخامية في الدماغ والتي تعمل على تنشيط الخصية لإنتاج الحيوانات المنوية عند الرجل.
هناك أسباب أخرى لضعف الخصوبة يمكن تشخيصها مثل الالتهابات كتضخم دوالي الخصية، كما أن هناك سبب جديد يخص تعرض الأطفال الصغار للسرطانات مثل الليمفوما واللوكيميا ويضطرون لأخذ علاجات كيماوية أو إشعاعية لها مضار شديدة على الخصوبة على الرغم من دورها الواضح في علاج مرض السرطان.
أحدث العلاجات لضعف الخصوبة عند الرجل
ينقسم ضعف الخصوبة عند الرجال إلى ضعف خصوبة شديد أو حاد أو ضعف خصوبة متوسط وبسيط.
أما ضعف الخصوبة الشديد أو الحاد فهو يعني انعدام وجود حيوانات منوية في القذف وهذه المشكلة تمثل من 10 إلى 15 % من كل حالات ضعف الخصوبة عند الرجال، وتمثل كذلك ما يقرب من 1% من جميع الرجال البالغين في العالم.
أضاف ” أبو خضرا “: هناك سببين لانعدام وجود حيوانات منوية في القذف أولهما هو انسداد في القنوات المنوية الناقلة التي تنقل الحيوانات المنوية من الخصية إلى الخارج وهذا يمكن علاجه عن طريق التدخلات الجراحية بواسطة الجراحة المجهرية التي تحمل نسبة عالية للغاية من النجاح تصل إلى 80 أو 90%.
أما الجزء الآخر فهو نتيجة ضعف أساسي في خصية الرجل يتسبب في عدم قيام الخصية بتكوين حيوانات كافية لتخرج في عملية القذف.
في السابق كنا نقوم بإجراء عينات أو خزعات عشوائية عمياء ولكن الآن أصبح بإمكاننا اكتشاف المشكلة عبر التفتيش المجهري لأجهزة الخصية باستخدام المجهر الجراحي والذي يحمل نسبة 50% من النجاح لتشخيص وعلاج المشكلة ونقوم بإيجاد حيوانات منوية نستخدمها في تلقيح بويضات الزوجة عبر عملية الحقن المجهري ونستخدم في هذه العملية الميكروسكوب الجراحي الذي يُكبِّر لنا 50 مرة القنوات الحاضنة، كما يمكننا رؤية القنوات الناشطة في الخصية والقادرة على تكوين الحيوان المنوي لنراها سميكة وكثيفة بنسبة أعلى من غيرها.
وأخيراً، فيما يخص الأطفال الصغار الذين يصابون بالسرطانات قبل سن البلوغ والذين يختلفون عن الأطفال بعد سن البلوغ والذين يمكن تجميد السائل المنوي الخاص بهم عند إصابتهم بهذا المرض فإن هناك تقنية جديدة نعتمد فيها على أخذ جزء صغير من نسيج الخصية قبل بدء العلاج ويتم تجميد هذه الأنسجة ويأخذ الطفل علاجاته الإشعاعية والكيماوية الخاصة بمرض السرطان ثم بعد يُشفى من هذا المرض نقوم بإرجاع هذا النسيج ونعيد تنشيط الخصية مرة أخرى ليتمكن هؤلاء الأطفال الناجون من السرطان التمتع بحياة جنسية صحيحة.