أسباب ضعف التركيز في فترة الإمتحانات؟
ضعف التركيز أو التشتت الدراسي مشكلة تؤرق كل أولياء الأمور بفترة الامتحانات ولكن قد يحتاج الحل إلى تدريب متواصل لفترات تسبق الامتحانات بمراحل، حيث يؤكد العلماء على أهمية أكل الطالب ومكان تلقيه للمعلومة والمؤثرات الخارجية المحيطة والمؤثرات الداخلية أي قدراته الشخصية.
يعاني الكثير من الطلاب من مشكلات قلة التركيز والتشتت أثناء الدراسة ويؤدي ذلك إلى تدني مستوى تحصيلهم العلمي بغض النظر عن قدراتهم العقلية وخاصة مع الإنتشار الكبير في وسائل التسلية والتي تساهم في إضاعة وقت الطلبة ويشتكي بعض الأهل من قلة إستيعاب أبنائهم للمناهج الدراسية وتراجع مستواهم بالشكل المقلق بسبب عدم التركيز على الدروس لذلك لابد من بعض الإجراءات التي تساعد الطالب على تجاوز هذه المشاكل.
على الأولياء تحديد أوقات إستعمال أطفالهم للإنترنت في أوقات الفراغ فقط وإغلاق كافة مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها والإقتصار على إستخدام الكمبيوتر الشخصي للواجبات الدراسية، يجب أن يدرب الأطفال على التركيز والانتباه ويمكن البدء بفترات قصيرة يتم فيها التركيز بشكل كامل على الواجبات الدراسية ولا تتعدى في البداية خمس أو عشر دقائق ثم أخذ استراحة ويتم زيادة هذه المدة تدريجيا للوصول إلى وقت كاف مع الأخذ بعين الاعتبار فترات الإستراحة التي تساعد على إستعادة النشاط والحيوية.
ويجب أن يتم ذلك ضمن جدول زمني منظم ومحدد من قبل وينصح باستخدام الإنترنت لهدف محدد مسبقا وتجنب الدخول على مواقع الإنترنت إن لم يكن هناك هدف معين مثل البحث عن مصادر تساعد على كتابة مقال أو بحث علمي أو التواصل مع زملاء الصف والمعلمين أو حتى بغرض التسلية، لأن ذلك يؤدي إلى إضاعة الكثير من الوقت والتشعب في عدة مواقع تشتت الذهن وتتعب الدماغ.
كما يجب أن تتم الدراسة في مكان مناسب وتعتبر المكتبة المكان الأفضل للدراسة لأن الدماغ يبني رابطا بين المكان والقراءة ويساعد على التركيز، بعد كل ذلك على الأولياء عدم إهمال جانب التغذية الذي يلعب دورا مهما في مساعدة الطفل على النشاط والتركيز حسب نوع الغذاء.
وللمزيد عن كيفية مساعدة الطلبة على التركيز بدراستهم خلال فترة الامتحانات تفيدنا الدكتورة حنان حسين أستاذ الطب النفسي من كلية الطب جامعة عين شمس وإستشاري الطب النفسي بالمركز الأمريكي العصبي والنفسي.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى تشتت الذاكرة لدى الأطفال؟
تختلف الفترة التي يستطيع فيها الطفل التركيز على حسب السن فهناك معدلات طبيعية لكل سن فمثلا الأطفال فى مرحلة الحضانة أقصى فترة تركيز لديهم هي عشر دقائق ولابد لهم من راحة بعدها للاستيعاب بعد ذلك، وكلما يزيد العمر، يزيد تركيز الفرد حتي يصل إلى ساعة وساعتين لدي طلاب المرحلة الثانوية ويلاحظ ذلك الخبراء التربويين وبالتالي لا تزيد مدة الحصة الدراسية الواحدة عن 40 دقيقة فهذه هي أقصى فترة إستيعاب لدى الطالب.
ويجب على المعلم تغيير نمط الحصة بحيث لا يستمر على نهج واحد بل يتضمن القراءة والكتابة ووقت راحة ولا يكون الوقت كله للتلقي.
بالإضافة إلى أهمية تقسيم مهام الطالب على شكل جداول ولابد من أن تتضمن وقت راحة ملييء بالنشاطات المفيدة التي تفيد التركيز.
فمثلا هناك بعض العوامل التي تشتت تركيز الطفل ومنها ألعاب Video games والتي تحتاج لوقت فيما بعدها ليعود الطفل إلى تركيزه ولكن يمكننا إفادته بألعاب رياضية أو تمارين أو يتناول عصائر أو أية أنشطة مفيدة ستساعده بشكل أفضل.
كيف يمكننا مساعدة الطالب على التركيز في فترة الإمتحانات؟
وأضافت الدكتورة إلى أهمية تهيئة المكان للمذاكرة والدراسة بحيث يكون هناك مكان مخصص للمذاكرة ولا يتغير كل يوم ويجب أن يكون مكان هاديء بدون أية مؤثرات مثل التليفزيون أو التليفون وبالنسبة للأطفال وجود ألعاب وزينة بالمكان تشتت انتباه الطفل وتركيزه.
كما يفضل إبعاد أي طفل أقل من عمر الدراسة عن الطالب الذي يذاكر فهذا بالتأكيد سيشتت إنتباه الطالب.
أما بالنسبة للعوامل الداخلية النفسية كبعض الأمراض مثل الربو وحساسية الصدر بعض الأدوية المعالجة قد تزيد النشاط أو مضادات الحساسية التي تعرف بمضادات الهيستامين تسبب تشتت التركيز بالإضافة إلى نوعية الطعام قد تؤثر بشكل كبير على التركيز وتوجد بعض الأطعمة الغنية بالأوميغا -3 مثل الأسماك والمكسرات تساعد على التركيز وتحسين الذاكرة. كما أن المقليات وألأطعمة الدسمة تصيب الفرد بالخمول وتظهر على الطفل في صورة تشتت وقلة تركيز.
وتنصح الدكتورة بتناول الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالأوميغا-3 خصوصا في فترة الامتحانات.
وتابعت الدكتورة حديثها عن مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه وهي حالة مرضية تصيب العديد من الأطفال وتظهر على شكل صفات أو إضطراب بسيط إلى متوسط إلى شديد وكل حالة تختلف في علاجها فليست كل الحاجات تحتاج إلى علاج دوائي ولا يجب ضغط الأهل على الطفل لإحراز تفوق عال في حين أنه يمكنه إحراز نجاح لا بأس به دون الضغط الشديد عليه.
كما أن حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه عادة ما يصاحبها الاندفاع في التصرفات وكثيرا ما يكون هذا الطفل عنيد فيجب إشغاله في بعض المهام والنشاطات لعدم إيصاله لهذه المراحل من الاندفاع والعند.
ويمكن لهذا الطفل الذي يعاني من فرط الحركة أن يشترك في عدة أنشطة لاستغلال زيادة نشاطه بشكل مفيد.
أما الطفل الذي يعاني من تشتت الانتباه بصورة أكبر من فرط الحركة فلابد من تقصير الفترات التي يدرس
خلالها الطفل وزيادة أوقات الراحة وإبعاد أي أشياء تسبب التشتت للطفل.
كما نبهت على نقطة هامة في تعليم الأطفال ممن يعانون من تشتت الانتباه وهي إعداد المحتوي الدراسي في شكل نقاط ورسومات توضيحية وتجميعية بحيث إذا فقد الطفل انتباهه في إحدى النقاط تساعده هذه التجميعة على استيعاب الموضوع بأكمله.
وغالبا ما يفيد هذا الطفل مراجعة دروسه لتجميع أي نقاط ضاعت منه بسبب تشتت الانتباه فهذه المراجعة تساعد الطالب على إكتشاف أية أخطاء.
ما هو سبب النسيان؟
النسيان هو عرض ولا بد من معرفة ما إن كان نسيان أو مجرد توتر وقلق تسبب في نسيان الطفل. وغالبا الأخير هو الذي يسبب النسيان في فترة الامتحانات.
والتوتر والقلق من دوافع النجاح في الأمور ولكن بشكل محدد وإذا زاد عن الحد الطبيعي قد يؤدي إلى القلق المدمر الذي يبعد الإنسان عن مواجهة أي تحديات لخوفه منها.
وعلاج التوتر الزائد عن اللازم يكون بتوقع نهاية أي شيء وبالتالي عدم الخوف من النهايات فتحاول الأم توصيل فكرة عدم خوفها من نجاح الطفل ومقارنته بالآخرين وتشجيعه على تطوير حاله وتحسين موضعه.
وعدم الوصول للدرجات النهائية لا يعني الفشل.