مع قدوم الصيف وارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تكون ضربات الشمس من المشاكل الخطيرة التي يمكن أن تؤثر على صحة أبنائنا.
الأسباب وراء ضربات الشمس عند الأطفال
قالت “د. مي أبو حاكمة” أخصائية الأطفال وحديثي الولادة. في البداية يجب علينا التذكير بأن ضربات الشمس هي حالة مرضية يصير لدينا فيها ارتفاع في درجة حرارة الجسم ويصير الجسم غير قادر على خفض حرارته بصورة ذاتية مما يتسبب في ارتفاع في درجة الحرارة ومن ثم تتأثر مراكز ضبط الحرارة في المخ ثم يحدث تجمع للسائل حول المخ مسبباً الاحتقان الذي يؤثر على وظائف القلب وعملية التنفس عند الطفل ويمكن حينها أن تصل درجة حرارته إلى 40 أو 40.5 مع ملاحظة أن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي 37.
عند التعرض للشمس لفترة طويلة فإننا نفقد العديد من السوائل والأملاح في الجسم ومن ثم يقل الدم الذي يدور داخل جسمنا للأعضاء مما يتسبب في الهبوط والشعور بالتعب والإعياء والدوخة والدوار والغباش وعدم وضوح للرؤية ثم إمكانية التعرض للتقيؤ وتشنج للعضلات وألم في الرأس والإغماء.
مدة التعرض للشمس للإصابة بأعراض ضربات الشمس
عند التعرض للشمس لأكثر من ساعة متواصلة يحدث لدينا أعراض ضربات الشمس ومن ثم يزيد التعرق عند الطفل حتى يفقد كافة السوائل والأملاح الموجودة في جسمه.
على الجانب الآخر، هناك مراحل عدة للإصابة بضربات الشمس أولها هو الدوار وألم في الرأس وفي النهاية يمكن أن تصل إلى حالة من حالات الإغماء.
وتابعت “مي أبو حاكمة” في جميع الأحوال يجب أن يكون لدينا تدخل للمستشفى عند التعرض لأي درجة من ضربات الشمس حيث أن الطفل حين يتعرض للشمس يقوم بالاستفراغ ثم الهبوط العام وانخفاض في الضغط ومن ثم يجب اصطحابه لمكان بعيد عن الشمس ثم التخفيف من الملابس الذي يرتديها ووضع كمادات ماء فاترة عليه وليست باردة مع ضرورة شرابه لكميات بسيطة من السوائل والأملاح كل خمسة دقائق لأن شرابه لكميات كبيرة قد يتسبب له في عمليات اختناق، وفي حالة الإغماء يجب التدخل لأخذه على الطوارئ على الفور.
يكمن الفرق بين التعرض لضربات الشمس بين الكبار والصغار هو أن الكبار يمكنهم التعبير عن ما يعانون منه بينما الصغار لا يمكنهم التعبير خاصة إذا كان هذا الطفل الصغير أثناء اللعب أو تحت أشعة الشمس المباشرة أو في حمامات السباحة ويمكنه التعرق وفقدان السوائل دون أن يهتم كثيراً بنفسه.
طرق وقاية الأطفال من ضربات الشمس
للوقاية من ضربات الشمس يجب على الأطفال ضرورة أخذ الماء معهم عند اللعب تحت حرارة الشمس مع ضرورة شرب كمية بسيطة من الماء كل ربع ساعة بجانب أهمية ارتداء قبعة على رؤوسهم للوقاية من أشعة الشمس المباشرة كما يُنصح لهم ألا يقفوا تحت أشعة الشمس المباشرة من الأساس.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأم ضرورة تدريب أبنائها على أهمية شرب الماء بصورة دائمة كما يجب تعويدهم على ذلك بعد كل وجبة وأن تكون القارورة المخصصة للشرب موجودة دائماً بجوار الطفل ونحاول تشجيعه وتحميسه لشرب الماء منها مع أهمية متابعة الأم لوقت دخول ابنها للحمام لأن هذا قد يكون له دلالة لإمكانية تعرضه للجفاف.
كما سبق الذكر عند تعرض الطفل لأولى أعراض ضربات الشمس وهي الشعور بالدوار والتعرض لألم في الرأس والشعور بضرورة النوم وعدم التركيز ومن ثم يجب علينا اصطحابه من الشمس إلى مكان مظلل واستلقاؤه على الأرض مع رفع الجزء العلوي أو رفع ظهره ووضع كمادات على كامل جسمه ورأسه مع إمكانية شربه للماء كل خمسة دقائق وفي حالة زيادة أعراض ضربة الشمس عند الطفل وتم استفراغه ودخوله في حالة عدم التركيز التام فإننا قد نكون حينئذ إزاء حالة من حالات الإغماء التي تتطلب ضرورة الذهاب إلى الطوارئ لأن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع في درجة حرارة الجسم وتسارع في ضربات القلب والتنفس كما يمكن أن يؤدي ذلك في النهاية إلى وفاة الطفل.
وأخيراً، يمكننا القول أن وصول الطقس لدرجة حرارة 40 يمكن أن يؤدي إلى تعرض الطفل إلى ضربة الشمس ولكن على الجانب الآخر يجدر الإشارة إلى أن تعرض الطفل لأشعة الشمس المستمرة حتى وإن كانت في الثلاثينات فإن ذلك بالضرورة يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم.