قد يعاني بعض كبار السن من العُزلة الاجتماعية والانطواء لذلك يحتاجون إلى الرعاية والاحتواء من قِبل ذويهم أكثر من احتياجاتهم المادية، لذلك يجب التعامل معهم بحُب واهتمام وعدم فرض الرأي عليهم لأن ذلك قد يصيبهم بالحُزن والعُزلة.
كما يجب إدخال وسائل البهجة والسرور على حياتهم لأن ذلك يُشعرهم بالسعادة، وقد أثبتت الدراسات أن جلوس الأطفال معهم يرفع من مُستوى سعادتهم ويجعلهم يتماثلون للشفاء.
الأعراض التي تدل على الانطوائية عند كبار السن
تقول الأستاذة “نجمة عبدالرحيم أهلي” مدربة التنمية الذاتية أنه من المعروف عالميًا أن مرحلة كبار السن تبدأ من بعد سن ٦٠ وهذا يعتمد على طبيعة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها فهناك أشخاص في سن ٨٠ ويتمتَّعون بالصحَّة والعافية وهناك أشخاص في سن ٦٠ ووصلوا لمرحلة الكُهولة، مُشكلة الانعزال عند كبار السن تُعتبر مُشكلة الأبناء وليس الآباء.
فعندما يصل الإنسان إلى مراحل عالية ويقوم بفرض رأيه على أبوه ويحرمه من إبداء رأيه وقدرته على الاختيار فهو بذلك يُسبب له مرض نفسي واكتئاب وعُزلة كبيرة بسبب معاملة ابنه له ويُصبح مُستسلم للموت.
وأضافت الأستاذة “نجمة” أنه يجب التكلم مع كبار السن والتحاور معهم لمعرفة احتياجاتهم العاطفيَّة أكثر من احتياجاتهم المادية، ومعرفة الأشياء التي تُسعدهم وتُشعرهم بالارتياح فمن الممكن أنهم يريد السفر أو الذهاب للعمرة، لذلك يجب السؤال الدائم عليهم والحوار معهم وعدم قطع الاتصال بهم أو فرض الرأي عليهم لأن ذلك قد يؤدي إلى حُزنهم وعدم رغبتهم في التَّحدث، لأنهم لا يريدون أي شيء سوى اهتمام بحُب وليس اهتمام واجب.
التعامل مع كبار السن
كل مرحلة لها الاحتياجات الخاصة بها مثل مرحلة المراهقة لها احتياجات وتغيُّرات نفسية وجسدية، كذلك كبير السِّن يجب تقدير التغيُّرات التي حدثت له وتلبية أكبر احتياجاته وهي العطاء والاهتمام بحُب.
فهناك دراسة تم إجراؤها في أمريكا في مُستشفى لدار المُسنِّين قسَّموا كبار السِّن إلى مجموعتين وأعطوا مجموعة منهم الأكل وأجبروهم على اتِّباع برنامج ونظام أكل مُعيَّن وممارسة رياضة مُعيَّنة وأعطوا المجموعة الأخرى الحرِّية في اختيار أنواع الأكل والرياضة التي يمارسونها، بعد فترة وجدوا أن المجموعة الأولى زاد عليها المرض وتوفي بعضهم أما المجموعة الثانية تحسَّنت صحتهم وأصبحوا أكثر تفاؤل وسعادة لأنهم أُعطوا حريَّة الاختيار.
لذلك يجب إعطاء كبار السِّن حُريَّة الاختيار والتعامل معهم بحُب وعدم إجبارهم على فعل شيء لمُجرَّد أنهم تقدَّموا في العُمر فهم لديهم القدرة على الفهم ولم يفقدوا عقلهم، حتى لو أصبحت حركتهم بطيئة وكلامهم أبطأ ولا يهتموا بمظهرهم كما كانوا ولكنهم يستوعبون ما يحدث حوله، فكل كبير في السن يحتاج أن يكون له قرار لأن هذا الشيء إذا سُلب منه يمكن أن يَكسره ويؤدِّي إلى انعزاله.
مساعدة كبار السن في الخروج من العُزلة
كلما زادت السعادة والبهجة في حياة الإنسان كلما أصبح أكثر صحَّة حتى وإن كان مريضًا وهذا يُعتبر من العلاجات المُهمَّة ليس فقط لكبار السِّن ولكن لجميع الأشخاص كما أن الجلوس مع الأطفال أيضًا يُشعر الشخص بالسعادة وخاصة كبار السن فالأطفال يتعاملون مع كبار السِّن بعفوية.
وأثبتت الدراسات أن دمج الحضانات مع كبار السن يؤدي إلى تماثلهم للشفاء بشكل أسرع وشعورهم بالسعادة كما يُعلِّم الأطفال احترام الكبار وتقديرهم.
واقرأ هنا كذلك: كيف يمكن دعم كبار السن في ظل وجود فيروس كورونا
كما أضافت الأستاذة “نجمة” أن الجلوس مع كبار السن ليست بكميَّة الوقت ولا بالأشياء المادِّية التي تُقدَّم لهم بل بنوعيَّة هذا الوقت وتقديم الاحتواء والحُب الذي يحتاجون إليه.