أسباب السقوط عند كبار السن وأساليب الوقاية منه

أسباب السقوط عند كبار السن

يتعرض كبار السن للسقوط نتيجة أسباب كثيرة، وإذا حدث فإنه يمكن أن يدمر حياة المسن، حيث إنه سيتوقف عن الحركة ما يعرضه للإصابة بالكثير من الأمراض وقد يؤدى به إلى الاكتئاب، كما أن هذا يمكن أن يؤدى إلى مضاعفات خطيرة منها الكسور، وأن المريض يصبح طريح الفراش بعد السقوط وأهمية الموضوع تكمن في الاكتشاف المبكر والتعرف على الأشخاص الذين قد يتعرضون للسقوط فنقوم بعمل تقييم طبى شامل لحالتهم لمعرفة الأسباب التي يمكن أن تؤدى إلى السقوط ويتم علاجهم مبكرا.

ويشير بعض الأطباء إلى أن أهم هذه العوامل الأدوية وخصوصاً المهدئات والمنومات ومضادات الاكتئاب ومدرات البول وبعض الأمراض كضعف العضلات والتهاب الأعصاب الطرفية واضطرابات ضربات القلب، ولتجنب ذلك لابد أن يذهب كبير السن للطبيب المختص لعلاج أي مشكلة أو مرض قبل أن يتعرض للسقوط.

وفي حالة السقوط يكون العلاج جراحي في بعض الأحيان، كما أنه يستلزم علاج هشاشة العظام ورعاية المريض بالفراش حت الى يعود إلى نشاطه الطبيعي، ويتم وضع برنامج غذائي، وعلاج طبيعي وتأهيل.

مدى انتشار مشكلة السقوط بين المسنين

تقول أخصائية العلاج الطبيعي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الأستاذة “إيمان عبد الرحيم الجناحي”: أنه مع التقدم في السن تكثر حالات السقوط والتي قد تكون إصابات معتدلة إلى إصابات بالغة كالكسور في عظام الحوض وإصابات الرأس التي قد تؤدي إلى الوفاة، كما أنه قد يتعرض للنزيف، وفقدان الوعي، وحدوث كسور في مفصل الورك، كسور في الضلوع، وفقرات الظهر، وهذه المشكلة تؤرق الكثير من المهتمين برعاية هذه الفئة السنية بسبب كثرة حالات السقوط عند كبار السن حيث يسقط واحد من كل ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية (في عام ٢٠١٠ حدثت أكثر من ٢.٣ مليون حالة سقوط احتاج منها ٦٦٢٠٠٠ إلى التنويم وكلفت الخزينة الأمريكية ما يقارب ٣٠ مليار دولار).

وبداية يمكن أن نعتبر أن سن الخامسة والستين بداية سن الشيخوخة في معظم الدول ولكن الانتقال من مرحلة منتصف العمر إلى مرحلة الشيخوخة (أو كبر السن) يصعب تحديده في معظم الأحيان لاعتماده على عدة عوامل اجتماعية وصحية، والسقوط عند كبار السن هو السقوط غير المتوقع على الأرض والذي لا يكون نتيجة لإصابات مرضية مباشرة كالجلطات الدماغية وغيرها.

أسباب السقوط عند كبار السن

مع التقدم في العمر نجد العديد من التغيرات التي تحدث للشخص، من تغيرات اجتماعية، جسمانية، فسيولوجية، ونفسية، والتي قد تؤدي بدورها إلى زيادة خطر التعرض للسقوط، ومن أبرز الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى السقوط عند كبار السن:

  • العوامل البيئية: فأكثر من ثلث حالات السقوط عند كبار السن تكون بسبب المخاطر البيئية المحيطة بهم وغالباً ما تكون في المنزل مثل الإضاءة الخافتة، الأسطح الزلقة، الأثاث القابل للسقوط والمفارش المتحركة، أو وجود ألعاب للأطفال في المكان، أو وجود مفارش وسجاجيد غير مستوية على الأرض.

لذلك فيجب التأكد من وجود إضاءة كافية في المنزل، وتركيب قضبان إمساك عند مداخل المنزل، في الحمامات وعند الدرج كما يجب إزالة جميع عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى السقوط في المنزل خاصة عند المداخل والممرات.

  • الأدوية: قد تؤدي الأدوية إلى فقدان التوازن أو الدوار وخاصة أدوية الاكتئاب والأدوية المسكنة.

وينصح كبار السن بعدم أخذ الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب، والاحتفاظ بقائمة بجميع الأدوية التي يتناولها كبير السن وإحضارها عند كل زيارة طبية، التقيد بتناول الأدوية بانتظام وفي اوقاتها المحددة، وعند حدوث أي أعراض جانبية يجب المسارعة بإخبار الطبيب.

  • الحالات المرضية: يوجد كثير من الحالات الصحية التي قد تساهم في سقوط كبار السن كأمراض القلب، باركنسون، انخفاض الضغط، السكري، التهاب المفاصل، وهشاشة العظام.
  • سوء التغذية: لذلك فيجب تناول الغذاء المعتدل، فيتامين د والكالسيوم وفي بعض الحالات أدوية هشاشة العظام قد تساعد في الحد من الإصابات البليغة الناتجة عن السقوط.
  • مشاكل البصر (النظر): كبار السن الذين يعانون من مشاكل في النظر يكونون معرضين للسقوط بنسبة الضعف مقارنة بالذين لا يعانون من مشاكل في النظر وذلك لأهمية النظر في توازن الجسم، ويوجد الكثير من أمراض العين التي قد تسبب السقوط عند كبار السن كإعتام عدسة العين (المياه البيضاء) والجلوكوما (المية الزرقاء).

لذلك فتنصح الأستاذة “إيمان” بفحص النظر الدوري (كل سنة أو سنتين) لكبار السن والمسارعة بعلاج أمراض العين التي قد تساهم في السقوط.

  • قلة النشاط البدني: حيث تقل الحركة البدنية عند كبار السن بسبب الأمراض المزمنة أو بسبب الخوف من السقوط فتصيب عضلاتهم الضمور ويفقدون ردود الفعل العصبية وتناسق الجسم وهذه العوامل تؤدي الى زيادة نسبة السقوط.

أساليب الوقاية من سقوط المسنين

تؤكد الأستاذة “الجناحي” أن هناك العديد من أساليب الوقاية من سقوط المسنين، ويجب اتباعها حتى نتفادى المضاعفات الخطيرة التي تحدث عند تعرض المسن للسقوط، ومن أبرز هذه الأساليب:

  • الاكتشاف المبكر لهشاشة العظام من أهم خطوات الوقاية من مضاعفات السقوط في كبار السن، حيث أن مرض هشاشة العظام لا يسبب أي أعراض مرضية إلا بعد حدوث كسر، لذا يجب عمل فحص لكثافة العظام بشكل دوري بعد مراجعة طبيب المسنين.
  • يجب علي كبار السن الحرص على تناول الكالسيوم وفيتامين د بالجرعة التي يحتاجها الجسم وهي ١٢٠٠ مجم يومياً من الكالسيوم و ٨٠٠-١٠٠٠ وحدة من فيتامين “د”.
  • التخفيف من آلام التهابات المفاصل والخشونة وذلك بالعلاج الطبيعي، المسكنات المسموح بها ، التمارين الرياضية وتخفيف الوزن قد يساعد في التقليل من خطر السقوط عند كبار الوزن.
  • زيادة النشاط والحركة من طرق الوقاية من السقوط، لأن قلة النشاط البدني عند كبار السن بسبب الأمراض المزمنة أو بسبب الخوف من السقوط يؤدي إلي ضمور العضلات، ونقص في كثافة العظام مما يؤدي إلى زيادة احتمالات السقوط كما سبق الذكر.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، لأن التمارين الرياضية يمكن أن تزيد من قوة الشخص وتناسق حركاته ومرونته، ولكن يجب استشارة طبيب المسنين دائماً قبل البدء بأي برنامج للتمارين الرياضية لتقييم الحالة الصحية ومدى مناسبتها.
  • يجب اختيار الحذاء المناسب للقدم عند كبار السن مما يدعم السير ويقلل من التزحلق على الأرضيات وتجنب الأحذية ذات الكعب العالي وأيضاً الأحذية ذات النعل الأملس.
  • عند تناول أدوية من آثارها الجانبية الشعور بالدوخة والنعاس يجب استشارة طبيب المسنين المختص لتحديد الأدوية عالية الخطورة وتفاعلات الأدوية مع بعضها ووضع خطة مناسبة للتعامل مع الأدوية، وجرعاتها أو استبدالها بأدوية أخرى.

وأخيراً، فتشير الأستاذة “إيمان” إلى أهمية إجراء الفحص الدوري للعين لكبار السن على الأقل كل سنة إن كان لا يعانى من أي أمراض مزمنة أما إن كان يعانى من السكرى او ارتفاع ضغط الدم فمعدل الفحص الدوري للعين يحدده الطبيب المختص على حسب درجة اعتلال الشبكية ولابد من سرعة علاج أمراض العين التي قد تساهم في السقوط.

أضف تعليق

error: