ما هو الجهاز الهضمي؟
أجابتنا الدكتورة “سناء السخن” استشارية أمراض الدم والأورام ورئيسة جمعية أطباء الأورام الأردنية بقولها: الجهاز الهضمي يبدأ من المريء مرورًا بالمعدة ثم الإثنى عشر ثم البنكرياس ثم الكبد ثم المرارة ثم الأمعاء الدقيقة وبعدها الأمعاء الغليظة، لذلك يتشعب الحديث عن أورام الجهاز الهضمي إلى جميع أنواع الأورام السرطانية التي من الممكن أن تُصيب أي عضو من هذه الأعضاء. ونشير هنا إلى الخطأ الشائع بربط سرطانات البلعوم بالأورام السرطانية للجهاز الهضمي، والصحيح أنه لا ترابط أو تداخل بين سرطانات الجهاز الهضمي وسرطانات الرقبة.
وتشترك سرطانات الجهاز الهضمي بكافة أعضاءه في المسببات والعوامل التي تزيد من خطورة الإصابة، كما تشترك أيضًا في العديد من الأصناف الدوائية المستعملة للعلاج، وإن كانت تختلف الأصناف الدوائية في نتائجها العلاجية بإختلاف العضو المُصاب.
تابعت “د. سناء” قائلة: الجدير بالذكر أن إمكانية الإصابة بالأورام السرطانية واردة بالتساوي مع كل أعضاء الجهاز الهضمي، ولا تقتصر على أورام القولون كما يعتقد العديد من الناس، وكل ما في الأمر هو إشتهار بلدان معينة بأنواع معينة من سرطانات الجهاز الهضمي، فعلى سبيل المثال تشتهر دول جنوب شرق آسيا بإنتشار سرطان الكبد، أما اليابان فتشتهر بسرطان المعدة، والمنطقة العربية ومنها الأردن تنتشر فيها أورام القولون والمستقيم وهي بحد ذاتها نعمة من الخالق جل وعلا وذلك نظرًا للسهولة الشديدة في الكشف عنها مبكرًا وأيضًا للسهولة الشديدة في الوقاية منها.
ما أبرز الأعراض الصحية للإصابة بأورام في الجهاز الهضمي؟
عادةً ما تتشابه الأعراض المرضية للعديد من أنواع الأورام التي يمكن أن تُصيب أي عضو من أعضاء الجهاز الهضمي، وبشيء من التفصيل يمكننا إبراز أشهر أعراض أورام القولون أولًا لأنها الأساس المشترك في كل أنواع سرطانات الجهاز الهضمي،
فمن أعراض سرطان القولون:
• فقدان الوزن السريع والغير مُسبب.
• فقدان الشهية.
• آلام مستمرة وحادة في منطقة البطن والمعدة لا ينفعها الأدوية البسيطة.
وأردفت “د. سناء” قائلة: هنا لابد من وقفة لتوضيح الفارق بين آلام القولون العصبي وآلام أورام القولون، بيد أن آلام القولون العصبي عادةً ما تكون طبيعة مرضية للشخص ومزمنة ومستمرة لفترات عمرية طويلة، كما أنها لا تنشأ فجأة بل لابد لها من الظهور بعد التعرض للعوامل المحفزة لهيجان القولون سواء كانت عوامل غذائية أم عوامل نفسية وعصبية. أما آلام الأورام تظهر فجأة وبدون مقدمات ولا تعالج بحمية غذائية أو مسكنات بسيطة.
وبالإضافة إلى ما سبق من أعراض قد تظهر أعراض مرضية أخرى مرتبطة بالعضو المصاب بالورم السرطاني في الجهاز الهضمي ومنها:
• صعوبة البلع وآلامه الغير مبررة، وهي مؤشرات على وجود مشكلة صحية ما في المريء.
• تغير عادات إخراج الفضلات كالإصابة بالإسهال أو الإمساك المستمر، أو خروج دم مع البراز، أو تكرار عملية التبرز على غير المعتاد.
ما أسباب الإصابة بأورام في الجهاز الهضمي؟
كما تتشارك الكثير من الأعراض المرضية في أنواع الأورام المختلفة التي تصيب الجهاز الهضمي،
تتشارك أيضًا الكثير من الأسباب المؤدية للإصابة بها ومنها:
• زيادة الوزن والسمنة، وليس المطلوب من الفرد أن يكون صاحب وزن مثالي ولكن على الأقل لا يزيد وزن الجسم عن الوزن الصحي أكثر من 10 كيلوجرامات.
• قلة الحركة لأنها لاعب أساسي في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
• التدخين، فلا يقتصر ضرره على الإصابة بأورام الرئة والحنجرة والفم كما يعتقد البعض بل يمتد تأثيره إلى الإصابة بأورام في الجهاز الهضمي، وهذا ما أكدته آخر الدراسات البحثية حيث أشارت إلى العلاقة الترابطية بين 12 نوع من الأورام السرطانية وبين التدخين، وأول هذه الأنواع هو سرطان القولون.
• نوعية وطبيعة الغذاء، فالخضروات والفاكهة الطازجة من الأغذية المفيدة في الوقاية من خطر السرطانات والعديد من الأمراض المزمنة والحادة مثل السكري والضغط والقلب… إلخ. أما الإكثار من الأصناف الغذائية الغنية بالدهون والسكريات الضارة والمواد الحافظة والمضافة كلها من العوامل المُعززة للإصابة بأورام الجهاز الهضمي
• العوامل الوراثية وهي قد لا تمثل أكثر من 10% كسبب من أسباب الإصابة بأورام الجهاز الهضمي.
ما إمكانية إنتشار الورم السرطاني من عضو إلى عضو داخل الجهاز الهضمي؟
تزداد فرص إنتقال الأورام السرطانية بين أعضاء الجهاز الهضمي بتأخر الفحص الطبي والعلاج، وهنا يتأكد الدور المحوري للكشف المبكر عن الورم السرطاني للسيطرة عليه والحد من إنتشاره وإنتقاله من عضو إلى عضو آخر، لذلك أوصت كل الجمعيات الطبية على ضرورة تنظير المعدة والقولون على يد طبيب متخصص لكل من تجاوز عمر الخمسين حتى وإن لم تظهر عليه أعراض مرضية كإجراء إحترازي يساعد في الكشف المبكر عن أي ورم، ومع من لديهم تاريخ عائلي من سرطانات الجهاز الهضمي يشدد على تكرار إتمام التنظير في مراحل عمرية أقل.
هل يعتبر التدخل الجراحي علاج نهائي لأورام المعدة؟
أكدت “د. سناء” على أن نسبة الكشف المبكر عن أورام المعدة لا تتجاوز الـ 10%، ومع هذه النسبة الضئيلة يكون العلاج الجراحي بإستئصال الورم وهو صغير أنجع طرق العلاج وأكثرها تحقيقًا لنسب مرتفعة من الشفاء. إلا أن 80% من حالات أورام المعدة – مع الأسف الشديد – تُكتشف في مراحل أكثر تطورًا لذلك تحتاج للعلاجات الكيماوية بدرجة ما وعلى حسب نجاح العلاج الكيميائي يُقرر الطبيب مدى الحاجة للتدخل الجراحي لإستئصال الورم.
أيهما أكثر عُرضة لسرطانات الجهاز الهضمي الرجال أم النساء؟
سرطانات القولون والمستقيم هي ثاني أكثر السرطانات إنتشارًا بين النساء والرجال على حد سواء، أما مع باقي أورام الجهاز الهضمي فتعتبر النساء أكثر عُرضة للإصابة بها وإن كانت نسبة الفارق بينها وبين الرجال ضئيلة جدًا ولا تُذكر، لذا يمكننا القول أن كلا الجنسين لهما نفس فرص الإصابة بأورام الجهاز الهضمي.
كيف نقي الجهاز الهضمي من الأورام؟
أوضحت “د. سناء” أن طرق وقاية الجهاز الهضمي من الأورام السرطانية بسيطة جدًا وفي متناول الجميع،
وتتلخص كلها وتتركز في:
• زيادة النشاط البدني اليومي حتى ولو بممارسة المشي لمدة نصف ساعة في اليوم.
• ضبط وزن الجسم والعلاج من السمنة.
• تجنب العادات الغذائية الخاطئة.
• تجنب الممارسات الغير صحية كالتدخين وشرب الكحوليات.
ما هي طرق علاج أورام الجهاز الهضمي؟
تتطور وتتجدد طرق علاج أورام الجهاز الهضمي بشكل سريع ومُلفت للإنتباه، كما تتوفر الخيارات العلاجية المختلفة لكل نوع من أنواع أورام الجهاز الهضمي السرطانية،
ومن أبرز طرق العلاج:
• العمليات الجراحية وهي تلعب دورًا بارزًا في إستئصال الورم السرطاني إلا أنها لا تصلح مع كل المراحل التطورية للورم، كما لا تصلح مع كل أعضاء الجهاز الهضمي.
• العلاج الإشعاعي.
• العلاج الكيميائي: وهو يمثل عمدة الطرق العلاجية للأورام السرطانية، كما يتميز بأن أنواعه المستخدمة مع أورام الجهاز الهضمي ألطف كثيرًا مقارنة بالعلاجات الكيميائية المستخدمة مع الأورام الأخرى فهو لا يؤدي إلى تساقط الشعر كغيره من النوعيات التي تستخدم في علاج سرطانات الأجهزة الجسدية الأخرى.
• العلاج البيولوجي: ويُقصد به العلاج الموجه الذي يختص بالدخول إلى خلية الورم نفسها، لذلك لا يستفيد كل مصاب منه، ومن عيوبه أنه باهظ التكاليف المادية كما أنه لا يُغني عن العلاج الكيميائي وإنما هو مكمل له.