قد يكون احمرار الوجه دليلاً إما على الصحة الجيدة فنقول ” وجهه مورد ” أو يدل على الخجل الشديد فنقول ” احمرت وجنتاه خجلاً “، لذلك فاحمرار الوجه له تسمية طبية وهي ” داء الوردية “.
يختلف داء الوردية عن الأكزيما التي تصيب الأطفال، كما أن هذا المرض هو في الأصل مرض مزمن ولكنه غير معدي على الرغم من أنه قد يصاحبه بعض أنواع البكتيريا.
ما هو داء الوردية وما هي أعراضه؟
ذكرت الدكتورة ريتا سمور ” أخصائية الأمراض الجلدية ” أن داء الوردية هو مرض جلدي مزمن نراه في كثير من العيادات الطبية، يسبب احمرار في المنطقة الوسطى من الوجه ولا يعرف كثير من المرضى بهذا المرض، ولكن يبقى علاجه مهم بدرجة كبيرة لتفادي تطوره فيما بعد.
من أعراض داء الوردية:
- احمرار الوجه الذي يصيب المنطقة الوسطى من الوجه خاصةً منطقة الخدين ويمكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى كمنقطة الأنف والجبين والذقن، وفي أولى مراحل هذا المرض يكون الاحمرار متقطع ثم يصير دائم في الوجه.
- الشعور بحرارة في منطقة البشرة.
- الشعور بالجفاف أو الحساسية أو حريق في منطقة الوجه.
- توسع في شرايين الجلد.
- ظهور بثور حمراء في المراحل المتقدمة من المرض.
- تغير نوعية البشرة مع هذا المرض لتظهر أكثر سماكة خاصةً في منطقة الأنف.
- يمكن أن تصيب الوردية منطقة العيون لتتسبب في احمرار وجفاف وحكة في الجفون.
متى يظهر داء الوردية وما هي أسبابه؟
يمكن أن يظهر داء الوردية على الوجه أو في المناطق سالفة الذكر على عمر الثلاثين عاماً، ويصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، كما أننا نلاحظ هذا المرض على الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، بجانب الأشخاص الذين لديهم عوامل وراثية حيث أن العائلة التي لديها داء الوردية عادةً ما يصاب أبناؤها بهذا الداء.
مضيفةً: هناك بعض العوامل الخارجية التي قد تحفز على هذا الداء وتساعد في ظهوره، ومن أهم هذه العوامل:
- الطقس متمثلاً في البرد الشديد والصقيع.
- التعرض للشمس أو الحرارة الشديدة بشكل مباشر أو وسائل التدفئة وغيرها من الوسائل التي ترفع من حرارة الجسم.
يجب أن يتنبه الشخص الذي يعاني من داء الوردية إلى عليه ضرورة تفادي هذه العوامل الخارجية حتى لا تزيد من تفاقم المرض عنده، وتختلف هذه العوامل من شخص لآخر، ولكن إجمالاً نرى أن الكثير ممن يعانون من هذا الداء ينزعجون من تلك العوامل الخارجية المتغيرة في الطقس أو حتى التغيير المفاجئ في الحرارة.
- الضغط النفسي الشديد: حيث يزيد الضغط النفسي هذا الداء على المريض.
- الرياضة.
- بعض المأكولات خاصةً البهارات.
- المشروبات الكحولية خاصةً النبيذ الأحمر، لذلك فإننا نلاحظ أن الشخص بمجرد قيامه بشرب مشروب النبيذ الأحمر يتغير لون وجهه للون الأحمر ويعاني المريض حينئذ من ارتفاع ملحوظ في حرارة الوجه.
ما هي طرق علاج داء الوردية؟
بشكل عام، يمكننا تقسيم علاج داء الوردية إلى ثلاثة أقسام من بينها:
- العلاجات الموضعية: تُستخدم العلاجات الموضعية للحالات الخفيفة لداء الوردية مثل بعض الكريمات ومضادات البكتيريا، وذلك لأن الدراسات العلمية أثبتت أنه بجانب العوامل الخارجية سالفة الذكر يمكن أن يكون داء الوردية نتيجة بعض الالتهابات أو البكتيريا الموجودة على بشرة هؤلاء المرضى الذين يعانون من هذا الداء لتؤدي إلى توسع في شرايين البشرة، ومن ثم فإننا نلجأ إلى العلاج عبر كريم ota.
- بعض المضادات الحيوية أو حتى فيتامين A وغيره.
- العلاج عن طريق الليزر لأن الليزر هو الوحيد ما يمكنه علاج احمرار الوجه وتوسع الشرايين.
هل يؤثر المكياج على تفاقم مشكلة داء الوردية في الوجه؟
هناك العديد من الأشخاص كما سبق الذكر لا يعرفون أنهم يعانون من داء الوردية ولكنهم يأتون إلى العيادات الطبية لأنهم يعانون من أن بشرتهم لا تتقبل المكياج أو الكريمات أو مكونات معينة نتيجة الحساسية المفرطة الموجودة في هذه البشرة، لذلك يجب على هؤلاء المرضى ضرورة استشارة طبيب الجلدية قبل الإقدام على وضع تلك الكريمات أو المكياج أو تلك المكونات، فضلاً على ضرورة استعمال الغسول الخالي من:
- الصابون.
- المواد الحافظة.
- البرفان.
لذلك، يجب على مثل هؤلاء الأشخاص اتباع روتين معين لبشرتهم حيث يمكنهم استعمال كريمات طبية معينة للبشرة، كما أن المكياج به مقادير معينة يجب أن يتجنبها هؤلاء المرضى وإلا سيعانون كثيراً من بعض الأعراض للبشرة مثل:
- حساسية البشرة.
- جفاف البشرة
- حكة البشرة.
يُنصح لمرضى داء الوردية عدم عمل الاسكريب أو تقشير للبشرة بجانب أهمية عدم التعرض لحرارة الشمس وغيرها من العوامل الخارجية الأخرى التي تزيد من شدة داء الوردية.
وختاماً، من الصعب أن نرى داء الوردية على الأطفال ولكن بمجرد رؤية احمرار وجه الطفل فإنه يُشخص بالأكزيما التي لها علاقة بالبشرة خاصةً في فصل الشتاء، كما أن الأكزيما عادةً ما تصيب البشرة الدهنية بدرجة أكبر من غيرها، مع مراعاة أن داء الوردية داء غير معدي على الإطلاق على الرغم من أنه قد يصاحبه بعض الميكروبات في الوجه وإنما هو مرض مزمن يجب تشخيصه عبر الفحص السريري في المراحل الأولى بشكل ضروري حتى نتفادى تفاقم أعراضه الخطيرة فيما بعد.