أسباب خلع الولادة
يقول استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور “صلاح درادكة”: أن خلع الورك الولادي أو كما سُمي منذ عام ١٩٩٢ م باسم خلع الورك التطوري؛ حيث اكتشف الأطباء أن خلع الورك قد يحدث بعد عملية الولادة أصلاً، وذلك على عكس المعتقد السابق بأن خلع الولادة يحدث أثناء عملية الولادة، او أثناء استخراج، أو شفط الجنين من الرحم باستخدام جهاز الشفط أو الملاقط الجراحية، وبشكل عام لا يوجد سبب حقيقي ومحدد معروف لحدوث خلع الولادة، لكن هناك بعض الأسباب، أو العوامل التي قد توصل إليها الأطباء حتى الأن، والتي قد تكون بالفعل السبب لحدوثه، منها:
- رخاوة الأربطة، والأنسجة، وكذلك كبسولة المفصل، عند الأطفال، أو عند الأم.
- العوامل الوراثية أو الجينية.
وقد يكون خلع الولادة مرضاً منفرداً لدى الطفل وهذا في ٩٨% من الحالات ويكون عادة صعب التشخيص، وقد يكون مصحوباً بالعديد من الأمراض الأخرى، وحينها يكون سهل التشخيص، ومن أمثلة هذه الأمراض:
- وجود اعوجاج في العظام، أو في المفاصل.
- وجود فتحة في ظهر الطفل المولود.
- وجود متلازمة داون، أو غيرها من المتلازمات لدى الطفل.
وهناك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من حدوث خلع الولادة، أو قد يتم اعتبارها أحد أسباب خلع الولادة كما وضح الدكتور “صلاح”، منها:
- الجنس: حيث تعتبر الإناث أكثر عرضة للإصابة بخلع الولادة من الذكور بنسبة تصل إلى ٦:١.
- المولود الأول يعتبر أكثر عرضة لخلع الولادة؛ حيث غالباً ما يكون الرحم منقبض، وكذلك عضلات بطن الأم تكون منقبضة في الولادة الأولى.
- وجود الطفل في وضعية غير طبيعية في الرحم.
أبرز أعراض خلع الولادة
غالباً يكون من الصعب أن تظهر أعراض خلع الولادة على الطفل في البداية؛ لذلك فمن المهم جدًا أن يقوم طبيب الأطفال المتمرس بفحص الطفل جيدًا بعد الولادة مباشرةً، وإذا كانت لدى الطبيب أي شكوك لحدوث خلع الولادة، يجب أن يطلب من الأهل تكرار الفحص السريري مرة أخرى بعد فترة، وكذلك قد يضطر لإجراء بعض صور الأشعة السينية، أو الصور باستخدام جهاز ال “Ultrasound”.
وينصح الدكتور “درادكة” الأهل بفحص المولود عند الطبيب خلال فترات أخذ اللقاحات، أي بعد مرور شهر، شهرين، وثلاثة أشهر بعد الولادة؛ وذلك لأن المرض قد يحدث بعد الولادة بشهر، أو شهرين، كما ينصح للأطفال الذين لديهم عوامل خطورة أن يتم فحص المفصل بعد الولادة بحوالي ٤-٦ أسابيع.
وبشكل عام هناك عدة أعراض لخلع الولادة، منها أن يكون المفصل خارج تماماً من مكانه، أو قد يكون هنالك خلع جزئياً، وفي بعض الحالات تكون رأس المِفصل داخل تجويف المفصل، لكنها غير ثابتة.
واقرأ هنا أيضًا عن
سُبل علاج خلع الولادة
تعتمد سبل علاج خلع الولادة على عمر الطفل، أو عمر اكتشاف المرض، لكن بشكل عام إذا كان الطفل أقل من ستة أشهر يتم استخدام دعامة تسمى دعامة بافلك “Pavlik”، وهو عبارة عن جهاز بسيط مصنوع من القماش، يرتديه الطفل على شكل ضفدع؛ حيث تساعد هذه الوضعية على ثبات، ودعم المفصل، وتلاشي المرض حيث تصل نسبة نجاح هذه التقنية إلى ٩٠-٩٥% وبالتالي قد يتجنب المريض اجراء عمليات جراحية في المستقبل.
وبعد عمر الستة أشهر وحتى عمر السنة تقريباً يتم ادخال المريض غرفة العمليات، ومن ثم يتم تخديره، ويتم ارجاع المفصل إلى مكانه مرة أخرى، ويتم وضع المريض بعد ذلك في بنطال من الجبس من أول الصدر وحتى آخر القدم.
أما بعد مرور السنة ونصف السنة من العمر المريض غالباً ما يحتاج إلى تدخل جراحي؛ حيث يتم فتح المفصل تماماً، ومن ثم يتم إزالة جميع الأشياء التي قد تُعيق ثبات رأس عظام الفخذ بداخل مفصل الحوض، وعادة ما تحدث بعض المشاكل الصحية نتيجة اجراء هذه العملية؛ لذلك فيؤكد الدكتور “صلاح” على أهمية الكشف المبكر؛ وذلك لتجنب أي اجراء جراحي للمفصل، وكذلك حتى تكون النتائج مرضية جدًا.
ماذا إذا لم يُعالج خلع الولادة؟
عادة عند عدم علاج خلع الولادة قد تحدث مشاكل صحية خطيرة جدًا، أهمها: تيبس المفصل، وتنخر عظام المفصل: حيث يتم قطع الدورة الدموية عن المفصل وبالتالي يموت المفصل تماماً.
وعلاج هذه الحالات غالباً ما يكون غير مرضي على حد الدكتور “صلاح”، كما أنه يعاني المريض في هذه الحالة من العرج، ذلك بالإضافة إلى الآلام التي تظل ترافق المريض لفترات طويلة من حياته، وقد يحتاج المريض مع التقدم في العمر إلى زرع مفصل صناعي.