كما هو معروف لنا أن الأشخاص الذين لا يتحركون كثيراً يعانون من ضعف العضلات ولكن يبدوا أيضاً أن العظام كذلك تتعرض للوهن والضعف بشكل أكبر خاصة عند كبار السن الذين يلتزمون الفراش بشكل دائم، لذلك يُنصح لمثل هؤلاء الأشخاص الاعتياد على ممارسة نشاط حركي وبدني مناسب على الكرسي من خلال بعض التمارين الخاصة على اليوتيوب كما يستوجب عليهم الاهتمام بالتغذية الصحيحة التي تعتمد أساسياً على الكالسيوم وفيتامين d.
كيف تؤثر قلة حركة العضلات على هشاشة العظام؟
ترى الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أن هناك العديد من الدراسات التي تثبت أنه مع تقدم العمر تقل كثافة العظام عند الأشخاص والسبب الرئيسي يعود إلى أنه مع تقدم العمر يكون من الطبيعي أن نخسر كتلة عضلية بالإضافة إلى كثافة العظام ولكن للأسف تزيد لدينا الكتلة الدهنية وهذا يُعد شيء طبيعي عند العديد من الأشخاص الذين يعانون من تفرغ العظام من الكالسيوم بغض النظر عن وزن الشخص حيث أن وزن 60 كيلوا سوف نلاحظ عليه أن أنسجة جسمه من الداخل زادت بمستوى الدهون والخلايا الدهنية على الرغم من أننا نحافظ على نفس هذا الوزن مع وجود قلة في الأنسجة العظمية وكثافة العظام بشكل عام.
يعتبر العظم كما العضلات عبارة عن خلايا دائمة ومتجددة وتتجاوب تلك العظام مع الحركة والرياضة لتصبح أكثر قوة حتى تستطيع أن تحمل ثقل الجسم، لذلك فإن أولى مشاكل العضلات والعظام نراها جلية عند الأشخاص الذين لا يتحركون ولا يعتادون على ممارسة أي نشاط بدني وحركي خاصة الشخص طريح الفراش، كما أن الطبيعي عند السيدات أن كل كيلوا جرام من عضلات جسمهم تحمل نصف كيلوا من الدهون ولكن عند الرجال من الطبيعي أن يحمل كل كيلوا عضل ثلث الكتلة الدهنية – بناءً على ما ذكرته الطبيبة.
تحدث المشكلة عند الرجل أو السيدة عندما يكون هنالك نسبة دهون عالية وكتلة عضلية قليلة وهنا تبدأ مشاكل العظام مثلما نرى سيدة لديها 30 كيلو من العضل مقابل 50 أو 60 من الدهون مما يتسبب في أن كل كتلة عضلية في الجسم تحمل أكثر من كتلة دهنية في آن واحد وهذا العبء الزائد من الدهون هو بالتأكيد سيضعف من العضلات التي لن تستطيع أن تتحمل هذا الضغط الكبير والثقل عليها، ومن ثم يرتكز هذا الدهن على العظام مما يؤدي إلى تفرغ العظام من الكالسيوم بجانب ظهور بعض مشاكل المفاصل كمشكلة مفاصل الركب والظهر والعمود الفقري.
ما هي أكثر أماكن الجسم عُرضةً لتفرغ العظام؟
عادةً ما تُبنى العظام منذ بداية عمر الإنسان وتزداد كثافة العظام يوماً بعد يوم لتصل في أوجها في عمر العشرينات ولكن بعد الثلاثينات يبدأ الإنسان في فقدان كثافة العظام تدريجياً وتكون النسبة تقريباً على عمر 40 سنة هي 0.5% من كثافة العظام التي نفقدها سنوياً عند الرجال، بينما عند النساء خاصة بعد سن الأمل فإنهم يتعرضون لكثافة أقل للعظام بنسبة من 3 إلى 5% سنوياً.
أما عن أكثر المناطق التي تتعرض لخسارة كثافة العظام عند النساء هي منطقة الحوض، لذلك نسمع كثيراً بكسر الحوض عند كبار السن بجانب العمود الفقري الذي يتسبب في مشاكل الديسك وأوجاع الظهر خاصةً عند النساء الذين يفقدون نسب أعلى من كثافة العظام مقارنةً بالرجال.
ما هي أسباب خسارة كثافة العظام؟
هناك 4 أسباب هي ما تؤدي إلى خسارة كثافة العظام عند الإنسان أولها أن الهرمونات الموجودة في الجسم والتي من أهمها هرمون الأستروجين عند النساء بالإضافة إلى التستوستيرون الذي يعمل على حماية كثافة العظام تنخفض نسبة وجودها في جسم المرأة بعد سن الأمل وعند الرجال كبار السن مما يتسبب في تفرغ العظام من الكالسيوم.
أردفت ” ربى “: أما ثاني أسباب خفة كثافة العظام هو قلة إنتاجية هرمون النمو عند كبار السن وهذا بالتأكيد سبب واضح لتفرغ العظام من الكالسيوم وفيتامين d الذي تقل نسبة امتصاصه مع تقدم العمر وهو ما يعتبر عامل آخر من عوامل خسارة كثافة العظام، بالإضافة إلى دور الغدة جار الدرقية الباراثارويد هرمون التي تكسر من كثافة العظام.
أما ما يحدث بعد سن الأمل عند المرأة هو زيادة هرمون الأستروجين ويقل هرمون التستوستيرون عند الرجال مما يؤدي إلى ارتفاع في هرمونات الغدة جار الدرقية وهي الغدة التي تنتج بعض الخلايا المسماة بالخلايا الآكلة التي تعمل على أكل الكالسيوم من العظام ليخرج إلى الدم والسبب الرئيسي في ذلك هو فقر النظام الغذائي بالكالسيوم وفيتامين D.
كيف يمكننا وقاية أنفسنا من التعرض لخفة كثافة العظام؟
بالنسبة للأشخاص كبار السن والذين لا يستطيعون التحرك بطريقة سهلة فيستوجب عليهم ممارسة الرياضة بصورة دورية وأن يكون النشاط الحركي والرياضي جزء من حياتهم اليومية، ومن ثم يمكن لهؤلاء الأشخاص التلطع إلى بعض الفيديوهات على اليوتيوب ولبعض أنواع الرياضات على الكرسي والتي لا تتطلب منهم بذل مجهود كبير ولكن تحريك العظام وقابلية جعلها أكثر ليناً ومرونة يحافظ عليها لمدة أطول كما أن ذلك يحافظ على قوة العظام وتكدس الكالسيوم فيها بنسب أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون نظامنا الغذائي اليومي مليء بالكالسيوم مع مراعاة أن احتياجنا للكالسيوم يتمثل في جرام واحد فقط يومياً بينما كبار السن تزيد لديهم هذه النسبة لتصل إلى 1.2 جرام يومياً أي من 4 إلى 5 حصص من الأجبان والألبان أو 3 أكواب من الحليب أو 5 من اللبن.
يجدر الإشارة إلى أنه عند عدم أخذ نسب كافية من الكالسيوم تتفعل الغدة جار الدرقية وتحصل على الكالسيوم من العظام وتعمل على تفريغه منها حتى تنقله إلى الدم لأنه مهم بدرجة كبيرة خاصة لعضلة القلب، ومن الضروري كذلك التركيز على نسبة احتياجاتنا اليومية من فيتامين D والتي تصل إلى 800 وحدة يومياً كما يمكننا أخذ الحبة الأسبوعية المتمثلة في 5 آلاف وحدة، وفي حالة التعرض لمشاكل امتصاص فيتامين D مع تقدم العمر أو عندما تكون البكتيريا الموجودة في الأمعاء ضارة بسبب الغذاء الخاطئ وتقل حينئذ نسبة فيتامين D في الجسم فمن الممكن أن نلجأ إلى إبر فيتامين D للتأكد من أننا نحصل على كميات كافية من هذا الفيتامين، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على النشاط الحركي والبدني خاصة لكبار السن.
إلى جانب ذلك، يجب التوعية بأن هناك ترابط بين امتصاص الكالسيوم وفيتامين D ومن ثم يجب تناولهما غذائياً مع بعضهما البعض حتى يعززا من امتصاص فيتامين D والكالسيوم في الجسم.
هل تعتبر نسب فيتامين D الموجودة في المكملات الغذائية كافية للجسم؟
للأسف فإن المكملات الغذائية الشاملة لا تحتوي على النسبة الكافية التي يحتاجها الجسم من فيتامين D لأن الجسم يستطيع أن يمتص الأشياء التي يسهل عليه امتصاصها ولا يمتص الأشياء التي يصعب عليه امتصاصها.
على سبيل المثال، يحتوي المكمل الغذائي على فيتامين D وفيتامين A وk وe وهي أربعة فيتامينات يمتصها الجسم في وجود الدهون ولكن عند أخذها مع بعضها البعض فإن الجسم لن يمتصها بصورة سوية وطبيعية ومن ثم نأخذ منها جزء من الاحتياجات اليومية فحسب، لذلك يُفضل أخذ فيتامين D بمفرده.
وملخصاً لأسباب فقدان كثافة العظام فهي تتمثل في الهرمونات وتقدم العمر ونقص إفراز هرمون النمو في الجسم بالإضافة إلى الغدة الجار درقية التي تتفعل عند نقص الكالسيوم من الغذاء كما أن ضعف التغذية الصحية والحركة تشكل ضعف للعظام بشكل عام، كما أن هشاشة العظام تؤدي إلى ارتفاع نسب الكالسيوم في الدم وأيضاً تكسر البروتين يؤدي إلى ارتفاع في نسب النيتروجين يدل على فقدان الكالسيوم وفيتامين D.